اتهمت مدوّنة
تونسية، اعتقلت خلال مشاركتها في مسيرة بمحافظة الكاف غرب البلاد، قبل أن يتم الإفراج عنها مساء الخميس، أعوان الأمن بـ"تجريدها من ملابسها والتحرّش بها"، مؤكّدة أنّها "تعرضت للتهديد والشتم والتجويع ومنعها من الاتصال بعائلتها ومحاميها".
وأضاف الفتاة عفراء بن عزّة، في تصريح لها، الجمعة، لإذاعة "شمس أف أم" الخاصة أنّ أعوان الأمن بالكاف اعتقلوها مساء الأربعاء، على خلفية مشاركتها في مسيرة مُندّدة بهدم مقهى عتيق بالمدينة، يعتبر أحد المعالم التراثية، وتحويل صبغته من التاريخي إلى التجاري من قبل أحد رجال الأعمال.
وتابعت عفراء، الناشطة ضمن حملة "#
مانيش_مسامح" (لن أسامح) في إشارة إلى رفض قانون المصالحة الذي يسمح بطيّ صفحة الماضي، أنها تدرك جيّدا أنّ السبب الرئيسي للاعتقال هو تدويناتها السابقة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "
فيسبوك"، المنتقدة لسلك الأمنيين.
• "التكفيرية الملحدة"
ولفتت عفراء، الطالبة بأحد المعاهد الثانوية بالكاف، والبالغة من العمر 17 سنة، إلى أنّ عون أمن بزيّ مدني أوقفها وعمد إلى جرّها واصفا إيّاها بـ"التكفيرية الملحدة"، وفق تعبيرها.
من جانبه اعتبر محامي المدوّنة عفراء بن عزة شرف الدين القليل في تصريح إذاعي، الجمعة، أن أعوان الأمن بمحافظة الكاف "غالطوا وزارة
الداخلية ووكيل الجمهورية من خلال نسب أمور لا علاقة لها بعفراء من أجل إيقافها".
• شرطة "فيسبوك"
وتابع القليل أن المشرفين على وزارة الداخلية "قاموا بحملات تشويه ومغالطة" ضدّ موكلته، مشيرا إلى أن عفراء "قد تكون مستهدفة من شرطة جديدة اسمها شرطة الأخلاق العامة أو شرطة "فيسبوك"، على حدّ وصفه.
وأشار إلى أنّ قاضي الأطفال بالمحكمة الابتدائية بالكاف أطلق سراح عفراء، لافتا إلى أنّه تمّ تأجيل النظر في ملف القضية إلى 31 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، متوقعا توجيه ثلاث تهم إليها على غرار "هضم جانب موظف عمومي بالقول والإساءة إلى الغير عبر شبكات الاتصالات العمومية".
• وقع اختطافها
وكتب المحامي القلّيل على صفحته في "فيسبوك" أنّ عفراء تمّت مكافحتها بتدويناتها السابقة، مضيفا "كأنني بالإرهاب الإلكتروني وبمئات الصفحات السوداء المروجة للإرهاب والمحرضة على أمن البلاد والعباد قد انتهت وزارة الداخلية من رصدها وتفكيك الخلايا القابعة وراءها لتتفرغ لما ينشره بعض الشباب الذي لا همّ له غير الدفاع عن وطنه والتوق إلى تونس أخرى ثورية مدنية تحترم شبابها وتحترم حلمه في البناء والتأسيس".
• تدوينة.. الدّولة تمارس الإرهاب
وبرّر المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني، في تصريح إعلامي،
اعتقال التلميذة عفراء بن عزة "بتدوينة قالت فيها إنّ الدّولة تمارس الإرهاب على الشعب"، مشيرا إلى أنّ الإيقاف تمّ بعد استشارة النيابة العمومية التي أذنت بالاحتفاظ بها وتقديمها إلى المحكمة.
وقالت وزارة العدل في بلاغ لها، الجمعة، إن مساعد وكيل الجمهورية لم يلاحظ أي آثار عنف على المدوّنة عفراء عند التحقيق معها، مضيفة أنها لم تتعرض إلى أي نوع من أنواع الاعتداء البدني.
وكان وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلّي كلّف، الخميس، مُتفقدين من التفقدية العامة للأمن الوطني بالتحوّل إلى منطقة الأمن بالكاف بهدف إجراء بحث إداري مُعمق ودقيق وميداني بخصوص الظروف والملابسات التي أحاطت بإيقاف الفتاة عفراء بن عزة.
واستنكر الرئيس الباجي قائد السبسي، خلال استقباله، الخميس، ممثّلي محافظة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية ظروف الاعتقال والمعاملة السيئة التي تعرضت إليها عفراء.
وأثارت حادثة الاعتقال موجة من الاحتجاجات من طرف مكونات المجتمع المدني بالجهة.