نشرت وكالة
الأناضول للأنباء كتابها الثاني في سلسلة "من هناك" عن غزة؛ تحت عنوان "غزة، حصار، حرب، مقاومة"، بعد كتابها الأول، الذي نشرته عن
مصر.
ونقلت الأناضول خبراتها في العمل الصحفي الدولي إلى عالم الكتاب، حيث بدأت بنشر كتب ذات قيمة أرشيفية، عن ثلاثة بلدان هي مصر وفلسطين وسوريا، تتضمن شهادات مراسليها ومصوريها على الأحداث هناك.
وأشرف على إعداد الكتب الثلاثة رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول، مديرها العام، "كمال أوزتورك"، وشارك في الإعداد فريق من 30 شخصًا من المراسلين والمحررين.
يشتمل الكتاب على ستة أقسام، ويقدم نبذة تاريخية عن
فلسطين، ويروي تأثير الزعيم الراحل ياسر عرفات على المقاومة الفلسطينية، والمصالحة الوطنية بين فتح وحماس، وانتفاضات الشعب الفلسطيني، إضافة إلى موقف الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، في دافوس تجاه الرئيس الإسرائيلي، "شمعون بيريز"، وحادثة سفينة "مرمرة الزرقاء"، وأخيرًا الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تموز/ يوليو الماضي، الذي أسفر عن مقتل 2145 شخصًا.
ويعرض الكتاب على القارئ، تحت عنوان "من هناك"، شهادات وملاحظات مراسلي الأناضول، الذين تابعوا الأحداث عن كثب أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، ويورد شهادة للمدير العام للأناضول، "كمال أوزتورك"، تحت عنوان "الدبلوماسية والصحافة تحت القصف".
وأفرد الكتاب مساحات وافرة لعدد كبير من الصور الحصرية، التي التقطها مصورو الأناضول، كما بيّن مدى تأثر المراسلين نفسيًّا بالأحداث عند وجودهم لحظة الهجوم الدامي على حي الشجاعية ومناطق أخرى بغزة. ويورد الكتاب شهادات الكثير من المراسلين والصحفيين الذين لم يتمالكوا أنفسهم وانهمرت دموعهم وهم يغطون الأحداث الدامية، وتأثروا نفسيًّا لفترة طويلة.
وقال المدير العام للأناضول، "كمال أوزتورك"، في معرض تعليقه على الكتب الثلاثة: "مصر وغزة وسوريا هي ثلاث مناطق فقط من هذه الرقعة الجغرافية، التي لا تغادرها الآلام. لدى الأناضول مراسلون يتابعون عن كثب الأحداث الدائرة في هذه المناطق. لقد تأثرت حالتنا النفسية بسبب الأحداث المؤلمة التي شهدناها منذ ثلاث سنوات في المنطقة، ومرضنا وجُرحنا وتغيرت حياتنا، لم نعد نستطيع النظر إلى الحياة كما كنا في السابق بعد رؤية مقتل الناس أمام أعيينا، وسقوط الأطفال والنساء تحت التعذيب".
ومن المقرر أن تنشر الوكالة كتاب
سوريا، التي ما تزال الحرب تحصد الأرواح فيها، بعد كتاب غزة، كما سيتم طبع الكتب الثلاثة باللغتين العربية والإنكليزية ونشرها في الأسواق العالمية خلال شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وبذلك ستكون الكتب في متناول عشاق القراءة بثلاث لغات.
وتقدم الكتب الثلاثة الأحداث، التي بدأت في الشرق الأوسط عام 2011، في تسلسل تاريخي عبر ملاحظات وشهادات المراسلين المتمرسين، الموجودين في وسط الحرب. ويبدأ كل كتاب بنبذة موجزة عن التاريخ السياسي للبلد، ثم يعالج بشكل مفصل الأحداث والقضايا التي تحمل قيمة خبرية، ويورد في مساحات هامة شهادات المراسلين الشخصية على الأحداث التي عايشوها في البلد.
وتعتزم الوكالة طبع الكتب في نسخ على نوعيتين: الأولى تجارية تُباع بأسعار رمزية، والثانية خاصة وليست للبيع، تُهدى إلى إلى رجال الدولة والمكتبات الهامة.