صحافة عربية

4 صحفيين ناصريين الأكثر دعما للسيسي وصدام قريب

توقعات بصدام بين السيسي ووسائل الإعلام - يوتيوب
 اعتبرت صحيفة "الوطن" المصرية المؤيدة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أربعة كتاب صحفيين مصريين هم الأكثر دعما للجنرال عبدالفتاح السيسي، كاشفة عن علاقات تربط بعضهم به منذ ما قبل ثورة 25 يناير، وذكرت أنهم: محمد حسنين هيكل، وعبدالله السناوي، ومصطفى بكري، وياسر رزق، وكلهم يجمع بينهم أنهم ينتمون للتيار الناصري.
 
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر الخميس عن خبراء إعلام أيدوا 30 يونيو أنهم يتوقعون في الوقت نفسه صداما قريبا بين السيسي -الذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري- والإعلام، محذرين من أنه لا توجد رؤية إعلامية من قبل نظام السيسي لسياسات المرحلة الراهنة في مصر.
 
هيكل الداعم الأكبر
 
وتحت عنوان: "إعلاميون حول الرئيس.. هيكل ورزق والسناوى وبكرى والشوباشى أبرز الداعمين"، قالت "الوطن" (الخميس) إنه "ظهر بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مجموعة من الإعلاميين الداعمين لشخص الرئيس، وقراراته السياسية والاقتصادية، يأتي على رأسهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، المعروف بأنه كان أهم كاتب صحفي مقرب للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لدرجة جعلت عبدالناصر يشركه في حكومته ليتولى وزارة الإعلام عام 1970، وقبلها تولى مهمة تحرير كتاب صادر عن الرئيس ناصر بعنوان "فلسفة الثورة".
 
وأضافت "الوطن": اختفى هيكل بعد وفاة عبدالناصر خلال فترتى حكم السادات ومبارك، ليكتفي بتأريخ الفترة السياسية الصعبة التي عايشها من خلال تأليف الكتب، إضافة إلى بعض البرامج التي كان يظهر خلالها على شاشات القنوات الفضائية، ليعود إلى الساحة قرب انتهاء فترة محمد مرسى الرئيس المعزول، ليبدأ في شن حملة داعمة لوزير الدفاع وقتها المشير عبدالفتاح السيسي، ويصفه في أحد لقاءاته التليفزيونية بأنه مرشح الضرورة، وأن خلفيته العسكرية هي الأنسب لمصر، نافيا في الوقت نفسه أن يكون ضمن الحملة الانتخابية للمشير السيسي، كما أنه لا يحبذ أن يكون للسيسي حملة من الأساس، بحسب تصريحاته.
 
وتحدث هيكل -بحسب "الوطن"- عن لقاء جمعه بالسيسي قبل ثورة 25 يناير عندما كان يحمل رتبة لواء، ووقتها أخبره السيسي بأن الجيش يستعد لحدوث مواجهة داخلية إذا ما رفض الشعب فكرة توريث الحكم لجمال مبارك.
 
وأعلن هيكل في سلسلة حواراته التليفزيونية المتتالية مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سى بى سى"، دعمه السيسي، عندما أعلن رضاءه عن بعض الخطوات الأخيرة التي اتخذها، وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة، في الوقت نفسه رفض فكرة محاسبة السيسي بعد مرور 100 يوم، معللا ذلك بأن هذه الفترة ليست كافية نظرا لما يحدث في المنطقة، ما يمثل عبئا ثقيلا، ويؤثر على أمن مصر القومي (!)
 
وعلى الرغم من كل هذه المواقف الداعمة للسيسي، فإن هيكل -بحسب "الوطن"-  رفض ما تردد من كونه مستشارا سياسيا للرئيس، وقال في حوار له مع الإعلامية لميس الحديدي: من العيب من ناحية السن أن أقول إنني المستشار الأول للرئيس، ومن العيب بالتجربة التاريخية أن أقول ذلك، أنا لست رجل كل العصور، ثقافتي حتى السياسية لا تصلح لذلك، لأنها متولدة بالمعارف والتجارب في زمن معين، ووجودي بالقرب منه ربما يكون مقلقا لحلفاء في المنطقة، خاصة أنني لدىَّ مواقف معينة معروفة.
 
السناوى توقع عدم ترشح السيسي
 
الصحفي الثاني الذي ذكرته "الوطن" ضمن أكثر الصحفيين المصريين الداعمين للسيسي هو عبدالله السناوى الكاتب الصحفي، وقالت عنه إنه "واحد من الكتاب والإعلاميين الذين أعلنوا دعمهم للرئيس السيسي".
 
وأضافت: "على الرغم من تصريحات السناوى التي أكد فيها أن السيسي لن يترشح لرئاسة الجمهورية بعد أحداث 30 يونيو 2013 حتى لو خرجت الملايين، وأغلقت الشوارع لأسبوع، في تصريحات خاصة له نقلتها عنه وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه سريعا ما عاد، وأبدى تأييده للسيسي خلال ترشحه لانتخابات الرئاسة، بل وبدأ في تحليل المواقف العربية تجاه ترشيح الرئيس السيسي، خاصة بعد تصريحات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس الحكومة الإماراتية، بأنه يرغب في ألا يترشح الرئيس السيسي للانتخابات لكى يتفرغ للجيش، ما علق عليه السناوى بأن هذه التصريحات ليست رسمية، وأن دولة الإمارات العربية من أكبر الدول الداعمة لخارطة الطريق المصرية ولترشح السيسي للرئاسة، وأشار إلى أن دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تتعرضان لضغوط شديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
 
بكرى: السيسي "دكر"
 
الكاتب الصحفي مصطفى بكرى هو الصحفي الثالث الذي تحدثت عنه "الوطن" تاليا بعد هيكل والسناوي.
 
فقالت إنه واحد من ضمن الكتاب الذين خرجوا بعد 30 يونيو، ومعه مجموعة من الأسرار والكواليس التي دارت قبيل 30 يونيو، وعزل محمد مرسى، وكان من بينها تفاصيل ما سماه المؤامرة الإخوانية للقبض على الفريق السيسي وقتها، كما توالت تصريحات بكرى التي بدأت بمطالبة السيسي بضرورة الترشح لرئاسة الجمهورية، إذ وصفه بأنه "دكر"، وقال إن مصر تحتاج إلى قيادته العسكرية في الوقت الحالي.
 
وحول تعليقه على مرور 100 يوم على حكم السيسي كتب بكرى عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" -بحسب "الوطن"-: "الرئيس السيسي كان صادقا، وواضحا، وصريحا، ومنجزا في المائة يوم الأولى، نحن أمام 3 مشروعات عملاقة يجرى العمل فيها على قدم وساق برغم الظروف الصعبة، هي مشروع قناة السويس الجديدة، ومشروع استصلاح مليون فدان، و3200 كيلومتر جديدة من شبكة الطرق".
 
السيسي الذى يعرفه "رزق"
 
وجاء رابعا، الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، إذ كان -بحسب "الوطن"- أول صحفي مصري يجرى حوارا صحفيا مع المشير عبدالفتاح السيسي، سبقها مقال بعنوان "السيسي الذى أعرفه"، ذكر فيه أنه التقى الرئيس السيسي بعد أسابيع من الثورة، إذ كان وقتها مديرا للمخابرات الحربية، وكانت المرة الأولى التي يلتقى فيها رزق بالرئيس السيسي برغم عمله 25 عاما محررا عسكريا.
 
وأضافت "الوطن" أن "رزق" توقع أن يكون السيسي رئيس مصر المقبل قبل أن ينوى السيسي الترشح في أكتوبر 2013، خلال حوار له مع فضائية "إم بى سى مصر"، متوقعا ترشح السيسي للرئاسة منذ مخاطرة السيسي بحياته في 3 يوليو 2013، بحسب ما جاء في الحوار.
 
وأخيرا، أضافت "الوطن" إلى القائمة السابقة الكاتبة فريدة الشوباشى باعتبارها واحدة من أكثر المدافعين والداعمين للسيسي، وأنها ترى فيه الأمل في مواجهة الإرهاب الذى استشرى في البلاد بعد عزل الرئيس محمد مرسى نتيجة لانتشار الجهل والمرض، ووصفت السيسي بأنه "مسيح هذا العصر"، ما جعلها تواجه انتقادات كثيرة، لترد على منتقديها بأنها أديبة، ومن حقها استخدام ما تشاء من الكلمات، وفق "الوطن".
 
صدام قريب بين السيسي والإعلام
 
إلى ذلك، نقلت "الوطن" عن الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قوله: إن علاقة الرئيس عبدالفتاح السيسي بوسائل الإعلام خلال 100 يوم من حكمه تسودها محاولات متبادلة من الشد، والجذب، فهناك محاولة انتقاد، وتارة أخرى توجيه، وهذا ما ظهر من خلال لقاءاته بالإعلاميين، وتناولهم في خطاباته.
 
وطالب العالم في حواره بأن يشكل السيسي فريقا يخطط لخطاباته، سواء الرسمية أو الارتجالية، على أن يضم أستاذ خطابة واتصال سياسي.
 
وضرب المثل بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ ألف كتابا، وهو في الرابعة والخمسين من عمره بعنوان "فلسفة الثورة"، والآن مر مائة يوم على حكم السيسي،  وليس هناك ما يوثق المرحلة الماضية، على حد قوله.
 
وحذر من استغلال بعض الإعلاميين اسم السيسي، وتحولهم إلى "حراس بوابة" بينه وبين الرأي العام ووسائل الإعلام، وفق رأيه.
 
وأكد أنه لا توجد رؤية إعلامية واضحة لدى مؤسسة الرئاسة حتى الآن، مضيفا: "مافيش رؤية واضحة لسياسات المرحلة المقبلة، السيسي يحتاج لمن يخطط له الموضوعات التي سيتحدث فيها، ومتى؟
 
وأضاف: "على سبيل المثال ربما يكون الحديث خلال المرحلة الحالية عن تأكيد الحريات، واحترام القانون؛ لذا فهو يحتاج لفريق يخطط له لأنه في النهاية رجل عسكري، ولا بد أن يكون هناك من يساعده، وفق رأيه.
 
ووصف انتقاد السيسي في آخر خطاب له لوسائل الإعلام على تناولها لمشكلة انقطاع التيار الكهربي، بأنه يعكس حالة من عدم رضا النظام السياسي عن الإعلام، إذ يرى الإعلاميون في ذلك نوعا من التسلط وعودة للإعلام الموجه وانتهاكا حرية الرأي، فيما يرى النظام السياسي أن ترك الوضع على ما هو عليه سيؤدى إلى مشكلات، ومن هنا يحدث التصادم، على حد تعبيره.