تحدث وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي، اليوم
السبت، عن توسع العدوان الإسرائيلي إلى الأراضي السورية، في أعقاب سقوط نظام
الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال عراقجي في مقال نشرته صحيفة
"الأخبار" اللبنانية: "اليوم تمتد دائرة هذه الجرائم البربرية،
وتتوسع الوحشية الإسرائيلية إلى
سوريا. ما يدفعني إلى أن أضيف أيضاً سؤالاً
جديداً: من هو المسؤول عن اعتداء إسرائيل على أراضي بلد يعيش مخاض سقوط حكومة
ونشوء دولة؟".
وتابع قائلا: "الإعراب عن الأسف والقلق يُعدّ
من أبسط العبارات، وهو يُعدّ أحياناً من سفاسف الكلمات التي تُستخدم في آداب عدد
من الدول المسؤولة عن تغيير مصير شعوب غرب آسيا".
ورأى أنه "توجد فرصة من أجل احترام آراء كل
المكونات والاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا. وهناك تحديات ناجمة عن الاعتداءات
الصهيونية، التي تدعمها أمريكا وحلفاؤها الذين ارتكبوا أخطاء لا تغتفر".
وذكر الوزير الإيراني أنه "اليوم، يمر أكثر من
75 عاماً، حيث تبقى
المقاومة، هي السبيل الوحيد المتاح أمام أبناء هذه المنطقة،
لمواجهة الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني، وفي مواجهة الدعم العلني للدول التي
تتنصل من المسؤولية عن الكوارث القائمة".
ولفت إلى أن "المقاومة تبلورت في أذهان الآباء
والأمهات، وتجلت في السواعد القوية لأبناء المقاومة، وعُبّر عنها بأشكال مختلفة
ومتنوعة. وظلت صورة المقاومة طوال هذه المدة، قائمة بحسب مقتضيات الزمان والقدرة
والإمكانات، لكنها، بنت ثقافة نموذجها وفقاً لثلاثية أطفال الحجارة" كما
رسمها الشاعر السوري نزار قباني.
وشدد على أن "سوريا تمر بامتحان صعب، وهناك
تهديد ناجم عن تحركات التيارات الإرهابية كـ«القاعدة» و«داعش»، وهذا يزيد القلق في
المنطقة، وهناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم".
وأردف قائلا: "من السذاجة بمكان، أن نتصور أنه
بتغيير لون علم دولة سوف تتغير الرؤى والتطلعات الاجتماعية لذلك المجتمع. إن الشعب
السوري يمثّله أولئك الشجعان، الذين سطّروا ملاحم المقاومة في حرب تشرين عام 1973.
كما أن وجهة نظر أبناء سوريا الأحرار في الدفاع عن القضية
الفلسطينية، كانت سبباً
أساسياً في تبدد آمال الأعداء، بانفصال سوريا عن جبهة المقاومة، رغم انضمام نظام
الحكم العروبي البعثي السابق إلى صفوف المشاركين في مؤتمر مدريد".
واستكمل مقاله: "من وجهة نظري، أعتقد أنّ أحداث
سوريا الأخيرة، يجب ألّا تؤدي إلى انتهاك السيادة، ولا الاعتداء على وحدة الأراضي
وهزيمة نظام الحكم الوطني في هذه الدولة. وربما من المناسب، أن نأخذ بحكمة أدونيس،
ودعوته مواطنيه إلى أن يتريثوا قبل صدور الحكم. لقد كان رأيه صائباً حين قال «إن
الشعب السوري في كنه وجوده لا يرفض التغيير بل يرفض السلوك والأساليب التي تؤدي
إلى نتائج تتنافى مع ذات التغيير".
وأكد أن "الأحداث الأخيرة تشكّل فرصة سانحة من
أجل إظهار الاحترام لآراء كل المكونات القومية، واحترام كل الاتجاهات الفكرية
الموجودة في سوريا".