قال المتحدث باسم إخوان
مصر محمد منتصر، في رسالة وجهها لأعضاء الجماعة، إنه لابد "أن نكون جميعا على قلب رجل واحد "، مشيرا إلى أنه "لا نصر بلا وحدة "، بحسب تعبيره.
وهذه هي الرسالة الأولى لمنتصر التي نشرها في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وجاءت هذه الرسالة بعد صمت على الأزمة التي اشتعلت منذ أكثر من أسبوع داخل الجماعة ونتج عنها كيانان، هما الهيئة الشرعية، واللجنة المركزية لشباب الجماعة، وكلاهما ينتقد قيادات عليا في الجماعة، أبرزهم محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان
محمد بديع المحبوس على ذمة عدة قضايا، وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة .
وفي بيان بعنوان رسالة إلى الإخوان، قال منتصر: "أيها الإخوان الثابتون، القابضون على دينكم، لقد اجتمع عليكم القاصي والداني ليقضوا على دعوتنا، وإن ما تمر به دعوتنا في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ هذه الأمة يتطلب صفا ربانيا مؤمنا مخلصا متجردا مجاهدا متحابا رجّاعا إلى الحق".
وكانت جماعة الإخوان استطاعت في مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي أن تنهي خلافا استمر لمدة 100 يوم بين قيادات الجماعة بإقرار تهدئة، وإقرار بالشورى التي أفرزتها الانتخابات التي تمت مؤخرا في الجماعة، قبل أن تظهر قبيل نهاية الشهر ذاته أزمة جديدة بين شباب بالجماعة وشيوخها، الذين يتخذون موقفا معارضا لأسلوب إدارة عزت للجماعة.
ودعا منتصر إلى الوحدة داخل جماعة الإخوان، مضيفا "أيها الإخوان الأبطال، إن أركان بيعتنا واضحة، عاهدنا بها الله من أجل الحق وتحرير أوطاننا وتمكين ديننا، ولا نصر دون وحدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة: قوة الوحدة ، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب: سلامة الصدر، وأعلاه: مرتبة الإيثار".
وتطرق منتصر في البيان ذاته إلى نقطتي اختلاف ظهرتا داخل إخوان مصر في الفترة الأخيرة، متعلقتين باحترام نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجريت -بحسب مصدر بالجماعة- منذ أكثر من شهر، بجانب حسم الخلاف حول استكمال مواجهة السلطات من عدمه في الثورة عليها.
وفي هذا الإطار قال منتصر: "أيها الإخوان المسلمون؛ إن الظروف التي تمر بها دعوتنا تستلزم منا التمسك أكثر بقيمها الأصيلة، وأن نكون جميعنا على قلب رجل واحد، ملتزمين بمعاني الشورى السليمة، والمؤسسية المستقرة في أدبياتنا، والقبول بالنصح والإرشاد وإعادة التقييم وتعديل المسار، إن كل هذا من فرائض الواقع التي لا يمكن تجاوزها".
وأضاف المتحدث باسم الجماعة: "أيها الإخوان الثوار، إن الثورة والجهاد اللذين أمرنا الله بهما هو دين قبل أن يكون توجها، أو جزءا من أدبيات جماعتنا المباركة، وعليه، فإننا مأمورون بالسعي لتثبت هذه الحالة وإنجاحها، وتعديل خططنا؛ لتكون ملتزمة ومتفقة مع هذا الأمر الإلهي من أجل تحرير وطننا والأمة من طغيان الفسدة وشركائهم".
ولم يقر منتصر بوجود هيئات جديدة في جماعة الإخوان، مكررا طلبه للشباب بالوحدة ، قائلا: "فجددوا أيها الشباب إيمانكم ، وحددوا غاياتكم وأهدافكم، وأول القوة الإيمان، ونتيجة هذا الإيمان الوحدة، وعاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين".
ومنذ الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو / تموز 2013، واجهت جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية، أزمة كبيرة مع السلطات المصرية، وصلت لاعتبارها "جماعة إرهابية" في كانون الأول/ ديسمبر 2013، وسط اعتبار الجماعة هذا القرار سياسا ردا على موقفها من رفض الاعتراف بالسلطات المصرية، واعتبرتها سلطة جاءت عقب انقلاب عسكري على "مرسي"، فيما يروه معارضوها نتاج ثورة شعبية أطاحت بها من صدارة الحكم.
ومنذ هذا التاريخ، يحاكم الآلاف من قيادات جماعة الإخوان وكوادرها أمام المحاكم المصرية بتهم "ارتكاب العنف والتحريض عليه"، فيما تعدّها الجماعة تهما سياسية.