قالت الممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في
اليمن، جوليان هارنس، إن "الأطفال في دولة اليمن التي تعتبر أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، ينضمون للجماعات المسلحة مقابل أجر مادي زهيد"، مشيرة إلى أن الأطفال يشكلون تقريبا ثلث الجماعات المسلحة التي تحارب في اليمن.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها المسؤولة الأممية الخميس، التي أكدت فيها أن هناك العديد من الدوافع المالية والثقافية التي دفعت الأطفال في اليمن للمشاركة في الحرب التي تشهدها البلاد حاليا، بحسب قولها.
ولفتت هارنس إلى أن مشاركة الأطفال في تلك الحرب، تبدو وكأنها شيء طبيعي في قطاعات كبيرة من المجتمع اليمني، مضيفة: "فبعض هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما، وهناك من هم أصغر من هذا يتم إيقافهم عند نقاط التفتيش المختلفة. فحماية الأطفال المسلحين للعائلات والقبائل هناك أمر طبيعي. حتى إن بعض موظفي الدولة الذين تعرفت عليهم في العديد من المؤسسات والوزرات المختلفة أكدوا لي أن آباءهم دربوهم على كيفية استخدام الأسلحة وهم في سن الثامنة".
وشددت المسؤولة الأممية على أن انضمام الأطفال للجماعات المسلحة في اليمن "أمر غير صائب، مهما كانت الدوافع التي تقف وراء ذلك"، موضحة أن اليمن باتت تسيطر عليها حاليا حالة كبيرة من الحزن العميق والفزع، على حد تعبيرها.
وأفادت هارنس أن حروب الشوارع ما زالت مستمرة في مدن عدن وصنعاء وصعدة، وأن الناس يشعرون بقلق بالغ هناك، خوفا من المستقبل الغامض الذي ينتظر البلاد، وأضافت: "اليمن تعاني وضعا صعبا للغاية منذ عامين. وكانت على وشك أن تتغلب على ذلك، وبدا في الأفق أمل لحل الأزمات التي تواجهها. لكن الآن تبدل الحال، وأصبح الجميع قلقين من الأوضاع التي ستؤول إليها البلاد مستقبلا".
وأوضحت أن العديد من المدارس في اليمن تعرضت لأضرار بالغة جراء الغارات الجوية التي تشنها الدول المشاركة في "
عاصفة الحزم" على معاقل
الحوثيين، مشيرة إلى قيام بعض المسلحين باستخدام المدارس مقرات لهم، مستطردة بقولها: "مليون طفل يمني تقريبا لا يذهبون للمدارس منذ الـ19 من آذار/ مارس الماضي وحتى الآن"، مناشدة كافة الأطراف داخل البلاد وخارجها بعدم استهداف المدارس والمستشفيات والمدنيين في تلك الاشتباكات.
ومنذ 26 آذار/ مارس الماضي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي" وأخرى موالية للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".