نشر موقع "ميدل إيست مونيتور"
مقابلة حصرية خاصة به، أجرتها كريستين بيتر مع وزيرة الخارجية
السويدية مارجوت
وولستروم، خلال زيارة لها إلى
تونس، وتحدثت معها حول قصة نجاح تجربة الديمقراطية في تونس، وحزب
النهضة، والاعتراف السويدي بفلسطين، كما تطرقت المقابلة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي أشار في حديث له إلى متجر الأثاث السويدي الشهير "إيكيا"، بالإضافة إلى انتهاج السويد "سياسة خارجية نسوية"، وفيما يلي ترجمة لنص المقابلة:
* دعينا نبدأ بالسؤال عن أولويات السويد فيما يتعلق بتقدم تونس؟
- نريد لتونس أن تنجح في جهودها الإصلاحية لتحويل هذا البلد إلى بلد ومجتمع منفتح وديمقراطي بالكامل. نحن لدينا تاريخ طويل من الشراكة والعمل معا، وأظن أن هذا يمكن تجديده وتحسينه. كنت أعرف منذ أن توليت منصبي أنني أريد أن تكون تونس من أوائل البلدان التي أزورها؛ لأنني أظن أنها ستكون ملهمة للبلدان من حولها في المنطقة. وأظن أنه مما رأيناه، ومن الناس الذين قابلناهم إلى الآن، فإنهم يؤكدون جديتهم في جهود الإصلاح. وقابلنا ممثلين عن السلطات المستقلة التي تحارب الفساد، والإعلام المستقل وإصلاح القضاء، وكان ذلك كله رائعا، وهذا لا يعني طبعا التقليل من حجم المشكلات والتحديات التي تواجهها تونس. فأنا أفهم تماما الوضع الأمني وقلة الموارد والتطوير الاقتصادي والبطالة، وهذه العوامل كلها عقبات أمام النجاح، ولكننا تباحثنا في مجالات العمل معا.
* هل التقيت زعيم "النهضة" راشد الغنوشي؟
- نعم، كان لقاء مثيرا للاهتمام.
* ما علاقة السويد بـ"النهضة"؟
- نحن نتحاور مع الجميع، وعندما نأتي هنا للزيارة نحاول مقابلة الجميع والتفاعل مع الجميع، ونستمع إلى مختلف الآراء والمواقف. ومن المهم جدا أن نفهم بالكامل الجدل الدائر، وأن نتعرف إلى القوى المختلفة الموجودة على الساحة، التي قد تفكر باتجاهات مختلفة، وهي فرصة لنا أيضا للحديث عن احترام حقوق الإنسان واحترام المرأة، والواقع أننا نريد أن نرى تطبيقا لهذه الإصلاحات على أرض الواقع، كما أنها كانت فرصة لنا لتهنئتهم على إنجاز الانتخابات والدستور، بما في ذلك مشاركة الجمعيات المدنية، التي ساعدتهم في إنجاز دستور جيد جدا.
* اعترفت السويد بدولة فلسطين في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2014، فلماذا الآن؟ ولماذا تعتقدين أن الأمر مهم؟
- حسنا، قد يقول البعض إن هذا مبكر، وللأسف فإني أعتقد أنه متأخر جدا، فنحن نواجه وضعا سيئا للغاية على الأرض في فلسطين والشرق الأوسط، ونحن نعرف أن هذا يعني الكثير، وخاصة للشباب الذين نأمل بإقناعهم بأن هناك سبيلا وخيارا آخر غير قبول وضع مأساوي للفلسطينيين أو سلوك طريق العنف.
ويجب أن يكون هناك خيار سياسي بين الخيارات لإعطاء بعض الأمل للمستقبل. ونحن أيضا نريد التفاعل معهم، وإقناعهم بالعودة إلى المفاوضات عندما يحين الوقت، ودعوتهم للتفاعل مع الإصلاحات الضرورية من طرفهم، ويتضمن ذلك محاربة الفساد وضمان الاستثمار في تطوير الاقتصاد والمشاريع الاجتماعية الضرورية.
* علق وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان على القرار قائلا: "على السويد أن تعرف أن العلاقات في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا من تجميع قطعة أثاث من (إيكيا)" فكان ردك: "أكون سعيدة بأن أرسل لوزير الخارجية الإسرائيلية قطعة أثاث من (إيكيا) ليقوم بتجميعها، وسيكتشف أنه يحتاج إلى شريك وتعاون ودليل جيد". وقد انتشر هذا التعليق على شكل واسع جدا، فماذا كانت الفكرة وراء هذا التعليق؟
- كان يقصد منها أن تكون تصريحا مع شيء من الفكاهة، وأظن أن الفكاهة هي إشارة إلى الذكاء. وأردت أن يكون ردي فيه شيء من الفكاهة، ولكن يحتوي على رسالة جادة، فأنا أعتقد حقا بأنه في الشرق الأوسط يجب علينا التعاون، ونحن بحاجة إلى دليل جيد وخطة جيدة، وعليك أيضا أن تظهر استعدادك للعمل شريكًا. فهناك طرفان يحتاجان للعمل معا.
* عبرت عن أنك تريدين أن تعتمدي "سياسة خارجية نسوية"، فماذا يعني ذلك؟
- لست فقط أريدها، بل أنا أطبق سياسة خارجية نسوية. ويعني أننا سننظر إلى كل حالة من زاوية التأكد من حصول المرأة على حقوقها في التمثيل والمصادر. وأظن أن هذه البنود يجب التأكد منها، وعرضها على الواقع: كيف تعامل المرأة؟ وما هو وضعها في البلد؟
وللأسف نرى أن هناك تمييزا ضد المرأة، ولا تتمتع بالحقوق التي يتمتع بها الرجل، وأن هناك عنفا ضدها في كل مكان، وعلينا إصلاح هذا، وعلينا الاعتماد على المرأة لا كونها ضحية، بل كونها عامل تغيير في مختلف البلدان.