واصل الإعلامي
المصري الداعم للانقلاب العسكري في مصر إبراهيم عيسى، هجومه على
المؤسسات الدينية في مصر رغم خضوعها وإعلانها الطاعة والولاء الكامل للنظام القمعي بقيادة عبد الفتاح السيسي.
وطالب السيسي باستغلال شعبيته لتغيير الواقع الذي جعل مصر عبر أربعين عاما دولة متسلفة بروح بدوية خشنة، وطالب المصريين بالتمرد على هذا الواقع وعدم اليأس.
وبعدما امتدح عيسى في موشح طويل السيسي وشعبيته الكاسحة، طالبه بالامتعاض والغضب من الجهاز الإداري الديني وعدم تصديق التقارير التي ترفعها له بعض المؤسسات لتوهمه بأن هذه المؤسسات تغيرت، مشددا على أن هذه التقارير كلها كاذبة.
واتهم القائمين على المؤسسات الدينية في مصر بأنهم جعلوا شغلهم الشاغل النفاق للسيسي ومداهنته، وفي حقيقة الأمر فإنهم لم يغيرّوا شيئا.
وقال عيسى في برنامجه اليومي على إحدى الفضائيات المصرية، إن السيسي "رئيس جمهورية منتخبا بقاعدة شعبية واسعة كاسحة ساحقة".
ووصفه بأنه رئيس وطني وصادق ومخلص وله ثبات في القاعدة الشعبية، وهو يستطيع مع هذه القاعدة تغيير الواقع لبناء مصر مختلفة وجديدة.
وانتقد عيسى تركيز السيسي على الاهتمام بالمظهر فقط هذه الأيام، قائلا إنه لا يريد "مصر التي بناؤها الأنفاق والمشاريع العملاقة".
وخاطب النظام الحاكم في مصر، قائلا: "تعلموا من التاريخ القريب قبل البعيد.. حكام عملوا إنجازات على المستوى الاقتصادي كبيرة جدا، ونجحوا في مشروعات عملاقة كثيرة، لكنهم لم ينجحوا على الصعيد السياسي ولا الفكري ولا التعليمي ولا الثقافي.. فإما هوت فتراتهم وإما ثارت شعوبهم".
وأكد عيسى أن "المنجز منجز العقل ومنجز الوعي، ومنجز بناء وعي الشعب المصري".
وعبر عن ضيقه الشديد من عدم استغلال فرصة سعي السيسي لوضع حد لمشكلة الفكر الديني، وعدم الاستمرار بهذا المشروع حتى آخره، قائلا: "كان يعز عليك وأنت في المشهد ده إنه الرئيس اللي بقول عايزين نقفز ولا نقفز، والرئيس المتحمس وحاطط إيده على جوهر مشكلة الفكر الديني في مصر فتضيع هذه الفرصة بددا، وأوشكنا أن نقرأ عليها الفاتحة"، على حد وصف عيسى.
وهاجم قادة المؤسسات الدينية الذين وثق فيهم السيسي، قائلا: "يستلمها مؤسسات من النوع ده الهواية الرئيسية لها هدفها مداهنة الرئيس وإرضاؤه، وهو دائما مشغول بمجاملتهم وعدم إثارة أي مشاكل جواهم حتى أصبح الأمر مثيرا للدهشة".
ونوه إلى أن "الرئيس قلق وزعلان من الجهاز الإداري الممتعض من القانون الجديد وشايف إنه ده أمر يعز عليه جدا، بينما مش ممتعض هذا الامتعاض ولا مصدوم هذه الصدمة من جهازه الإداري الديني".
وأكد عيسى أن هناك "مؤسسات ما أقنعت الرئيس ده هؤلاء بغيروا، ويكتفي بكلام أقرب إلى الوهم، وأي تقارير بتقول عنهم هذا الكلام فهي كذب".
وتابع عيسى: "لا يجب على هذا الشعب ولا أي ممن يخاطبه أن يشعر لحظة واحدة بالإحباط، أو إنه في لحظة واحدة يراوده يأس ما أبدا، مطلوب مننا كلنا أن نكون قابضين على الأمل، الأمل في استعادة مصر القوية العفية القادرة، مصر الذكية الفطنة المنفتحة المبدعة المتسامحة".
وقال لا نريد: "مصر المغلولة المتناحرة المتصارعة مع نفسها، وكل واحد كاره الثاني، مش مصر المتسلفة اللي عايشة على شكل مش على جوهر ومضمون وأخذت من الدين قشوره.. ذقنه وسبحته وزبيبته وحجابه".
واستدرك بالقول: "بينما حقيقة الأمر أنه لم يعمل باجتهاد، بل مرتشي ربما، بل متكاسل، وطول الوقت عايزين نحاسب الآخرين على دينهم وعلى تصرفاتهم، وطول الوقت حاكم على الثانيين وكارهين كل الدنيا وكل البشر وكل الناس حتدخل النار".
وطالب المصريين بعدم الاستسلام لروح الخشونة البدوية، وروح المطوع الحاكم على الآخر.