سارعت أحزاب
المعارضة المغربية إلى إعلان رفضها التحالف مع حزب
العدالة والتنمية والأغلبية الحكومية بعد هزيمتها في
الانتخابات الجماعية والجهوية، فيما ردت أحزاب الأغلبية أنها لن تبحث عن تحالفات خارج مكوناتها إلا في حال الاستثناء.
وقالت أحزاب المعارضة (الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) في بلاغ أصدرته السبت، وحصلت "
عربي21" على نسخة منه، أنها لن تتحالف مع أحزاب الأغلبية ودعت أعضاءه على الالتزام بهذا القرار.
وتابعت أحزاب المعارضة، في بلاغها، قرر "قادة أحزاب المعارضة عدم الانخراط نهائيا في أي تحالف مع يقوده حزب العدالة والتنمية، انطلاقا مما ارتكب من خروقات وانتهاكات".
وأوصت في بلاغها "أعضاءها الالتزام بهذا الموقف، جوابا على هذه الممارسات التي تعتبر ذبحا للديمقراطية، وتكريسا لنهج الغش الانتخابي".
من جهته أوضح إلياس العماري نائب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، في ندوة صحافية، السبت أن المعارضة قررت أن تدخل في أي تحالف يقوده حزب العدالة والتنمية".
واعتبر العماري أن حزبه انتصر في الانتخابات باحتلال الصف الأول في النتائج النهائية، مسجلا أن حزبه تمكن من رفع عدد الأصوات التي نالها، ومن عدد الأعضاء الذين تم انتخابهم في المدن.
وقال العماري: "لم نفقد طنجة، ففي 2009 كان لدينا سبعة أعضاء، واليوم لدينا 12 عضوا، والأمر نفسه بالنسبة لمراكش التي فزنا فيها بمقاعد إضافية، وبالمقابل فقدنا أربعة مقاعد في الدار البيضاء، وفزنا بمقاعد جديدة في مدن لم نكن نتواجد فيها، مثل أكادير ومكناس".
من جهته أعلن خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن الشعب المغربي قال كلمته اليوم في انتخابات 4 أيلول/ شتنبر، وهزم الفساد والمفسدين، وجدد ثقته في حزب العدالة والتنمية، مبرزا أن الانتخابات الحالية، رغم كونها انتخابات محلية وجهوية، إلا أنها ذات طابع سياسي بالأساس.
وأكد في تصريح لـ"
عربي21"، أن "حزب العدالة والتنمية اختار أن يكون واضحا في تحالفاته، مبرزا أن التحالف سيكون مع الأغلبية كما اتفق على ذلك".
وأوضح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة خط أحمر في الجهات والمدن الكبرى، مضيفا "لن نتحالف مع رموز الفساد والتحكم".
في السياق ذاته لم تتأخر أحزاب
الأغلبية الحكومية في الرد على المعارضة، حيث أكدت "الأغلبية على أنها ستدبر تحالفاتها في إطار احترام منطق الأغلبية الحكومية، وستحرص على تنزيله على مختلف مستويات الجماعات الترابية، وتشدد على أن عقد التحالفات خارج منطق الأغلبية لا يمكن أن يكون إلا استثناء يخضع لتشاور مسبق".
وعبرت الأغلبية عن اعتزازها بالنتائج الايجابية التي حصلت عليها الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي، مما يدل على رضى المواطنين عن أداء هذه الأغلبية بصفة عامة.
وهنأت الأغلبية كافة المواطنات والمواطنين، على الأجواء العادية التي مرت فيها ولله الحمد هذه الاستحقاقات، والتي تشكل دليلا آخر على استقرار المغرب و نجاح تجربته الديمقراطية، وتشيد بنجاح الحكومة في تدبير هذه الاستحقاقات في جو من النزاهة والشفافية.