تسببت
المواجهات المذهبية المتقطعة في مدينة
غرداية، جنوبي
الجزائر، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، بين العرب والأمازيغ الإباضيين، في
خسائر بقرابة 40 مليون دولار، بحسب مصادر رسمية وممثلي التجار المحليين.
وقال بن داود مختار، ممثل التجار العرب في غرداية :"إن عمليات حرق المحلات التجارية التي يملكها العرب أثناء أعمال العنف في غرداية أسفرت عن تخريب بضائع وسلع لا تقل قيمتها عن 80 مليار سنتيم جزائري (10 ملايين دولار)".
وأفاد مصدر مسؤول في ولاية غرداية، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن "عشرات البيوت تعرضت للتخريب وتصل قيمتها 40 مليار سنتيم (5 ملايين دولار)".
فيما قال عضو لجنة التنسيق والمتابعة للإباضيين، خوضير باباز: "إن خسائر التجار الإباضيين لا تقل عن 200 مليار سنتيم جزائري (25 مليون دولار)".
ومضى باباز قائلا إن "الخسائر لدى التجار الإباضيين في مدينة غرداية جاءت بفعل عمليات التخريب التي استهدفت شوارع تجارية بأكملها كما هو الحال في شارع (أول نوفمبر) بالمدينة".
وأوضح أن "40 محلا تجاريا ومخزنا في هذا الشارع وحده تم تخريبها وحرقها ونهبها.
وساد هدوء حذر في كافة أحياء غرداية اليوم وأمس، بعد خمسة أيام من المواجهات بين العرب والإباضيين التي خلفت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى وتخريب عدد كبير من المتاجر والبيوت، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.
ومنذ يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تشهد غرداية، التي يقيم بها مواطنون أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي وعرب سنة يعتنقون المذهب المالكي، أعمال عنف مذهبية، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، وإصابة المئات.
والمذهب الإباضي هو أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال أفريقيا.
وعجزت السلطات الجزائرية عن معالجة الوضع رغم وجود الآلاف من عناصر الشرطة والدرك في المدينة.
وحتى الآن لم يعرف سبب هذه المواجهات التي تنشب من خلال مناوشات جانبية بين شباب الطائفتين.
وتتهم أحزاب وأعيان المنطقة جهات مجهولة بإشعال الفتنة في المنطقة.