منذ الإعلان الرسمي عن انطلاق عملياتها لتحرير مدينة
درعا بالكامل فجر الخميس، استولت "
عاصفة الجنوب" على الصفحات الرئيسية في كبرى الصحف العربية، وبعض الصحف الأجنبية، نظرا لما تحمله من أهمية بالغة، لا سيما أنها إذا تكللت مقاصدها بنجاح، ستكون أكبر هزيمة لنظام الأسد منذ بدء الثورة السورية، وفقا لمحللين.
وأعلنت قيادة "عاصفة الجنوب" أن التخطيط للمعركة بدأ منذ شهر ونصف، مشيرة إلى أن العملية بدأت بتوقيت واحد على سبعة محاور مختلفة، وهو ما سبب إرباكا واضحا لقوات النظام، وفقا للقيادة.
ورغم تحرير الثوار في السابق لمحافظتي الرقة وإدلب بالكامل، إلا أن محللين قالوا إن تحرير درعا سيكون أقوى ضربة يتلقاها النظام، حيث تقع بالقرب من العاصمة دمشق، بينما لم يتأثر النظام بشكل قد يعرضه للسقوط عند فقدانه للرقة وإدلب، وفق قولهم.
عملية "عاصفة الجنوب"، التي تأجلت عن موعد انطلاقتها لمدة يوم كامل بهدف تأمين المدنيين من قصف النظام المتوقع، تملك سلاحا ذا حدين قد يسرّع في حسم المعركة، وقد يفشلها، وهو مشاركة عدد كبير من الفصائل، الكثير منها علاقته متوترة مع الآخر.
وأعرب ناشطون عن تفاجئهم بمشاركة "
جيش الفتح في الجنوب" الذي يضم عددا من الفصائل الإسلامية بينها "جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، لا سيما أن "
الجبهة الجنوبية" المشاركة أيضا في "عاصفة الجنوب"، التي تضم عدة فصائل يشاع بتبعيتها لما يسمى "غرفة الموك"، صرّحت سابقا بأنها لن تتعاون بأي معركة، وبأي شكل من الأشكال، مع فصائل الفكر "التكفيري"، وعلى رأسها "النصرة".
وبعد مرور اليوم الأول من انطلاق معركة "عاصفة الجنوب"، بدا واضحا كمية التفاؤل والارتياح من الأطراف المشاركة جميعها، كالجيش الحر، والجبهة الجنوبية، وفصائل "جيش الفتح"، وغيرها، لا سيما بعد تحرير المشفى الوطني في درعا، وتفجير دبابة بصاروخ حراري، حيث كانت متمركزة عند أسوار المشفى.
وذكر فهد السلطي، القائد العسكري في عملية "عاصفة الجنوب"، أن الثوار تمكنوا في اليوم الأول من المعركة، من قطع طريق دمشق - درعا الدولي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة تمكنت من التقدم في المدخل الغربي لمدينة درعا، والسيطرة على حاجز لقوات النظام في المدخل الشمالي.
وأوضح الناشطون أن المشاركين في العملية تمكنوا من إنهاك قوات النظام، والمليشيات المقاتلة معه في بلدة العثمان، وخربة غزالة، ودرعا المحطة، بالإضافة إلى فرض السيطرة التامة على حاجز السرو شرقي درعا الذي كان يعد أكبر حاجز دفاعي لقوات النظام في شرق المدينة.
ووفقا لناشطين إعلاميين، فإنه في منتصف اليوم الماضي، تقدم مقاتلو معركة "عاصفة الجنوب" إلى قلب درعا المحطة، وتمكنوا من إيقاع خسائر فادحة في قوات النظام، والأمر ذاته انطبق على "جبهة الجوية"، التي تمكّن الثوار فيها من السيطرة على مديرية الري، مع محاولة التقدم باتجاه فرع المخابرات الجوية.
كما حاول الثوار التقدم في منقطة "ساحة بصرى"، إلا أن القصف الشديد لقوات النظام حال دون السيطرة على المباني الكائنة في المنطقة، فيما أفادت بعض الصفحات الإخبارية بأن الثوار تمكنوا من السيطرة على مبنى في المنطقة، قد يتم إرسال تعزيزات له في اليوم التالي.
ولم تتأثر "عاصفة الجنوب" بسقوط صواريخ على مدينة الرمثا الأردنية، التي أسفرت عن مقتل شاب وإصابة أربعة آخرين، حيث سارع قيادي في العملية للتبرؤ من تلك القذائف، متهما قوات النظام بالتسبب بذلك، كما شدّد على أن الثوار حريصون على عدم المساس بأمن الأردنيين، أو جيشهم.
وعن الخسائر البشرية للطرفين، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 18 مقاتلا من الفصائل المشاركة في "عاصفة الجنوب" قتلوا في اليوم الأول من المعركة، بينما تمكّن الثوار من قتل 20 عنصرا من قوات النظام.
بينما ذكر "مكتب توثيق الشهداء في درعا" أن 23 مقاتلا من "الثوار"، بينهم ناشط إعلامي، "استشهدوا" في المعركة، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى من المدنيين في بلدة النعيمة شرقي درعا جرّاء القصف العنيف لقوات النظام.
وفي تطوّر لاحق، أعلن ناشطون إعلاميون فجر الجمعة، عن انشقاق كتيبة كاملة تابعة للجيش السوري بأمر من قائدها، حيث سلموا أنفسهم بكامل عتادهم للثوار في ملعب البانوراما بدرعا، وفقا للناشطين.