وصف الكاتب
المصري، محمود
الكردوسي، الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، بأنها ليست دولة بالأساس، بل "طبق معكرونة اسباغتي"، على حد وصفه.
وقال الكردوسي وهو صحفي داعم للانقلاب في مقاله بجريدة "الوطن"، الأحد: "أسأل نفسي، وأسأل الجالس إلى جواري في خندق الدولة: هل يُعقل أن تكون هذه هي الدولة التي حلمنا بها بعد ثورة 30 يونيو بعد أن أصبح لدينا رئيس نثق فيه ونزهو به، ونراهن على وطنيته؟".
وتابع في مقاله تحت عنوان "حد فاهم حاجة؟": "هذه ليست دولة حلمنا بها، ولا هي دولة بالأساس، بل طبق مكرونة اسباجتي: خيوط رخوة تتوازي، وتتقاطع، وتتقطع، ولا تصل بك إلى إجابة. من اختار فلانا؟ من المسؤول عن كذا؟ لماذا حدث ذلك؟ نحاسب المخطئ ذاته أم الرجل الواقف وراء المخطئ؟".
وأضاف: "في النهاية، وبعد ماراثون هري وفتي و90 مليون رأي، تنفجر قنبلة وتسيل دماء وتتوه الأسئلة في غبار المصيبة، ويبقى كل شيء على حاله".
ومحمود الكردوسي وفق ما يراه الجمهور، صحفي قريب من
السيسي، وأحد أكثر الكتاب المصريين تحريضا على إقصاء الإخوان المسلمين، وحتى "إبادتهم"، وفي المقابل هو شديد التطرّف في تأييد السيسي، وانقلابه، والرئيس المخلوع حسني مبارك، ورجاله، فضلا عن تحريضه المستمر على ثورة "25 يناير"، والنشطاء السياسيين.
وفي مقاله الجديد، قال الكردوسي: "استيقظ المصريون منذ أيام على تعديل وزاري في ستة حقائب، واستحداث حقيبتين أخريين: تعديل أم تغيير؟ مؤثر أم شكلي؟ طارئ أم متوقع؟ لا تشغل نفسك.. هذه أسئلة مانشيت جريدة. السؤال الأهم: هل التوقيت مناسب؟ هل سينصلح حال الحكومة، ويتحسن أداؤها بعد هذا التغيير أو التعديل؟ هل الوزراء الباقون عباقرة، وإحنا لا مؤاخذة مش عارفين؟ هل وزير الآثار عبقري؟ هل وزير الكهرباء عبقري؟ هل وزير التعليم العالي عبقري؟ هل وزيرة القوى العاملة عبقرية؟ هل وزير الري عبقري؟".
وأضاف الكردوسي: "لاحظ أنني لم أتحدث عما يُسمى وزراء المجموعة الاقتصادية! ولاحظ أيضا أن التغيير كان ينبغي أن يبدأ بكبيرهم الذي علمهم التنطيط، وأهدر هيبة الحكومة، وهبط بخطابها إلى مستوى إحنا جدعان قوى.. إحنا معانا ربنا.. إحنا هندحر الإرهاب.. إحنا اللى دهنا الهوا دوكو.. واللي مش هيشتغل هيمش".
ومضى الكردوسي في تساؤلاته: "من الذي اختار الوزراء الجدد؟ وبأي معيار؟ ما معنى أن يكون بينهم وزير سبق أن عمل في "المقاولون العرب"؟ وما معنى أن يكون بينهم وزير ينتمى إلى مرتزقة 25 يناير، وصديق لعلاء الأسواني، وسبق أن هتف بسقوط الجيش المصري؟".
وتابع الكاتب: "هل تم الاختيار وفق محاصصة؟ هل مرت أسماء هؤلاء الوزراء على أجهزة سيادية أو رقابية؟ هل توافرت لرئيس الحكومة أو أيا كان الذي يختار معلومات دقيقة عن المرشح لكل حقيبة -باستثناء "الداخلية"- باعتبارها ملفا يخص الرئيس وحده؟".
وقال: "اسأل كما شئت.. فلن تصل إلى إجابة، وإلا كنت وصلت إليها في حالة محافظ الإسكندرية".
واستطرد: "تأجلت الانتخابات البرلمانية بموجب حكم للدستورية ببطلان قانون تقسيم الدوائر، وهناك طعون أخرى مؤجلة لن تقضي فقط -في حال تقديمها- على الانتخابات برمتها، وهي الخطوة الأخيرة، والأهم في خارطة طريق 30 يونيو، بل ستقضي على ما بقي للمنظومة التشريعية من مصداقية، وهو ما سيجهض طموح القيادة السياسية، ورهانها على الاستثمار".
وتابع الكردوسي: "من يكون هذا الجهبذ النحرير الذي افتكس قانونا لهذه الانتخابات، وهو يعرف أكثر من غيره أن باب الطعن عليها لن يحتاج إلى أكثر من خريج حقوق ليفتحه على مصراعيه؟ هل كان هذا الجهبذ قاصدا أم جاهلا؟ وماذا كانت حسبته بالضبط؟ هل نستطيع أن نقول إنه يعمل ضد الرئيس.. أم أن وضع هذه الألغام كان متعمدا، بعد أن كثر الكلام عن خطورة البرلمان المقبل على صلاحيات الرئيس؟".
واختتم الكردوسي مقاله بالقول: "أتحداك أن تفهم.. أتحداك أن تصل إلى إجابة لأسئلة أخرى قديمة.. لماذا -مثلا- يؤجل الرئيس المواجهة مع رجال الأعمال؟ لماذا لا يضع حدا لانفلات الإعلام؟ لماذا تأخر في الإطاحة بوزير الداخلية؟ وأين اللواء أحمد جمال الدين؟ لماذا ترك مرتزقة 25 يناير يتجرأون على الدولة، ويعيثون فيها تسميما وعمالة، حتى تحولوا إلى جماعة ضغط؟ لماذا لم يحسم موقفه من عصابة الإخوان مبكرا.. لماذا تركهم حتى أصبح مخيّرا بين المصالحة معهم أو الاستغناء عن المساعدات الخارجية؟.. أتحداك أن تفهم!!".
وكان الكردوسي قال في ثنايا مقاله: "الأسبوع الماضي تساءلت عن السبب والشخص، أو الأشخاص الذين يقفون حائلا دون عودة الفريق
أحمد شفيق إلى مصر، وقلت إنه الأنسب للظرف الحرج الذي نمر به.. ورأيي -وأصر عليه- أن أقل ما يستحقه أن يكون رئيسا للحكومة بدلا من الحاج إبراهيم ساعات.. وساعات محلب.. وظني أن من يمنع شفيق من العودة يعرف جيدا أن تلك مرحلته، وهذا ظرفه، ورغم ذلك لا يعود: هل فهمت لماذا؟! ومن الذي يمنع؟ أشك!".