دعا عبد الإله
ابن كيران أمين عام حزب
العدالة والتنمية، رؤساء أحزاب
المعارضة الثلاثة إلى تقديم استقالاتهم اقتداء بالدول الديمقراطية، مهديا فوز حزبه إلى شركائه في الأغلبية الحكومية، ومعلنا أعلن ترشيح وزيرين من حزبه لمنصب عمودية مدينتي الدار البيضاء وفاس.
وتابع ابن كيران في ندوة صحافية نظمها حزب العدالة والتنمية في مقره المركزي بالرباط السبت، أن "أحزاب المعارضة انهزمت هزيمة نكراء، وعليها أن تعترف، وهذه هي السياسية".
وأضاف ابن كيران بعد هذه الهزيمة كان على زعماء المعارضة الثلاثة ( الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي) أن يقدموا استقالاتهم، عملا بما تقوم به الأحزاب في الدول الديمقراطية التي يقولون أنهم يسيرون على نهجها".
وطالب ابن كيران زعماء المعارضة إلى امتلاك "بعض من النضج، لأن السياسة تتطلب النضج، ومن يمارس السياسة عليه أن يعرف أن السياسية قد تحقق الكسب وكما تفرض عليه أن يتقبل الخسارة".
وشدد ابن كيران على أن "الأسلوب الشباطي ( البلطجة التي يقودها حميد شباط امين عام حزب الاستقلال) في السياسة انتهى، وهناك أشخاص آخرون يمارسون الفساد والاستبداد".
وأفاد أن من لم يواجه الفساد والاستبداد، سيلتهمه الفساد والاستبداد، فالفساد مؤذن بخراب الديار، الفساد إذا بلغ مستويات كبيرة يولد الإرهابي السوري المسكين والعراقي المظلوم".
وأهدى عبد الإله ابن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية، "فوز حزبه في
الانتخابات الجماعية إلى أحزاب الأغلبية الحكمية، واعتبرهم شركاء في تحقيقه".
وقال ابن كيران بخصوص مستقبل التحالفات "نحن ملزمون بموجب ميثاق الأغلبية أن تسيير البلديات وأيضا تسيير الحكومة هو وحلفائنا في الحكومة، وليس انتصارا للحزب وحده".
وتابع تدبير التحالفات سيكون أساسا داخل الأغلبية، وإن كانت بعض الحالات، سندرسها كل واحدة على حدة.
وعن سؤال لـ"
عربي 21" بخصوص الانفتاح على اليسار "المبدئي"، قال ابن كيران "تجربتنا في تسيير مدينة أكادير كانت ناجحة جدا، وكذلك في الرباط، والشاون وتطوان، بخصوص أكادير أنا آسف جدا هناك أغلبية تقيدني".
وزاد "طارق القباج (عمدة أكادير السابق عمدة مدينة أكادير السابق) صديق عزيز جدا، نجحنا في التحالف معه، وكانت التجربة جيدة جدا، لكننا في تحالف سياسي آخر".
وأعلن ابن كيران "ترشيح وزير الميزانية (الموازنة) إدريس الأزمي، ووزير العلاقات مع البرلمان المجتمع المدني عزيز العماري، لعمودية مدينتي فاس والدار البيضاء".
وقال ابن كيران إن هذه الانتخابات عرفت نجاحا باهرا، حيث بلغت نسبة الأصوات المعبر عنها أكثر من 8 ملايين مواطن، فيما كانت النسبة 6 ملايين شخص في 2011، و 7 ملايين في 2009.
وأفاد أن من لم يواجه الفساد والاستبداد، سيلتهمه الفساد والاستبداد، فالفساد مؤذن بخراب الديار، الفساد إذا بلغ مستويات كبيرة يولد الإرهابي السوري المسكين والعراقي المظلوم".
واعتبر ابن كيران أن السياسة فيها تياران، تيار المبادئ والقيم وتيار الفساد والاغتناء غير المشروع، فحتى اليساري المبدئي متى كان إنسانا محترما فسيجد له مكانا في المستقبل".
ورفض أمين عام حزب العدالة التنمية القول بوجود تقاطب حزبي في
المغربية، مشددا على أن العدالة والتنمية حزب كبير، ولكن الأصالة والمعاصرة ليس حزبا كبيرا، لأنه ولد في 2008، جاء الناس إليه رهبة ورغبة".
وتابع الأصالة والمعاصرة "جامع للناس وليس حزبا كبيرا، بدليل أنه فشل في المدن وحقق تقدما في البوادي، فالديمقراطية شأن مدني مديني وليس شأنا قرويا كما عند فلاسفة اليونان".
هذا واستطاع حزب العدالة والتنمية مضاعفة عدد مقاعده بأكثر من ثلاثة أضعاف؛ حيث انتقل من 1600 مقعد و600 ألف صوت في 2009، تاريخ آخر انتخابات جماعية، إلى 5021 مقعدا، ومليون و500 ألف صوت.
تفوق العدالة والتنمية لم يقف عند المدن بل استطاع أيضا تكريس تفوقه بحصوله على أكثر من 25% من عدد مقاعد الجهات متقدما بفارق كبير على صاحب المرتبة الثانية حزب الأصالة والمعاصرة التي حصل على 17% فقط.
هذا وتعود أهمية هذه الانتخابات لكونها ستعرف تطبيق "الجهوية المتقدمة" (نظام شبه فدرالي) في المغرب، التي اعتبرها العاهل المغربي، في خطابه "عماد مغرب الوحدة الوطنية والترابية، والتضامن بين الفئات، والتكامل والتوازن بين الجهات".
وقد خول دستور 2011 والقوانين الجديدة في المغرب اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية (البلديات)، ونقل مجموعة من الصلاحيات المركزية إلى المجالس المنتخبة في المدن والجهات.
واعتمد المغرب تقسيما جهويا جديدا للمملكة، ضم 12 جهة، وستكون للمجالس مهمة تدبير مصالح هذه الجهات إداريا واقتصاديا.
وتجرى الانتخابات المحلية (البلدية) في المغرب مرة في كل 6 سنوات.