لا يزال تهديد مسؤولين عسكريين
مصريين باقتحام قطاع
غزة، يثير الكثير من ردود الفعل نظراً لغرابة الفكرة،فما كان يتوقعه الشعب العربي هو وقوف الجيوش الى جانب هذا الجزء الذي يعاني الظلم
الإسرائيلي وليس مساعدة المحتل في انهاء ما تبقى من مقاومة.
وفي هذا الصدد أكدت القناة العبرية الثانية بأن زيارة وزير الطاقة في حكومة الاحتلال، سيلفان شالوم، للإمارات هدفها التحضير لضربة عسكرية ضد غزة وأن أبوظبي مستعدة لتمويل ذلك شرط القضاء نهائياً على "
حماس" .
ويوافق المحلل السياسي الفلسطيني عبد الستار قاسم على ذلك، مشيراً إلى أن الهجمة من قبل العرب و"إسرائيل" شرسة على المقاومة في قطاع غزة وان مصر تقوم بدور وصفه بـ "القذر" بحصار غزة، معتبرا أنها يمكن أن تتورط في الحرب على القطاع.
واعتبر قاسم في تصريحات لـ "قدس برس" أن الأنظمة العربية "أصبحت تعمل ضد المقاومة بشكل علني، من خلال حصار القطاع من قبل النظام المصري، واستقبال قادة الاحتلال والتنسيق معهم كما جرى في الأردن والإمارات" وفق ما يرى.
وتوقع قاسم "مشاركة قوات عربية إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة وإيران، ولم يستبعد أن تزحف قوات من الجيش المصري الى داخل القطاع، واندلاع مواجهة شديدة بين الجيش المصري والمقاومة هناك "في حين سيكون دور جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين هو الإطباق على مقاومة حزب الله اللبناني، لان الهدف القضاء على كافة اشكال المقاومة وفرض حلول استسلامية على المنطقة" وفق تعبيره.
واعتبر قاسم بان اجتماع القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان بالقائد العام للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي "يحمل في طياته رسائل خطيرة لقطاع غزة، من خلال مواصلة عملية التحريض المصرية والتي تشارك فيها أطراف فلسطينية من الضفة ضد قطاع غزة وحركة حماس ووصمها بالإرهاب".
وتوقع قاسم، وهواستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن، يكون لدحلان دور كبير "فالغرب يتعب على صناعة القيادات، وكل قائد يصنعونه ليس عبثا، أما كيف سيلعب هذا الدور، هذا ما ستكشفه الايام القادمة".
ودعا قاسم المقاومة الفلسطينية بغزة إلى تفويت الفرصة على الاحتلال عبر "إعادة تفعيل المقاومة بالضفة، بدلا من تتركز الانظار فقط صوب القطاع" وفق تقديره.
أما القيادي في حركة حماس مشير المصري فقال ردا على تهديدات المسؤولين الأمنيين المصريين "اعتقد أن هذه أحلام اليقظة وغير موجودة في غزة لأن غزة تعيش وحدة موقف، والمقاومة متوحدة وبوصلتها واضحة نحو العدو الصهيوني وتجربة تمرد كانت خير دليل على فشل أي جهة ممكن أن تمس وحدة غزة".
واضاف المصري في تصريحات خاصة لـ"عربي21" : هذه تصريحات غير مسؤولة وندعو السلطات المصرية إلى لجم كل هذه التصريحات ولجم متحدثيها فهي تخدم العدو الصهيوني".
واعتبر المصري مثل هذه التصريحات "محاولة للوقيعة بين الشعب الفلسطيني الواحد".
وأكد المصري ان "حماس التي طردت العدو الصهيوني وأفشلت المخطط الصهيوني بتحقيق حلمه نحو النيل ونحو الفرات".
ودعا المصري السلطات المصرية لتوضيح الموقف إزاء هذه التصريحات.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن أربعة مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين قولهم إن الهدف الذي يشير المسؤولون إلى أن تحقيقه قد يستغرق عدة سنوات يتضمن العمل مع حركة فتح خصم حماس السياسي ودعم الانشطة الشعبية المناهضة لها في غزة.
ومنذ أن انقلب الجيش المصري على الرئيس المنتخب محمد مرسي اتجه لتضييق الخناق على اقتصاد غزة من خلال تدمير معظم الانفاق البالغ عددها 1200 نفق كانت تستخدم في تهريب الغذاء والسيارات والأسلحة إلى القطاع الذي يعاني من حصار اسرائيلي.
وقال مسؤولون أمنيون إن رجال مخابرات يخططون بمساعدة نشطاء وخصوم سياسيين لحماس لإضعاف مصداقية الحركة التي سيطرت على غزة في عام 2007 بعد اشتباكات مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
من جهته، أوضح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حسام بدران، بإن هناك جهات عربية وصفها بـ "المحدودة والهامشية" تقف موقفاً مغايراً ومعادياً للقضية الفلسطينية، متابعاً: "لكنها تبقى محدودة ومعزولة ومرفوضة من قبل جماهير الأمة جمعاء".
وحول نظرة ورؤية حركة "حماس" للدول العربية، قال بدران إننا "نرى في أمتنا سنداً داعماً لنا ولحقنا، ونتطلع دوماً لعلاقات طبيعية وإيجابية مع كافة الدول العربية على المستوى الرسمي والشعبي"، وفقاً لقوله.
وفي سياق ما أوردته القناة العبرية الثانية حول زيارة شالوم، قال إنه "لا نتوقع لأي طرف عربي أن يساند هجوماً صهيونياً على غزة".
ورأى بدران أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "خاضت كل المواجهات مع المحتل بقدراتها الذاتية مدعومة من شعبها، وبعض هذه الحروب تمت في ظل حصار مشدد كما حصل في معركة الفرقان"، وفقاً لقوله.
وأفاد بدران أن التهديدات الإسرائيلية "التي ارتفعت وتيرتها مؤخراً" لا تخيف حركة "حماس"، مضيفاً "ونحن نعلم أن الذي يردع العدو من أي مواجهة هو قوة المقاومة وخشيته من رد فعلها".
ولفت بدران النظر إلى أن أي عدوان محتمل على غزة "إنما يستهدف شعبنا كله ومشروع المقاومة برمته". مؤكداً: "ولن يقف شعبنا في الضفة الغربية وفي غيرها مكتوف اليدين في حال أقدم العدو على حماقة جديدة بالعدوان على غزة".
الى ذلك كشف مصدر قيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في قطاع غزة، النقاب عن اجتماع بين فصائل المقاومة في قطاع غزة جرى مؤخرا لبحث سبل كسر الحصار المفروض على القطاع، الذي قال بأنه اشتد وطأة في الفترة الأخيرة بسبب الاجراءات المصرية غير المسبوقة بالنسبة لهدم الأنفاق والاغلاق المستمر لمعبر رفح الحدودي، فيما أكد المصدر، أن حركة "فتح" في قطاع غزة أعربت عن رفضها للعودة لحكم قطاع غزة "عبر الدبابة العسكرية المصرية" وأشار إلى أن الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني "شأن داخلي وأن أي هجوم على قطاع غزة من أي طرف كان سيؤثر سلبا على الجميع" كما قال.
وذكر المصدر، أن الاجتماع شمل كافة الفصائل دون استثناء، وتمكن من وضع خطة للانفجار في وجه الحصار، قائلا إن "نتائجها ستظهر قريبا" لا سيما في ظل الحصار المطبق الذي تنفذه السلطات المصرية على قطاع غزة.
وأكد المصدر، أن حركة "فتح" في قطاع غزة أعربت عن رفضها للعودة لحكم قطاع غزة "عبر الدبابة العسكرية المصرية" وأشار إلى أن الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني "شأن داخلي وأن أي هجوم على قطاع غزة من أي طرف كان سيؤثر سلبا على الجميع" كما قال.
وكان مستشرق "إسرائيلي" رجح الأسبوع الماضي بأن تكون التهديدات المتكررة التي يطلقها قادة الانقلاب في مصر ضد حركة حماس تهدف بالأساس إلى مغازلة الأمريكيين.
وقال رؤفين بيركو،الذي تولى في الماضي مناصب في شعبة الاستخبارات العسكرية أن السيسي يحاول من خلال هذه التهديدات لفت نظر الأمريكيين إلى أنه يجدر بهم الاستثمار في دعم حكمه بسبب دوره في محاربة الحركات "الإرهابية".
وفي مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة "إسرائيل اليوم" الأربعاء، أشار بيركو إلى أن هناك أطرافاً داخل سلطة الانقلاب ترى أنه بدون تضييق الخناق على حركة حماس فلن يتم القضاء على جماعة الإخوان المسلمين.
ولم يستبعد بيركو أن تهاجم سلطة الانقلاب قطاع غزة، مشيراً إلى أن المخابرات المصرية ستعمل على توظيف الحصار المتواصل على القطاع إلى جانب تشجيع الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكم حركة حماس.
وأضاف "من الصعب أن يتخيل المرء دخول المصريين قطاع غزة بدون تنسيق مع إسرائيل من أجل ضمان إعادة السلطة الفلسطينية إليها".
ونوّه بيركو إلى أن استعادة السلطة قطاع غزة قد تحسن مكانتها القانونية عبر توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار بيركو مستدركاً إلى أنه في حال نجاح مثل هذا المخطط، فلن يؤدي إلى تحسين الأوضاع الأمنية في إسرائيل، على اعتبار أن حركة حماس ستبقى محتفظة بكامل قوتها، ما يعني قدرتها على مواصلة تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل".
من ناحية أخرى ذكرت الإذاعة العبرية صباح الخميس أن أحد أهم الأسباب التي دفعت مجلس الشيوخ الأمريكي للموافقة على تقديم مبلغ مليار ونصف دولار لمصر؛ هو الحرص على مصير اتفاقية "كامب ديفيد".
ونوهت الإذاعة إلى أن كلاً من السفير "الإسرائيلي" في واشنطن رون ديمريل ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين لعبا دوراً مركزياً في إقناع قادة الكونغرس باستئناف الدعم الأمريكي لمصر.
وأشارت الإذاعة إلى أن كلاً من ديمريل وكوهين اجتمعا كثيراً بأعضاء مجلس الشيوخ الذين أظهروا في البداية معارضة شديدة لاستئناف المساعدات لمصر على اعتبار أن استئنافها يعد تجاوزاً للقانون الأمريكي، الذي يحظر تقديم العون لسلطة انقلبت على حكومة منتخبة ديموقراطياً.
واستدركت الإذاعة أنه لولا التدخل الكبير والعميق الذي أبداه قادة المنظمات اليهودية لما تمكنت إسرائيل من إقناع قادة الكونغرس باستئناف الدعم لحكومة الانقلاب.
وأوضحت الإذاعة أن "إسرائيل" استعانت بنتائج أبحاث أعدها قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ودلت على المخاطر الكبيرة الناجمة عن عودة جماعة الإخوان المسلمين للحكم.
وذكرت الإذاعة أن جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا أمام قادة الكونغرس قد أكدوا على أن مستقبل اتفاقية كامب ديفيد سيكون في خطر شديد في حال لم يُدعم حكم العسكر.
ويذكر أن صحيفة "معاريف " قد كشفت بتاريخ 19-7-2013 النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب من السفراء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم شرح موقف "إسرائيل" المطالب بتقديم الدعم لسلطة الانقلاب.