بعد أن ظل يردد أن حسني مبارك زعيم عربي، تبدلت الوجوه، وبدل معها كلامه.. وها هو أحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة "السياسة" الكويتية يردد أن المشير عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع
المصري ليس رئيسًا مصريًّا، لكنه زعيم عربي وأن الشعب العربي من محيطه إلى خليجه يريد السيسى.
الجار الله قال في تصريحات لصحيفة "التحرير" المصرية الأحد 9 شباط/فبراير 2014 :"إن السيسي سيرشح نفسه حتمًا لرئاسة الجمهورية، وأظن أن الشارع العربى كله يعرف هذا الأمر.."خلصت" مثلما تقولون فى مصر.. ونحن كعرب لنا فى السيسى مثلما لكم أنتم فيه..الأمر خرج من يد السيسى..الشعب العربى من محيطه إلى خليجه يريد السيسى.. فالأمر لم يعد يخص مصر وحدها.. بل شعوب العالم العربى قاطبةً".
وكان الجار الله أجرى حوارا مع السيسي قبل أيام، وتصدر الصفحة الأولى بجريدته مانشيت يقول: "السيسى لأحمد الجار الله: حُسم الأمر.. وسألبى مطالب الشعب"، وهو ما نفاه المتحدث العسكري، وقوبل باستياء من الشعب المصري؛ لأنه صرح بترشحه للرئاسة لصحيفة كويتية، وليس مصرية.
وعلق الجار الله بالقول: "إن عدد الذين دخلوا على موقع السياسة بعد نشر هذا الحوار تعدى المليون ونصف المليون شخص، لدرجة أن الموقع من كثرة الزيارات «هنّج».. أحدثك عن الشعوب العربية فى بلادها الأم، وفى بلاد الله خلق الله فى العالم كله.. السيسى ليس رئيسًا مصريّا.. لكنه زعيم "عربى"، والكلمة أعنيها، وعلينا أن ندرك مقصدها.. علينا أن نفرح بزعيم عربى يقود سفينة البناء والتقدم، ويعيد إلى العرب هيبتهم التى افتقدوها منذ سنوات"!
السيسي منع ثورة إخوانية!
وتابع الجار الله: "السيسى لم يقم بثورة.. قولًا واحدًا.. دعك من مهاترات الساذجين الذين يرون 30 يونيو انقلابًا.. السيسى، وأكررها، لم يقم بثورة، لكنه منع ثورة إخوانية خسيسة المقصد، كان بحكم موقعه يعلم بصفقاتها واتصالاتها.. واتفاقها بالتفريط فى أرض مصر دون أن تكسو وجوههم حمرة الخجل.. لذلك وقف بجانب شعبه فى مطلب مشروع وثورى"، على حد تعبيره.
وأضاف: "السيسى ليس رئيسًا مصريًّا، لكنه زعيم عربى. ومحاربته الإرهاب الإخوانى مطلب عربى أصيل..انظر إلى الحكومة السعودية كيف قويت عزيمتها الآن بعد أن بدأها الشعب المصرى، ومعه السيسى فى التصدى، وبشدة لهؤلاء الخونة المخربين.. وكذلك الكويت والإمارات.. وها هو السيسى يعلنها لى صراحةً الدعوة لاتحاد عربى مشترك لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه قضاءً نهائيًّا.. وأظن أن هذا حلم ليس بعيد المنال فى وجود زعيم بحجم السيسى".
وقال الجار الله: "اصبروا على السيسى، وامنحوه وقتًا، وسوف ترون بأعينكم ما يزيدكم محبةً له، ويزيده احترامًا فى أعينكم"!
وعن ردود أفعال الإخوان قال الجار الله: "الإخوان ماتوا خلاص.. وإكرام الميت دفنه.. أما عن أمريكا فلا أقول إنها سترضخ للأمر الواقع، بل دعنى أقولها وبثقة إنها فعلًا رضخت رغمًا عنها لهذا الأمر الواقع".
مدى استجابة الشعب المصري
عن استجابة الشعب المصرى قال الجار الله: "ربما فى البداية نتيجة تراخى سنوات عدة يستصعبون هذا الأمر، ويتململون منه.. لكن عندكم مثل شديد الروعة والوجاهة أيضًا «حبيبك يبلع لك الزلط».. لذلك إن أردتم النهوض الحقيقى، وتعويض ما فات.. فاستجيبوا لنداءات هذا الرجل.. مثلما استجاب شعب الهند لغاندى المجاهد الثورى الأشهر فى تاريخ الأمم، الذى كان يمشى حافيًّا، وعاش وشعبه على الملح حتى أكلوا بعد ذلك الشهد.. انظر إلى الهند الآن لترى كيف كان غاندى يتمناها بعد 100 عام.. الرفاهية لا تخلق شعبًا مناضلًا.. المعاناة وحدها تنتزع الطموح من صاحبها إن كان جادًا فى إحداث التغيير.. وشعب مصر شعب عظيم بحق.. وثورتان فى ثلاث سنوات ورئيسان فى السجن.. إنجاز غير مسبوق فى تاريخ أعظم دول العالم".
وردا على سؤال حول من يعارضون ترشح السيسى، مع احترامهم لشخصه. قال الجار الله: "كلام لا محل له من الإعراب، وطنطنة لا معنى لها.. أيزنهاور أنقذ أمريكا، ورسم مستقبلها، وهو رجل عسكرى.. ديجول فى فرنسا كان رجلًا عسكريًّا.. فرانكو أوقف حربًا أهلية فى إسبانيا، وصعد بها لمصاف الدول الكبرى، وجعلها قبلة السياحة الأولى ربما فى العالم، حيث يزورها 70 مليون سائح سنويًّا.. المعيار هنا ليس فى هوية من يحكم.. لكن المعيار الحقيقى ماذا يمكنه أن يفعل، وهل هو قادر ويملك مقومات هذا الفعل.. أنتم فى مرحلة تحتاجون فيها إلى رجل، وزعيم يستطيع التحدى، بل دعنى أقولها لك: يعشق التحدى، ويدخل فى مواجهة معه بثبات يُحسد عليه.. يبدو مطيعًا، لكنه عنيد.. يبدو طيبًا، لكنه شرس.. يبدو أنه لن يفعل شيئًا، لكنه فعل كل شىء".
واختتم تصريحاته بقوله: "أتمنى أن أرى منافسًا شرسًا للسيسى.. لكن كل من حوله لا يرون فى أنفسهم بعضًا من الشراسة.. فكيف أراها أنا، وهى والعدم سواء؟. وتابع أن الانتخابات ستجرى حتى لو كان السيسى هو المرشح الوحيد.. "تكون بالتزكية أو مبايعة.. سمّها ما شئت.. غير أننى حزين لهذا الرعب الذى يملأ قلوب من يرغبون فى الترشح.. ومثل هؤلاء البعد عنهم غنيمة.. اللى يخاف يقعد فى بيته، وينقطنا بسكاته، ويشد البطانية، وينام، ويشخر كمان"!