حاولت الصحف
المصرية الصادرة الخميس 30 كانون الثاني/ يناير 2014 إضفاء "شو إعلامي"، واصطناع معركة "وهمية"، حول
انتخابات الرئاسة، وطرح أسماء في بورصة مرشحيها، بهدف فرض سياسة "الأمر الواقع"، في رسالة زائفة إلى الخارج، بأن الشعب المصري طوى صفحة الرئيس المنتخب محمد
مرسي، وصنع وعي زائف في الداخل، بأن هناك إقبالا من مرشحين كثيرين على الانتخابات، وأن هناك معركة انتخابية، ومنافسة فعلية بها، وبالتالي يكون فوز عبدالفتاح
السيسي بمنصب الرئاسة، عندما يتم إعلان فوزه في الانتخابات- عن جدارة، وإرادة شعبية، وليس عن طريق القمع، والتزوير.
ومن يطالع صحف الأربعاء يتخيل أن هناك زرا ضغط عليه أحدهم لتعزف سيمفونية واحدة، القاسم المشترك فيها كلمة "معركة الرئاسة" ، الأمر الذي يهدف في النهاية إلى إلهاء الشعب بانتخابات الرئاسة.. عن القمع الذي يتعرض له معارضو الانقلاب، وتغيير الصورة السيئة التي تبدو فيها السلطة القائمة أمام العالم.
ففي "المصري اليوم" جاء المانشيت (المصطنع) كالتالي: "معركة الانتخابات الرئاسية تبدأ مبكرا.. توكيلات ومقار انتخابية لـ"السيسي".. والتيار الشعبي يهاجم بيان الجيش.. الوزراء لـ"المشير": دورك محوري في نجاح 30 يونيو.. والحكومة لم تبت في استقالة بهاء الدين".
وقال التقرير: "بدأت معركة الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر، حيث شرع مواطنون فى فتح مقار انتخابية وتحرير توكيلات للمشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فيما انتقد التيار الشعبى، الداعم لحمدين صباحى، البيان الأخير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، واعتبره إقحاماً للجيش فى السياسة.
وكشف تامر الجندى، منسق حملة «انزل لترشيح السيسى»،عن تدشين أول مقر انتخابى للمشير بجهود متطوعين من الشباب بجوار جامع الصالحين بالإسماعيلية، كبداية لحملة كبرى لدعمه.
وفى البحر الأحمر، أعلن أشرف زرد، المحامى منسق حملة «اترشح» بالمحافظة، تجهيز أول مقر انتخابى على مستوى المحافظات للمرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى بمدينة الغردقة".
ومن جهته، حذر التيار الشعبى من إقحام الجيش فى السياسة، وانتقد البيان الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن إمكانية ترشح السيسى فى الانتخابات الرئاسية، واعتبره تدخلاً واضحًا فى الحياة السياسية.
وقالت مصادر مقربة من «تحالف دعم الشرعية» إن «هناك اتفاقا مبدئيا داخل التحالف على إعلان مقاطعة الانتخابات فى الظاهر، على أن يكون هناك مرشح معين يدعمه التحالف سرياً لمواجهة السيسى»، مشيرة إلى أن «الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، هو المرشح الأقرب للحصول على دعم التحالف».
لكن مصادر مطلعة داخل «الإخوان» ذكرت أن «عنان» طلب دعم الجماعة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مقابل رفع الحظر عن الإخوان، إلا أنهم ردوا بالرفض".
انتهى التقرير.. وفي "الوطن" يقول المانشيت بتقرير مشابه -يمين الصفحة الأولى-: ".. وبدأت معركة الرئاسة.. السيسي يلتقي الثوار.. وحملة عنان تؤكد ترشحه.. وضغوط على صباحي".
وعلى يسار التقرير السابق نُشر هذا التقرير بجانب صورة: "وفد عسكري لـ"صبحي": أمريكا لا تمانع ترشح السيسي للرئاسة.. فوكس: نضغط على أوباما لتغيير موقفه المعادي.. و"صبحي": نرفض "لي الذراع" مقابل المساعدات".
ويُلاحظ هنا أن التقرير الأول -على اليمين- في "الوطن" "مفرود" على خمسة أعمدة مع صورة للافتة للسيسي في أحد الشوارع تقول: "بوسترات دعم السيسي تبدأ بالانتشار بالشوارع تحت شعار "سيادة المواطن".
فماذا تعني الصور في الـ"الوطن": السيسي على اليمين.. وصدقي صبحي على اليسار؟
تعني في إحدى القراءات أن الأمر قد استقر: السيسي رئيسا، وصبحي وزيرا للدفاع!
وفي "اليوم السابع" :"الإخوان يخططون لدعم سامي عنان للرئاسة بشعار "كمل جميلك يا عنان".. رسائل من قيادات الخارج لدعمه في مواجهة المشير".
واستعرضت جريدة "الشروق" أسماء أبرز المرشحين.. فقالت: "صباحي يتجه لعدم خوض معركة الانتخابات.. وأبو الفتوح يبحث المقاطعة.. وخالد علي يفكر في تكرار التجربة"..
وفي "الشروق" أيضا: "مجلس الوزراء يحتفي بالمشير ولا يتطرق إلى استقالته.. الحكومة تبحث تفعيل قرارارت "أمنية" لمواجهة الإرهاب".
تلميع السيسي
يقودنا العنوان الأخير، الذي يشير إلى احتفاء مجلس الوزراء بالمشير، إلى ما حفلت به صحف الأربعاء من تلميع لصورة "السيسي".. ففي "الوطن" جاء التقرير: "أحدث نقاط القوة والضعف" في "شعبية السيسي".
وفي "الأهرام": الحكومة تهنئ السيسي برتبته وتشيد بإنجازاته".. وفي "الأخبار": صحف الإمارات: فوبيا السيسي تضرب الإدارة الأمريكية".
وفي "الوفد": "اتجاه للإبقاء على "المشير" وزيرا حتى فتح باب الترشح.. الحكومة لم تحسم نظام الانتخابات البرلمانية.. و"المهدي" يرجح "الفردي".
تعمد تشويه مرسي
فيما يتعلق بالتشويه المتعمد والممنهج لصورة الرئيس المنتخب محمد مرسي جاء التقرير التالي في "الأخبار": "الأطباء النفسيون يحللون تحركات مرسي في القفص: منفصل عن الواقع وغير متزم نفسيا".
وفي "الأهرام" لم يختلف الأمر كثيرا، إذ جاء عنوان هذا التقرير كالتالي: "المعزول بعد عودته إلى محبسه.. أصابه الذهول ولم يردد: "أنا الرئيس الشرعي".
وفي "الشروق": "مصدر أمني: مرسي شكا من معاملة القاضي.. المعزول لحراسه: حبسي لا يليق برئيس.. ومبارك موجود في العناية المركزة".
وفي "اليوم السابع": "فبراير.. 3 محاكمات للمعزول في "الاتحادية" و"الهروب الكبير" و"التخابر".. نفسيون: مرسي خرج عن الواقع وخلق لنفسه عالما خياليا.. وقانونيون: توكيله للعوا اعتراف بالمحاكمة".
أخبار حكومية تتضمن التعديل
التعديل الحكومي نبأ حملته جريدة "الجمهورية" بالقول: "تعديل وزاري خلال أيام.. 6 وزراء جدد عقب إعلان السيسي ترشحه للرئاسة".
وفي "الأهرام" جاء المانشيت دعائيا للحكومة كالتالي: "2 مليار دولار مساعدات سعودية جديدة لمصر.. مجلس الوزراء يؤكد مساندته الشرطة بكل قوة في مواجهة الإرهاب".
وبالنسبة للقوانين، جاء في "الجمهورية" القول: "طرح مشروع قانون الانتخابات الرئاسية للحوار المجتمعي.. المرشح من أبوين مصريين.. ولا يحمل هو ووالداه وزوجه جنسية أجنبية.. تزكية 20 عضوا بالبرلمان أو 25 ألف مواطن من 15 محافظة.. شرط قبول الأوراق".
وفي "الأخبار": "الرئاسة تنتهي من قوانين الانتخابات وتطرحها للحوار المجتمعي".. بينما قال وزير العدل ل"الأهرام": لا مكان للعدالة الانتقامية.. ولن نلجأ للمحاكم الاستثنائية".
أخبار "أمريكا" بصحف الانقلاب
لا تلتزم الصحف المصرية الموالية للانقلاب بالحرفية في صوغ الأخبار والتقارير والمواد التي تعلق بالولايات المتحدة، والإدارة الأمريكية.
ففي "الوفد" جاء المانشيت: "روسيا تكشف خطة "أوباما" لإشعال الحرب الأهلية في مصر.. تقرير سري أمريكي: علينا إيجاد السبب والمبرر ليقتل المصريون بعضهم بعضا.. توريط الجيش في مواجهات داخلية قبل 2015 للإطاحة بالسيسي وتقسيم الدولة".
وفي "الأهرام": "مستشارة الأمن القومي لبوش: إدارة أوباما ضلت الطريق في تعاملها مع مصر".
أكاذيب ومفتريات بحق الإخوان
مازالت الأكاذيب والمفتريات تنهش جسد جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها وأنصارها في الإعلام المصري كأسلوب منهجي بحق خصم سياسي عنيد.
أكبر هذه الأكاذيب تمثلت في صحافة الأربعاء بمانشيت "الشروق" الذي قال: "الأمن: خلية إخوانية قتلت السعيد.. وهاجمت كنيسة أكتوبر.. جنازة شعبية مهيبة لحارس الكنيسة.. والمتهمان بقتله يكشفان تشكيل خلية لتنفيذ أعمال إرهابية".
وفي "اليوم السابع" جاء المانشيت: "انفراد.. القبض على عناصر من أنصار بيت المقدس الإرهابية.. نيابة أمن الدولة تحقق مع قائد المجموعة و3 متهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية.. ومصادر أمنية: الإخوان تحالفوا مع"بيت المقدس" و"كتيبة الفرقان".
وفي "اليوم السابع" كذلك: "أكبر انفرد بالوثائق حول اعترافات الشاطر والسيسي وبديع في قضايا الإخوان.. مفاجأة التحقيقات.. المتهمون في كنيسة أكتوبر خلية إخوانية".
وفي "الأخبار" جاء المانشيت كالتالي: "إحالة خلية "الجزيرة" للجنايات.. 20 متهما بالإضرار بالمصلحة القومية للبلاد.. محاكمة بديع وعبدالماجد والبلتاحجي في أحداث مسجد الاستقامة".
وفي جريدة "الدستور": "إسرائيل تحرض الإخوان على الصدام المسلح مع الجيش.. ال"cia" تشرف على تنفيذ العمليات الإرهابية بمصر والموساد في حالة ارتبك بعد صعود السيسي إلى رتبة "المشير".
وكذلك من الأكاذيب مانشيت "الوطن" إذ قال: "الوطن" تواصل الانفراد بنشر "وثائق الخيانة" في قضيتي "التخابر والهروب" والشهادة الكاملة ل"محمد مبروك"..مرسي أطلع أردوغان على مخطط نشر الفوضى في مصر قبل 25 يناير.. التنظيم الدولي أمد ألتراس الجماعة بالأسلحة والمولوتوف لتنفيذ عمليات اقتحام أقسام الشرطة"!