نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول حالة الغليان التي يعيشها
الفلسطينيون في أراضي عام 1948، بسبب العنصرية والاضطهاد الذي يعانون منه، على الرغم من حملهم للجنسية
الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المار من شارع بول الرابع، الشارع الرئيسي في مدينة الناصرة، وهي أهم مدينة عربية مسيحية في أراضي 48، يخال نفسه مارا عبر ساحة حرب، حيث امتلأ المكان بالزجاجات المهشمة، والقطع الحديدية، والحجارة، وصفائح القمامة المحترقة.
وأضافت أنه بالتوازي مع تحركات الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، أطلقت الأقلية العربية، التي تبلغ نسبتها 20 في المئة من مجموع السكان في أراضي 48، حركة احتجاج تهدف لمساندة أشقائهم الفلسطينيين في
الضفة، والدفاع عن المسجد
الأقصى ضد المتطرفين اليهود الذين يحاولون تدنيسه.
وذكرت الصحيفة أن مواجهات عنيفة تدور كل ليلة منذ يوم الخميس الماضي، في القرى والمدن التي يسكنها الفلسطينيون، في الناصرة، والجليل، ورملة وطيبة ويافا. وقد بلغت ذروتها يوم الأحد بعد أن قام أحد سكان أم الفحم بطعن جنديين إسرائيليين.
وذكرت الصحيفة أن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، وبقية زملائه العرب، يتعرضون لمضايقات وضغوط كبيرة بسبب الأحداث الجارية، رغم أن عودة يعد أقل حدة في مواجهته للإسرائيليين من نواب آخرين، على غرار حنين زعبي التي أصبحت بمثابة الدابة السوداء للساسة الإسرائيليين، منذ مشاركتها في أول قافلة حرية متجهة لغزة، في سنة 2010.
وأضافت الصحيفة أن حنين زعبي دعت فلسطينيي 48 إلى الوحدة لحماية المسجد الأقصى، وتحويل حركة الاحتجاج إلى انتفاضة شعبية. ونقلت عنها قولها: "أنا لا أريد إعادة الأمور إلى حالة الهدوء المؤقت، بل أسعى للوقوف في وجه الاحتلال". وقد كلفتها هذه التصريحات فتح تحقيق قضائي ضدها.
ونقلت الصحيفة عن الناشطة والمدونة حنين مجادلة، التي تعيش في مدينة يافا، أن "زيارات اليهود لهذه المدينة باتت قليلة، خوفا من مشاعر الغضب التي تعتري الشباب والمراهقين العرب ضدهم".
وأضافت مجادلة: "بالإضافة لمشاعر الغضب التي يشعر بها هؤلاء بسبب الاعتداءات التي تطال المسجد الأقصى والأراضي المحتلة، فإنهم يعبرون أيضا عن استيائهم من الأغلبية اليهودية داخل الكيان الإسرائيلي، التي تعاملهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية".
كما نقلت الصحيفة عن هذه المدونة، التي تنتمي لعائلة الوزير السابق غالب مجادلة الذي يعد أول عربي يظفر بحقيبة في حكومة إسرائيلية، قولها: "أن تكون عربيا في إسرائيل، يعني أن تعاني من عنصرية متأصلة، وأن يكون لك الحق في العمل فقط كعامل نظافة أو عامل بمقهى، وتمنع من تقلد الوظائف الهامة في المؤسسات الخاصة أو الحكومية".
وذكرت الصحيفة أن بعض المظاهرات الأخيرة نظمتها الحركة الإسلامية في فلسطين. وقالت إن هذه الحركة هي فرع محلي تابع لتيار الإخوان المسلمين، وتعتزم حكومة بنيامين نتنياهو حظر نشاطها خلال الفترة القادمة. ومن أبرز قياداتها الشيخ رائد صلاح، وهو شخصية ذات كاريزما قوية ينحر من مدينة أم الفحم.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ أحمد أبو حجمة، قائد فرع الحركة الإسلامية في مدينة يافا، قوله: "نتنياهو يدعي أن العرب عنيفون لأن الأطفال يلقون الحجارة، ولكن العنف الحقيقي يتمثل في احتلال الأراضي الفلسطينية الذي يستمر منذ العام 48".
وأضاف الشيخ أحمد: "العنف الحقيقي يمارسه جهاز الشاباك، الذي يلقي القبض بسرعة قياسية على الفلسطينيين المتهمين بالإرهاب حسب زعمه، ويتظاهر بالعجز عن القبض على المتطرفين اليهود الذين يعتدون على العرب".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الشيخ أحمد ظل صامتا لفترة، ثم تنهد وقال: "العرب يعانون من المهانة في هذه البلاد، وعندما يثورون ضد الوضع القائم، يتم وصفهم بالإرهابيين".