صحافة عربية

صحيفة: السوداني يسعى للتقريب بين إيران والإدارة الجديدة في سوريا

تراجعت العلاقات الإيرانية مع سوريا إلى أدنى مستوياتها عقب سقوط نظام الأسد- الأناضول
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مساع يقودها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للتقريب بين إيران والإدارة الجديدة في سوريا بعد سقوط النظام، مشيرة إلى أن الأول سيثير هذا الملف خلال زيارته المقررة لطهران الأسبوع المقبل.

نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، قولها إن "زيارة السوداني تأتي في إطار حراكه الدبلوماسي الذي يقوم به في المنطقة منذ فترة لخلق توازن إقليمي بعد أحداث سوريا".

وأشارت نقلا عن مصادر عراقية، إلى أن الملفات التي سيبحثها السوداني خلال زيارته المرتقبة إلى إيران تشمل المساعي لتقريب وجهات النظر بين الإدارة السورية الجديدة وإيران، والضغوط الأمريكية لتفكيك الفصائل العراقية المسلحة، بالإضافة إلى الديون الإيرانية على العراق واستئناف ضخ الغاز الإيراني لمحطات الطاقة الكهربائية.

وبحسب مصادر الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، فإن "السوداني سيحط بعد طهران مباشرة في الدوحة لبحث الأحداث نفسها، باعتبار أن قطر هي الأقرب إلى هيئة تحرير الشام التي تمسك بزمام السلطة في سوريا".

وأشارت هذه المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، إلى أن "العراق مقبل على مبادرات عربية كبيرة، وقد تنعقد قمة في بغداد قريبا تستضيف دولا عديدة، بما في ذلك إيران وسوريا والسعودية ومصر والأردن وقطر على طاولة واحدة بهدف توحيد المواقف السياسية بين هذه الدول".

يأتي ذلك على وقع تراجع العلاقات الإيرانية مع سوريا إلى أدنى مستوياتها عقب سقوط نظام الأسد الذي كان يعد حليف طهران الرئيسي في المنطقة طوال عقود.

وفي وقت سابق، قال المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إنه "في حال أخرجت دولة ما، عناصر ثباتها وقوتها من الساحة، فستصبح مثل سوريا وستكون عرضة للاحتلال".

وأضاف أن "سوريا تتعرض للاحتلال من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية"، لافتا إلى أن "سوريا ملك للشعب السوري، ومن هاجمها سيتراجع يوما ما أمام الشباب السوري الغيور".

والأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إيران من "بث الفوضى" في سوريا، داعيا إياها إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد.

وكتب الشيباني، عبر حسابه على منصة إكس: "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها"، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وتابع: "نحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية، وأخيرا دمشق.