كشف الكاتب
الإسرائيلي إيتان هابر، في افتتاحية صحيفة "يديعوت أحرونوت" الخميس، عن عجز جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية فائقة القدرات في العثور على المستوطنين
المخطوفين وخاطفيهم، ما أظهر أن هذه القدرات محدودة في مواجهة عملية الخطف المحكمة، بحسب المقال.
ويقول هابر، إنهم "علمونا مدة سنين وأجيال أن نؤمن بتفوق العقل اليهودي والقوة الإسرائيلية، وقد لوحنا بأعلام (القليلين في مواجهة الكثيرين)، و(النوعية في مقابلة الكمية) ومجدنا كل الحيل وأساليب الدهاء الممكنة في المعارك والحروب، وبقينا نؤمن بالتفوق الإسرائيلي أيضا حينما أصبحنا نعلم في سريرتنا أن صورة التلخيص المصورة في أذهاننا غير دقيقة".
ويوضح أن "السنين التي مرت حسنت قدرات
الجيش الإسرائيلي، ومن المؤكد أنها حسنت قدرات الجماعة الاستخبارية،
الشاباك والموساد. وقد حولنا كل نتيجة إيجابية إلى إنجاز تاريخي مُحدث للثورات. وأصبحت كل دبابة لنا ألماسة وكل قنبلة حبة سكاكر. ولهذا أصبح مفهوما جدا أنهم غير قادرين علينا. فكيف تستطيع عصابة صغيرة أن تتلاعب وتضلل العبقرية الإسرائيلية؟".
ويشير في المقابل، إلى أن "الفلسطينيين حسنوا على مر السنين قدراتهم وعرفوا في الأساس ودرسوا جيدا العدو الإسرائيلي، ومزاياه ونقائصه. وبحثوا فوجدوا نقاط ضعف للالتفاف على تفوق الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل المميز". ويؤكد أن "خيبة الأمل الإسرائيلية لعدم نجاح المجموعة الاستخبارية في العثور على مكان الفتيان الثلاثة المخطوفين، وعلى مكان جلعاد شليط قبل ذلك، وعلى مخطوفين آخرين قبله، مفهومة".
ويخلص إلى التسارل: "كيف لا تعثر المجموعة الاستخبارية الأفضل في العالم والتي يسبقها صيتها، على الخاطفين، حتى قبل الخطف أو في أثنائه، فضلا عن أن يكون ذلك بعده؟".
ويقول، إنهم يُسمون ذلك بالمصطلح العسكري "حدود القوة".
ويروي هابر تصوراته التي تعكس إعجابه اللامتناهي بقدرات جيش الاحتلال وبراعة أجهزته الأمنية، بالقول إنه "ربما يدبر أمر عملية الاختطاف كلها أربعة فلسطينيين أو خمسة، وهم مذعورون أرادوا أن يفعلوا شيئا، فكان أكثر مما أرادوه بكثير". ويزيد بأن "أمر الاختطاف أخذ يتعقد من ساعة لأخرى. ونحن نقلب العوالم، ومن الممكن جدا أن يكون أربعة فلسطينيين أو خمسة بلا وسائل مميزة يتلاعبون بالجيش الكبير الذي يعدو هنا وهناك أمامهم. ومن الممكن جدا أن ينتهي أمر الاختطاف إلى أفضل حال بعد ساعة أو بعد يوم، ويعود كل شيء إلى مكانه بسلام".
لكنه يرتد إلى واقع "قد يطول زمنا طويلا". فيقرر أنه "بعد يومين أو ثلاثة سيعود الجميع إلى حياتهم المعتادة، وستصاب العائلات الثلاث فقط في إسرائيل بالأرق.
ويعلن الكاتب في خاتمته أن "العائلات وجمهور المؤمنين بقدرات الجيش الإسرائيلي وقدرات دولة إسرائيل، والعسكريين أنفسهم"، سيتعلمون في هذه الأيام فصلا جديدا في كتاب "حدود القوة".