حقق حزب
العدالة والتنمية تقدما كبيرا في
الانتخابات الجماعية المغربية، التي أجريت الجمعة 4 أيلول/ سبتمبر، وهي النتيجة التي مكنته من الحصول على أكبر عدد من الأصوات متقدما على ثاني حزب بأكثر من 300 ألف صوت.
التقدم الكبير لحزب العدالة والتنمية، عكس تحولات في القناعات السياسية للمواطن المغربي، حاولت "
عربي21" رصدها من خلال قراءة خبراء لدلالات هذه النتيجة، وتأثيرها على مستقبل العمل السياسي في المغرب.
ولخص عبد الرحيم العلام الباحث في القانون الدستوري والمحلل سياسي، هذه الانتخابات في ست دلالات كبرى، تعكس أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي.
وأضاف عبد الرحيم العلام في تصريح لـ"
عربي21"، "الدلالة الأولى هي حضور الوعي السياسي في التصويت خلال هذه الانتخابات، سواء لصالح العدالة والتنمية أو ضد المفسدين وسماسرة الانتخابات".
الدلالة الثانية بحسب العلام، أن "العدالة والتنمية أضاف أكثر من 500 ألف صوت لصالحه، مقارنة بانتخابات 2011، وهي ومليون صوت مقارنة بسنة 2009، وهذا مؤشر هام يظهر حجم تطور التصويت لصالح الحزب".
وأوضح أن الدلالة الثالثة، أن "الشعب قال للمعارضة إن طريقتكم في
المعارضة غير عليمة وغير سياسية وغير أخلاقية، وبالتالي قام بمعاقبتها عبر التصويت لصالح العدالة والتنمية".
وسجل المحلل السياسي، أن "الدلالة الرابعة، هي فوز العدالة والتنمية في المدن الكبرى، بمعنى أنه كلما ابتعدنا عن القبيلة والقرية ورابطة الدم، كلما كان التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية كبيرا".
الدلالة الخامسة يقول العلام، هي فشل الرهان على أحزاب السلطة، الأحزاب التي تصنعها الدولة، وتجهزها لاستلام السلطة، هذا الرهان انتهى اليوم بشكل مطلق، هي رسائل من المغاربة إلى يدير العملية السياسية أن التحكم وجب أن ينتهي".
من جهته اعتبر محمد زين أستاذ التعليم العالي في القانون الدستوري والعلوم السياسي بجامعة المحمدية، أن "محطة 4 أيلول/ سبتمبر مفصلية بكل المقاييس في تاريخ المغرب، خاصة وأنها جرت في سياق سياسي استثنائي".
وتابع محمد زين الدين في تصريح لـ"
عربي21"، أنه بالرغم من حفاظ حزب الأصالة والمعاصرة على المرتبة الأولى في عدد المقاعد، فإن حزب العدالة والتمنية حقق تحسنا كبيرا وملحوظا انتقل بموجبه من المرتبة السادسة إلى الصف الثالث مقارنة بـ 2009".
وأضاف زين الدين، أن "المثير هو الكتلة الناخبة التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وذات الدخل المرتفع، صوتت لصالح العدالة والتنمية، كما أن هذه الفئة رفعت من نسبة مشاركتها في التصويت التي بلغت حوالي 60% مقارنة بغيرها من المناطق".
وأضوح زين الدين أن "السلوك الانتخابي للفئات المترفة تحول بشكل كبير، كما أنها اختارت التصويت لصالح العدالة والتنمية".
وسجل أن العدالة والتنمية اكتسح المدن الكبرى وحقق نتائج كبيرة جدا في الجهات، بأكثر من 25% من عدد الأصوات، بفارق كبير عن الحزب الثاني".
وأفاد أستاذ التعليم العالي، أن هذه "النتائج الكبيرة للعدالة والتنمية، جاءت لكونه غطى 100% من دوائر المدن، واستفاد من التصويت العقابي ضد الأحزاب الأخرى، وأيضا العذرية السياسية التي يتميز بها في أغلب المدن، وكذلك القوة التنظيمية الكبيرة التي يمتلكها، والقدرات التواصلية التي أبهر بها المتابعين".