كشف المستشار القانوني السابق لبابا الأقباط الراحل
شنودة الثالث، الدكتور
ماجد رياض، النقاب عن قيام لجنة العلاقات
المصرية - الأمريكية للتحرك السياسي المعروفة بـ"الأيباك" المنشأة حديثا، بالحصول على دعم 14 سيناتورا في
الكونغرس الأمريكي، من أجل تكوين جبهة لدعم مصر داخل الكونغرس، وفق تعبيره.
وأماط رياض اللثام في حوار مع صحيفة "الوطن"، الأحد، عن أن اللجنة بدأت أعمالها منذ ستة شهور، لتغير من السياسة الأمريكية تجاه مصر، من خلال الضغط على صناع القرار والإدارة الأمريكية، وأنه كان لها أثر كبير في الموافقة على منح مصر عشر طائرات أباتشي، وحشد أكبر عدد من المصريين الأمريكيين لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لأمريكا، لحضور قمة الأمم المتحدة، على حد قوله.
ويذكر أن رياض محام وخبير قانوني مصري أمريكي قبطي، يعيش في نيويورك، وعمل مستشارا قانونيا لوزارة الدفاع المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشارا أيضا لوزارة الخزانة الأمريكية سابقا، وهو صاحب مبادرة إنشاء أول لوبي مصري أمريكي، للدفاع عن القضايا المصرية، تجسد في لجنة للعلاقات المصرية الأمريكية للتحرك السياسي "الأيباك".
وعن "الأيباك"، قال: "منذ سنين، وأنا أفكر في تشكيل لوبي مصري في أمريكا، من أجل تغيير السياسة الأمريكية تجاه مصر، بالضغط على صناع القرار، والإدارة الأمريكية، تماما كما فعل اليهود، إذ نجحوا بأوروبا وأمريكا، في تشكيل أقوى لوبي في العالم، لخدمة مصالح إسرائيل، لكن للأسف كان المصريون محبطين، وقبل ستة شهور فقط، قررت مع عدد من المصريين في أمريكا إنشاء اللجنة، والآن نحن نؤسس مكتبا بموظفين للعمل بشكل كامل ومتواصل لتفعيل دور اللجنة، كما نخطط لإنشاء مؤسسة إعلامية متكاملة، من صحافة وإذاعة وتلفزيون".
وقال إن التمويل دائما ما يقف عائقا أمام المصريين في أي مشروع أو فكرة لخدمة بلادهم، وإن "الجيل الثاني هو الأمل في تطوير هذه اللجنة، خصوصا أن الجيل الأول هاجر إلى أمريكا لتكوين أسرة وثروة ومكانة علمية، وحان الوقت لترجمة الحنين إلى مصر ليصبح واقعا، وأبسط مثال على هؤلاء الشباب ابنتي ميرا، فبعد أن تعلمت في أفضل جامعات أمريكا، ودرست علم الاجتماع والحقوق، وأنفقت عليها مليون دولار حتى تتعلم، قررت أن تعود إلى مصر لتعيش فيها، وأنشأت دار أيتام، وتقيم فيها".
وأضاف: "تُعتبر البداية الفعلية للجنة في عهد محمد مرسي، عندما كنت أعقد مؤتمرات وندوات للتعريف بحقيقة الإخوان وخطرها، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن تظاهرات الإخوان في مصر سلمية، وهو ما دعاني للرد عليه عبر أعرق الصحف الأمريكية، بعرض صور لحرق الكنائس والمساجد واستهداف المدنيين، وهذا ما جعل مستشار الأمن القومي يعقب على ذلك قائلا: هل حقيقي لديك شك أننا ندعم الإخوان؟، وكان ردي: أنا لا أشك، وإنما متيقن من ذلك"، على حد قوله.
رسائل إلى أوباما
وحول إرساله رسائل للرئيس أوباما والإدارة الأمريكية، قال: "كانت الرسالة الأولى في 8 تموز/ يوليو الماضي، وعبرت فيها عن رفضي لانحياز الجانب الأمريكي للإخوان بعد عزل مرسي، دون أن يأخذ في الاعتبار الإرادة الشعبية لملايين المصريين، وقلت وقتها لأوباما: أطلب منك كمواطن أمريكي أن تعترف بأن تنظيم الإخوان إرهابي، ويتناقض مع المبادئ التي قام عليها مجتمعنا الأمريكي، من احترام حقوق الإنسان، وحقوق المواطنة، والمساواة بين الأديان"، على حد زعمه.
وأضاف: "في خطاب آخر بتاريخ 23 تموز/ يوليو الماضي، وجهت رسالة أخرى لأوباما قلت فيها إنه من المستحيل الثقة في تنظيم الإخوان، فبعد أن أيدتهم الحكومة الأمريكية انقلبوا عليها، لأنهم كانوا يريدون منها موقفا معاديا صريحا للحكومة المصرية، وقلت: يجب أن نشارك المواطنين في مصر المبادئ الأخلاقية التي دفعتهم للتضحية بحياتهم من أجل حقوق الأقليات والعدالة والحرية، ومن ناحية أخرى، نشرتُ صفحة كاملة في أهم الصحف الأمريكية، ومنها الهيرالد تريبيون، أعترض فيها على تسمية الإخوان بالمتظاهرين السلميين، وهم يعتدون على عشرات الكنائس والمؤسسات العامة، وأوضحت أن رجال تنظيم القاعدة وحماس يدعمون الإخوان في اعتداءاتهم، وهما وفقا للخارجية الأمريكية منظمتان إرهابيتان، كما وجهت رسالتين شديدتي اللهجة لعضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي جراهام احتجاجا على تصريحاتهما بعد زيارتهما لمصر، وقلت لهما بصراحة: إنه من غير المفهوم والغريب أن تطالبوا بالإفراج عمن قاموا بأعمال إجرامية، وشددت على أهمية احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، حسبما قال.
جبهة لدعم السيسي من داخل الكونغرس
وعن علاقة "الأيباك" بأعضاء الكونغرس، قال رياض: "منذ أربعة شهور كان هناك 14 سيناتورا في الكونغرس الأمريكي، شكلوا جبهة لدعم مصر داخل الكونغرس، وهذا عدد كبير، فأرسلت خطابا لشكر كل منهم، بصفتي مواطنا مصريا أمريكيا، على دعم علاقتهم بمصر، والآن نخطط لعدد من المقابلات معهم، خصوصا أنه في أثناء المشاورات حول معونة الطائرات الأباتشي لمصر، لعب هؤلاء دورا رائعا، ويوجد 12 آخرون سنتواصل معهم، واللوبي يستهدف التواصل والتنسيق مع 30 أو 40 سيناتورا، لتشكيل قوة ضغط داخل الكونغرس"، على حد قوله.
وبالنسبة للدور الذي لعبه في أثناء المشاورات حول صفقة الأباتشي الأمريكية، قال: "كتبت خطابا من ثلاث صفحات أرسلته لأعضاء الكونغرس، يعرض القضية، وسبب وقفها بعد 30 يونيو، ووقع عليه رامسفيلد، وزير الدفاع السابق، وعدد كبير من الأمريكيين، حتى تم الموافقة على تسليم مصر عشر طائرات أباتشي جديدة".
وتابع بأن "وزير الخارجية سامح شكري أسند للمنظمة مهمة جديدة، هي أن تعقد اجتماعات موازية لاجتماعات الأمم المتحدة للمراجعة الدورية لحقوق الإنسان، في جنيف يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تحضرها الوفود الرسمية للدول المشاركة، وعدد من المنظمات الدولية، لتوضيح الموقف المصري، ونقل الصورة الحقيقية عن الحرب التي تشنها ضد الإرهاب، وعن الأوضاع في سيناء والعريش، وسنعتمد في جميع القضايا والمناقشات على صور مواد فيلمية ووثائقية".
واختتم حواره بالقول: "عقدت اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، الأسبوع الماضي، وأخبرته بأنه بالتعاون مع بعض المصريين المقيمين في الولايات المتحدة، أسسنا جمعية خيرية باسم تحيا مصر، هدفها جمع التبرعات من المصريين الذين يعيشون في أمريكا، لصالح المشروعات الخيرية في مصر، وكان محلب طرح هذه الفكرة خلال زيارته الأخيرة لأمريكا، وسيجري خصم هذه التبرعات من ضرائب المتبرع التي يدفعها للولايات المتحدة، وقدمنا طلبا لمصلحة الضرائب لخصم التبرعات من الضرائب، وبعد الموافقة على الطلب، سيكون الخصم من الضرائب ساريا على التبرعات التي بدأت قبل 18 شهرا من تاريخ الموافقة، ما يعني أنه لو تبرع المواطن فإنه يتحمل 65% من المبلغ، والحكومة الأمريكية 35%، وبالفعل فإن التبرع لمصر لدى كثير من المصريين أفضل من دفع ضرائب لواشنطن"، على حد قوله.