كشف رئيس تحرير جريدة "الوطن"
المصرية (الداعمة للانقلاب) مجدي الجلاد عن تعرض الإعلاميين المصريين المرافقين للرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي في زيارته الأخيرة للإمارات -التي اختتمها الثلاثاء- للإهانة من الجانب الإماراتي.
وقال الجلاد -في مقال بعنوان: "مصر بين مسخرتين" بجريدة "الوطن" الأربعاء: "فى الإمارات كان تعامل مسؤولي الدولة الشقيقة مع الإعلاميين غير لائق"، متسائلا "هل نلوم الإمارات، أم نلوم أنفسنا، لأننا نتعمد تصغير مقام الرئاسة، وإهانة الإعلام المصري؟".
ووجه الجلاد نقدا حادا للسيسي على سماحه باصطحاب وفد إعلامي كبير العدد في رحلتيه إلى الكويت والإمارات، فقال: "ما حدث فى رحلة الكويت كان خصما واضحا من رصيدنا جميعا، وما حدث فى الإمارات كان خصما إضافيا."
وتساءل -باستنكار-: "هل يتصور أحد أن يحضر لقاء السيسي والإعلاميين فى الكويت أكثر من 70 شخصا، بينهم فنيو كاميرات في الفضائيات المصرية، ومصورون، ومتخصصو إضاءة.. بينما يتحدث رئيس مصر للإعلاميين فى قضايا أمن قومي، وملفات وأسرار، ويطلب منهم عدم النشر حفاظا على أمن مصر، فى وجود هذه الزفة؟".
واعتبر الجلاد لقاء الرئيس مع الإعلاميين فى أبو ظبي لا يليق بمقام الرئيس، ولا بمكانة إعلامنا، مشيرا إلى أن "الصغار والمشتاقين تسابقوا للظهور فى الكادر بأي كلام.. فأساؤوا للكبار."
وأضاف: "لم أر في حياتي صحفيين وإعلاميين يكشف لهم الرئيس نيته السفر حالا إلى السعودية، ويطلب منهم عدم النشر حتى يصل إلى الرياض لاعتبارات عديدة تخص البلدين.. فيخرج بعضهم بحجة "دخول الحمام ولا مؤاخذة"، فيتصلون بمحطاتهم وصحفهم لإبلاغها الخبر ونشره، بينما لا يزال الرئيس داخل الاجتماع!
وتساءل الجلاد: "أي مسخرة تلك؟ وأي "كادر" هذا الذى نضع فيه رئيس مصر؟!".
واستطرد: "أنا لا ألوم صحفيين وإعلاميين، صغارا ومراهقين، يقطعون تذكرة، ويسافرون للظهور في الصورة، وإنما أوجه لوم المحب لمؤسسة الرئاسة التي تسمح بذلك، وكأن رحلة الرئيس "سداح مداح"، وكأن الدولة الشقيقة أو الغريبة مطلوب منها أن ترعى وتحتضن وتوفر الدعم اللوجيستي والأجواء المهنية لـ 80 إعلاميا وصحفيا يسافرون كل مرة للظهور في "الكادر"!".
وشدد رئيس تحرير "الوطن" على أن الخطر الحقيقي على صورة مصر، ومقام الرئاسة، يكمن في "زفة كل من هب ودب"، وكأن رحلات رئيس مصر الكبيرة مفتوحة دون ضوابط ومعايير تحفظ للرئاسة مقامها الرفيع، وللإعلام احترامه وقيمته، وفق تعبيره، داعيا الرئاسة إلى وضع معايير، "حتى لو سافر الإعلاميون على نفقتهم الخاصة".
وأشار إلى أن الوضع في الكادر الأول يكون كما يلي: "يقف الرئيس السيسي في قلبه، ومن حوله، ومن أمامه، وخلفه.. يتزاحم أشخاص من كل ملة وصنف ومهنة.. تصطدم الأكتاف بعضها ببعض، وتتدافع الأجساد والأذرع، لتظهر السحنة إلى جوار الرئيس."
وأضاف: "كلما فقد الشخص الحياء واحترام نفسه ومقام الرئاسة.. ظهر فى الكادر أقرب.. وأقرب.. والابتسامة تعلو وجهه: "أنا بتاع الرئيس.. أنا من رجالته.. أنا وطني ومخلص.. تحيا مصر.. ومصر هي أمي وأبي وبنتي ونور عيوني.. والكارثة أنه لم يسأل
أحد نفسه: ما علاقة الوطنية بـ"الكادر" مع الرئيس؟! حسبما قال.
وأشار إلى أنه: "في هذا الكادر يتزاحم الجميع.. وربما لا يعلمون.. أو يعلمون.. أن الرئيس من داخله لا يهوى ذلك.. وربما لا يعلمون.. أو يعلمون.. أنه لا يحترم بعضهم.. غير أن المرء قد يلتمس الأعذار لهم، لأن المصالح حاكمة دائما فى علاقة الكثيرين بالرؤساء.. ولكن الكادر الذى يصعب أن نلتمس لأصحابه الأعذار، هو كادر الإعلاميين والرئاسة، في رحلات الرئيس للخارج".
كادر التسريبات
ومضى الجلاد في مقاله إلى الحديث عن "الكادر الثاني" الذى تربطه علاقة وثيقة بالكادر الأول، ألا وهو التسريبات التي باتت تشبه مسلسلات رمضان، كما قال، مشيرا إلى أن "اللبيب بالإشارة يفهم".
وأشار إلى أن لديه تفسيرين، كلاهما أخطر من الآخر: فإما أن منظومة دائرة الحكم الجديد في مصر تشوبها عيوب وتقصير واضح في الحفاظ على أسرار الدولة العليا والسيادية، أو أن هناك صراعات أجنحة داخل هذه الدائرة، وتقاطعات مصالح وقوى بين أجهزة كبيرة في الدولة!
ووصف الجلاد كلا الاحتمالين بأنه "مصيبة"، مؤكدا أنه لا يطلب من الرئاسة ردا أو توضيحا، وإنما يرجو بحث الأمر بجدية، لأن التسريبات المتتالية والخطيرة، تلحق أضرارا بأعز ما نملك: مصر، ورئيسها، وفق مزاعمه، مشيرا إلى أن "الاثنين بات يربطهما مصير واحد!"
ورأى الجلاد، والأمر هكذا، أنه ثمة علاقة وطيدة بين الكادرين أو اللقطتين السابقتين، "إذ تُظهران الآن أسوأ ما في مصر، وتنذران بخطر داهم"، قائلا: "مشهدان بدأ كل منهما خافتا وخجولا، فصمت الجميع، فبات طبيعيا أن يتسع كل مشهد وكادر، ليملأ صورة مصر بالبقع السوداء"، على حد وصفه.
ويُذكر أن الوفد الإعلامي المرافق للسيسي خلال زيارته للإمارات، ضم بخلاف رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، والمراسلين ورؤساء تحرير مواقع إلكترونية، كلا من: محمد الأمين رئيس قنوات "سي بي سي"، ورئيس غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، وعلاء الكحكي رئيس قنوات النهار، ومحمود مسلم مدير تحرير جريدة الوطن رئيس تحرير شبكة تلفزيون الحياة، وكلا من الإعلاميين: محمد مصطفى شردي، ووائل الإبراشي، وعمرو عبد الحميد، وأحمد موسى، ويوسف الحسيني، وعادل حمودة، وخيري رمضان، وإيمان عز الدين.
وقد عقد السيسي أكثر من لقاء مع الوفد، وتسابق أعضاؤه في النقل عن السيسي، حتى إن أحمد موسى لم يتردد في نقل ما صرح به السيسي للإعلاميين، من أن "البلد لن تنهض إلا بإزالة الدعم بالكامل"، مشيرا إلى أن هدف السيسي من إلغاء الدعم هو ألا يأخذ من الفقراء، على حد زعمه.
وفي الكويت تردد أن الوفد الإعلامي المصري تسبب في اختفاء الهاتف المحمول الخاص بوزير التجارة الكويتي، عبدالمحسن المدعج، وهو ما نفاه الوزير الكويتي لاحقا، مؤكدا أن ما تردد في وسائل الإعلام عن سرقة الوفد المصري هاتفه الخاص خلال الزيارة، في أثناء مأدبة العشاء، غير صحيح.
لكن نشطاء مصريين علقوا بالقول: "العيار الذي لا يصيب.. يدوش" (أي يحدث أثرا).