الصورة الوحيدة التي يحتفظ بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين
نتنياهو في ديوانه، بالإضافة إلى صورة جماعية لعائلته، هي صورة رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية وينستون تشرشل، الذي يعتبره نتنياهو أعظم قائد في التاريخ لدوره في إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية.
لكن الكاتب والمفكر الصهيوني أوري أفنيري يرى أن الزعيم الوحيد الذي يشبه سلوكه حالياً سلوك تشرشل خلال الحرب هو إسماعيل
هنية، أكبر قادة حركة حماس في قطاع غزة.
وفي مقال نشره صباح اليوم الأربعاء في صحيفة "هارتس"، كتب أفنيري: "على مدى خمس سنوات جعل تشرشل حياة سكان لندن جحيماً لا يطاق، حيث أن إصراره على حرب ألمانيا، جعل الطيران الألماني يواصل قصف العاصمة بوابل من القذائف والصواريخ الألمانية".
وأضاف أفنيري أن تشرشل استخدم سكان لندن كدروع حية، من أجل مواصلة حربه المجنونة، في الوقت الذي كان سكان العاصمة معرضين للقذائف والصواريخ، وبدون أن يكون لديهم منظومة لإسقاط الصواريخ، مثل "القبة الحديدية"، وأمس بأهلها كرهائن.
ونوه أفنيري أنه عندما عرض زعيم ألمانيا أدولف هتلر على تشرشل التوقيع على اتفاق سلام رفض العرض، مع إدراكه أن موقفه هذا سيجلب القصف الألماني المتواصل.
وأوضح أفنيري أنه في الوقت الذي كان سكان لندن تحت القصف، وعندما كان يطلب منهم الصمود والصبر، كان تشرشل يتواجد في مقر قيادة آمن ومحصن.
وأضاف: "كان يخرج من مخبئه ويتصور حول ركامات المنازل المدمرة، ثم يعود لمخبئه الآمن، وكان يقول للأهالي: "إن الأجيال القادمة ستذكر هذه اللحظات كأفضل وأجمل لحظات عمركم".
وأردف قائلاً: "وعندما طلب الطيران الألماني من أهالي لندن مغادرتها، غادرها فقط الأطفال وظل البقية الباقية، استجابة لطلب تشرشل، مع أن الأمر كان يعني جعلهم عرضة لقصف الطيران الألماني".
وأشار إلى أن الألمان كانوا يأملون أن يسفر تدمير المنازل في لندن وقتل عائلات بأكملها إلى ممارسة ضغط جماهيري يفضي للتخلص من تشرشل وحكومته، مستدركاً أن أهالي لندن الذين امتلأت قلوبهم حقداً على ألمانيا التزموا بتعليمات تشرشل،الذي كان يتواجد في مكان آمن لإدارة المعركة، منوهاً إلى أن كل يوم مر في المعركة زادت فيه شعبية تشرشل بشكل كبير.
ونوه أفنيري إلى أنه في غضون 4 سنوات حدث تغيير في موازين القوى، وأصبح بإمكان طيران بريطانيا وحلفائها قصف المدن الألمانية وتم تدميرها عن بكرة أبيها، وقتل مئات الآلاف من الألمان، علاوة على تدمير المتاحف والمرافق الأثرية، وضمن ذلك حديقة "ديرزين"، التي تعتبر أفخم حدائق ألمانيا.
وأشار أفنيري إلى أنه على الرغم من إعلان البريطانيين وحلفائهم أن في نيتهم تدمير المصانع العسكرية الألمانية، التي مكنت هتلر من مواصلة الحرب، إلا أن هذه المصانع لم تتعرض لأذى، حيث تبين أن كل ما هدف إليه الحلفاء هو فرض حالة من الفزع والهلع على الأهالي في المدن الألمانية، للضغط على هتلر للاستسلام، لكن هذا لم يحدث.
وأوضح أفنيري أن الألمان لم يتمردوا على هتلر، بل على العكس تماماً، بدوا متحدين خلف قيادة هتلر، وظلت ألمانيا صامدة حتى آخر لحظة، على الرغم من أنه تم إسقاط ملايين الأطنان من المتفجرات على مدنها، حيث أن القصف لم يفضِ إلا إلى تعزيز معنويات الأهالي والتفافهم حول قيادتهم.