إعلامي مصري: خطاب السيسي بإثيوبيا كالسادات في الكنيست (فيديو)
القاهرة - عربي2123-Mar-1506:06 PM
شارك
السيسي سيلقي كلمة أمام برلمان أثيوبيا - أرشيفية
شبَّه إعلاميون مصريون مؤيدون للانقلاب العسكري، ولقائده عبدالفتاح السيسي، الكلمة التي من المقرر أن يلقيها السيسي الأربعاء أمام البرلمان الإثيوبي، بالخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أمام الكنيست الإسرائيلي في عام 1977.
وقال الإعلامي القريب من السيسي "أحمد موسى": "إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام البرلمان الإثيوبي يشبه خطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالكنيست الإسرائيلي".
وأضاف موسى -في برنامجه "على مسؤوليتي" بفضائية "صدى البلد" مساء الأحد- أن الرئيس السادات سافر إلى إسرائيل عقب انتصار أكتوبر وسط هجوم كبير على شخصه، وهو ما يحدث ذاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن، الذي سيقوم بإلقاء خطاب تاريخي أمام البرلمان الإثيوبي، الأربعاء، وفق وصفه.
وقال موسى إن السادات أثبت صحة رؤيته في تحرير أرضه، على العكس مما فعل من هاجموه ، مشيرا إلى أن السيسي سيثبت صحة رؤيته أيضا، وسيمنع إثيوبيا من تقليل حصة مصر من مياه النيل، على حد قوله.
وأضاف: "خطاب الرئيس سيكون أشبه بخطاب السادات في 12 نوفمبر عام 1977 عندما توجه إلى الكنيست الإسرائيلي ليقول لهم: أنا في عقر داركم، وقادم إليكم رئيسا لجمهورية مصر العربية بعد أن انتصرنا عليكم في حرب أكتوبر العظيمة، ورغم ذلك فنحن نرحب بالسلام".
واستطرد موسى أن الرئيس السيسي سيقول للشعب الإثيوبي والحكومة: "لن نسمح لأحد بأن يؤثر على حصصنا في مياه النيل، كما أننا لا نتحدث عن الحرب للحصول على حقوقنا المائية، وإنما تعاون مشترك في كافة المجالات".
وتابع موسى أن "الرئيس سيؤكد حق الشعوب في المياه كما سيتحدث من داخل البرلمان عن أن المياه شريان الحياة للمصريين، ولن نسمح بالتأثير فيها مع حق الشعوب في التنمية"، مشيرا إلى أن السادات قال في الكنيست إنه جاء ليتحدث عن السلام، وليس عن مصر فقط.
في السياق ذاته، كتب "أشرف أبو الهول" مقالا بجريدة الأهرام الإثنين تحت عنوان: "السيسـى فى الكنيست الإسرائيلى"، قال فيه: "الكلمة التى سيلقيها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام البرلمان الاثيوبى الذى يضم مجلس نواب الشعب والمجلس الفيدرالى، خلال زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التى ستبدأ الإثنين، لا تقل أهمية عن كلمة الزعيم الراحل أنور السادات أمام الكنيست الإسرائيلى التى لولاها لما أصبح الإسرائيليون مؤهلين نفسيا للانسحاب من سيناء، وبالتالى التخلى عن حلمهم التاريخى بإقامة دولتهم من النيل للفرات!"
وأضاف أبو الهول أن الواقع يقول إن جميع الاثيوبيين يعتبرون أن مشروع سد النهضة هو المشروع الأعظم فى تاريخهم، والذى سيخرجهم من الوضع الاقتصادى المتأزم الذى يعيشون فيه، وبالتالى فإن أى تغيير فى خطط إقامة السد يحتاج إلى مجهود هائل، وإلى اقتناع بأن بناء السد بشكله الحالى سيؤدى إلى أضرار لجميع الأطراف بلا استثناء بما فيها إثيوبيا نفسها، ولكن الشيء الأهم الذى يحتاجه الإثيوبيون هو الشعور بأن كرامتهم مصانة، وأن تغيير خطط السد يتم بالتوافق والود، وليس تحت التهديد، على حد قوله.
واستطرد: "الإثيوبيون يشعرون بأننا كمصريين نستعلى عليهم، ونعاملهم بصلف، فلا الكنيسة القبطية المصرية التى كانوا جزءا منها ترضى باحتمال أن يكون بابا الإسكندرية من الرهبان الأحباش، ولا الحكومات المصرية المتعاقبة ترضى بأن يقوموا بأى مشروعات على النيل دون موافقة القاهرة برغم أنهم بلد المنبع، ويضاف إلى ذلك فضيحة التهديدات المذاعة على الهواء فى عهد الإخوان، وبالتالى بات ضروريا أن يزيل الرئيس السيسى فى كلمته أمام البرلمان الإثيوبي الإحساس بتجاهل مصر لإثيوبيا، ويقنع الإثيوبيين بأننا نريد لهم الخير كما حاول السادات إزالة حاجز خوف الإسرائيليين من نيات مصر"، على حد وصفه.
ومن جهته، أكد الخبير في شئون السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الدكتور هاني رسلان، أن "الرئيس السيسي سيخاطب البرلمان الأثيوبي من أجل التوصل لحل وسط حول أزمة مياة النيل، وأيضا هناك حديث عن تعاون ثنائي مصري أثيوبي، والإتفاق على إنشاء منطقة صناعية بأثيوبيا".
وقال رئيس حزب حياة المصريين، محمد أبو حامد، إن اهتمام عبد الفتاح السيسي بإلقاء كلمة أمام البرلمان الإثيوبي يؤكد إعلاء سيادة الشعوب في أي دولة، مشيرا إلى أن السيسي يريد أن يوضح مدى العلاقات الوطيدة بين مصر وإثيوبيا، فضلا عن رغبته في التواصل مع الشعب الإثيوبي، وتأكيد أن مصر تقدم المبادرات السلمية في حل أزماتها مع الدول الشقيقة.
هل يريدون كارثة كامب "ديفيد جديدة؟
في المقابل، تعجب الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي، محمد سيف الدولة، من تشبيه زيارة السيسي لإثيوبيا بزيارة السادات للكنيست الإسرائيلي.
وكتب سيف الدولة -في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "لا أعلم من هو العبقرى الذى أصدر تعليماته للإعلام بتشبيه زيارة السادات للكنيست بزيارة السيسى لاثيوبيا! هل يريدون كارثة كامب "ديفيد جديدة". اتفاقية إطارية
يُذكر أن السيسي سيلقي كلمة أمام البرلمان الإثيوبي عند زيارته لأديس أبابا التي تبدأ الثلاثاء لمدة يومين.
وقال سفير مصر في أديس أبابا، محمد إدريس، إن زيارة عبدالفتاح السيسي إلى إثيوبيا الثلاثاء، هي أول زيارة رسمية منذ ثلاثين عاما يقوم بها رئيس مصري لإثيوبيا، دون أن يكون الهدف منها المشاركة في قمة أفريقية، على حد قوله.
وتابع بأن السيسي سيلقي كلمة في البرلمان الإثيوبي خلال الزيارة.
وكان السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، ومعهما رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين، وقعوا جميعا "اتفاقية إطارية حول سد النهضة" بالعاصمة السودانية الخرطوم الإثنين.
وأكد السيسي في كلمته أن توقيع الاتفاقية يمثل خطوة أولى بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن قضية السد كانت طوال الفترة الماضية محط اهتمام من الشعوب الثلاث.
وأضاف: "نعمل على تسهيل الإجراءات التي تدفع ببناء سد النهضة إلى أن يكون ذا منفعة اقتصادية دون الإضرار بمصالح مصر والسودان".
وعارضت مصر -في السابق- بناء السد الأكبر من نوعه في إفريقيا، قائله إنه سيقلل حصتها من مياه النهر.
وشرعت إثيوبيا في تحويل مجري النيل الأزرق في أيار/ مايو عام 2013 من أجل بناء سد لإنتاج الكهرباء بطاقه 6000 ميجا وات بحيث يكون بعد اكتماله في 2017 أكبر سد في إفريقيا.