تباهى رئيس وزراء الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، بقدرته على نسج
علاقات مع رئيس الوزراء
الهندي الجديد نيرنيدا مودي، الذي يوصف بمواقفه المتشددة تجاه المسلمين.
وأبلغ نتنياهو نوابا في حزبه "ليكود" مساء السبت، بأنه تمكن من التوافق مع مودي على تعزيز العلاقات بين الجانبين بشكل كبير.
ونقلت الإذاعة العبرية مساء السبت عن نتنياهو قوله إن "التحولات في العالم بعضها إيجابي جداً بالنسبة لنا، وأحد هذه التحولات هي نتائج الانتخابات في الهند، وبشكل عام يبدو لنا أن التعامل مع آسيا أفضل من التعامل مع أوروبا".
في ذات السياق، واصلت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام "الإسرائيلية" رصد العوائد الإيجابية لصعود اليمين الهندي المتطرف بقيادة نيرنيدا مودي للحكم.
واهتمت دراسة صدرت حديثاً عن "مركز أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" بالعامل
الاقتصادي كرافعة لتعزيز العلاقات بين الكيان الصهيوني ومودي، المعروف بعدائه الشديد للمسلمين.
ونوهت الدراسة إلى أن حماس مودي لتعزيز العلاقة مع "إسرائيل" لا يرجع فقط لمنطلقاته الأيدلوجية، بل أيضاً بفعل إرث العلاقة بين الكيان الصهيوني وولاية "جوجارات"، التي كان يرأس حكومتها مودي.
وأشارت الدراسة التي نشرت في العدد 551 من مجلة "مباط عال" التي يصدرها المركز دورياً، إلى أن مودي يعتقد أن الاستثمارات الإسرائيلية لعبت دوراً مهما في تحسين الأوضاع الاقتصادية في ولاية "جوجارات"، والتي سجلت أعلى المعدلات على صعيد الناتج الإجمالي المحلي، مقارنة ببقية الولايات في الهند.
وأوضح معدا الدراسة الباحث "الإسرائيلي" أوين ألترمان والباحث الهندي هنداي سارما، أن الاستثمارات الأجنبية، ومن بينها الاستثمارات الإسرائيلية، أسهمت في تحسين الأوضاع الاقتصادية لـ "جوجارات" بشكل كبير، حيث قفز ناتج الإجمال المحلي لهذه الولاية أثناء حكم مودي بنسبة 13.4%، في حين لم تتجاوز نسبة الزيادة في إجمال الناتج المحلي للهند 7.8% في نفس الفترة.
وأشارت الدراسة إلى أن مودي زار "إسرائيل" والتقى برئس الغرفة التجارية الهندية الإسرائيلية وأجرى لقاءات مع رجال أعمال إسرائيليين.
واستفاضت الدراسة في الحديث عن طابع التبادل التجاري بين "إسرائيل" وولاية "جوجارات" أثناء إدارة مودي لها، مشيرة إلى أنه نظراً لأن هذه الولاية تمثل مركزاً عالميا لتليمع الألماس، فقد مثلت إحدى حلقات "الإمداد" المهمة لصناعة الماس الإسرائيلية.
وذكرت الدراسة أن شركة الموانئ الإسرائيلية دشنت ميناءً جديداً في "جوجارات"، يعتبر أحد أكبر الموانئ في الهند.
وتوقعت الدراسة أن يحرص مودي كرئيس للحكومة الهندية، على زيادة مجالات التعاون الاقتصادي بين "إسرائيل" والهند، لتتجاوز حدود الماس، حيث سيسعى للتعاون في مجال تطوير قطاع الزراعة عبر الاستعانة بالخبرات الإسرائيلية في مجال الري بالتنقيط والصناعات البيوتكنولوجية.
وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم العوامل التي ستدفع مودي للرهان على العوائد الاقتصادية للعلاقة مع "إسرائيل"، حقيقة إدراكه أن تحسين الأوضاع الاقتصادية هو المفتاح أمامه لاستقطاب أبناء الطبقة الوسطى الصاعدة في الهند، والذين يأملون في أن يسهم عهده في تعاظم هذه الطبقة، التي تمثل عماد أية نهضة اقتصادية وصناعية في البلاد.