دشن رجل الأعمال المقرب من أجهزة الأمن
المصرية، و"اتحاد القبائل والعائلات المصرية" إبراهيم
العرجاني، مساء الاثنين، حزباً جديداً باسم "
الجبهة الوطنية"، في حفل ضخم أقيم بفندق الماسة التابع للجيش في العاصمة الإدارية الجديدة.
وبُث الحفل على الهواء مباشرة عبر مجموعة من قنوات شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" المملوكة لجهاز المخابرات العامة.
ضمت الهيئة التأسيسية للحزب شخصيات بارزة، منها: وزير الإسكان السابق عاصم الجزار، ورئيس هيئة الاستعلامات التابعة للرئاسة ضياء رشوان، ووزيرة الاستثمار السابقة سحر نصر، ورئيس مجلس النواب السابق علي عبد العال، ووزير الزراعة السابق السيد القصير، ورئيس مجلس الدولة السابق محمد حسام الدين، ووكيل مجلس النواب الحالي رجل الأعمال محمد أبو العينين.
وضمت الهيئة التأسيسية للحزب: وزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد، ورئيسة المجلس القومي للإعاقة إيمان كريم، ومساعد وزير الداخلية السابق لجهاز الأمن الوطني محمود شعراوي، والمؤلف مدحت العدل، والصحفي محمود مسلم، ورجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني، ووزير التنمية المحلية السابق عادل لبيب، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، ووزير شؤون المجالس النيابية السابق علاء الدين فؤاد.
وضمت الهيئة التأسيسية: مفتي الجمهورية السابق شوقي علام، وعضو مجلس النواب المتهم في قضايا فساد سليمان وهدان، ونقيب المحامين السابق سامح عاشور، والكاتبة فريدة الشوباشي، ورئيس مجلس إدارة مصنع 18 الحربي اللواء صلاح جنبلاط، ورئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين، ورجل الأعمال كامل أبو علي، وأيمن الجميل الذي سبق أن أدين في القضية المعروفة إعلامياً باسم "فساد وزارة الزراعة".
وشهد حفل تدشين حزب "الجبهة الوطنية" حضور عدد من قياديي حزب مستقبل وطن، الحائز على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. وتصدر الحضور: الأمين العام للحزب، الضابط السابق في جهاز الأمن الوطني أحمد عبد الجواد، وضابط الشرطة المدان سابقاً في قضايا تعذيب النائب علاء عابد، ووكيل اللجنة التشريعية في البرلمان إيهاب الطماوي.
وحضر رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري اللواء محمد صلاح أبو هميلة، ورئيسة حزب مصر أكتوبر جيهان مديح، والنائب عن حزب النور السلفي أحمد خليل خير الله.
ويرى مراقبون أن تشكيل حزب "الجبهة الوطنية" يرسخ توجهاً قائماً على التحالفات القبلية والعلاقات الجهوية، بدلاً من تقديم برامج سياسية تعكس تطلعات المصريين.
ووجود إبراهيم العرجاني، المعروف بنفوذه القبلي في شبه جزيرة سيناء، ونجله في قلب قيادة الحزب، دفع الكثيرين إلى وصفه بأنه "محاولة لتعزيز المصالح القبلية في المشهد السياسي، مع إعادة تدوير شخصيات خرجت من المشهد خلال السنوات الأخيرة".
وأثار "اتحاد القبائل والعائلات المصرية" جدلاً في الساحة السياسية منذ تأسيسه في أيار/ مايو الماضي برئاسة العرجاني. وعزز الاتحاد وجوده بتنظيم احتفالية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر 1973 في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي، ومشاركة واسعة من سياسيين وحزبيين وحشد جماهيري من مختلف المحافظات.
وحول الجدل المثار بشأن طبيعة الحزب وتمويله وصفة مؤسّسيه، قال مصدر مطلع على اجتماعات الحزب الجديد٬ إن الحزب سيكون مختلفاً في فكرته ورؤيته عن الأحزاب القائمة. وأوضح المصدر أن الهيئة التأسيسية ستضم شخصيات سياسية تمثل فئات وشرائح مجتمعية متنوعة.
وأشار إلى أن تمويل الحزب سيعتمد على رجال أعمال سيشاركون فيه، وليس بالضرورة أن يكون بينهم إبراهيم العرجاني، نافياً وجود أي صلة للحزب بـ"اتحاد القبائل والعائلات المصرية" الذي يرأسه العرجاني.
حزب جديد على أسس قبلية وعرقية
توالت ردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار صور تدشين الحزب الجديد.
وكتب الناشر المصري المعارض هشام قاسم على حسابه الرسمي على منصة إكس: "نادي كرة قدم، أوشك على الهبوط إلى الدرجة الثانية، جرب كل الحيل لتجنب هذا المصير المحتوم، استعان بلاعبي رياضات أخرى مثل ألعاب القوى والجمباز والسباحة ولم يتحسن الوضع، غير قواعد اللعبة ثم خالف القواعد، الراسخ منها وتلك التي غيرها، واستمر الفشل".
وتابع: "وفي النهاية قرر تسريح فريقه، والاستعانة بكل لاعب متقاعد لا يزال قادرا على الوقوف على قدميه، كان هذا هو المشهد في مؤتمر إعلان تدشين الحزب الجديد للنظام المسمى حزب الجبهة الوطنية، وفي قول آخر… حزب ٣٠ يونيو الأخير".
وحذر البرلماني السابق عماد جاد، في منشور في صفحته الخاصة على منصة فيسبوك، من خطورة تأسيس حزب سياسي جديد يقوم على أسس قبلية وعرقية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لوحدة الدولة المصرية واستقرارها، وقد تؤدي إلى تراجع قيم المواطنة لصالح الانتماءات الأولية التي تعتمد على العرق والجغرافيا.
وصرّح جاد بأن "أهم العوامل التي تمهد لتفتيت الأوطان تتمثل في إنشاء كيانات سياسية قائمة على الانقسامات الأساسية مثل العرق والدين والطائفة والجغرافيا". وأوضح أن "هذه الكيانات تقوّض مفهوم الوطن الموحد، وتعزز النزعات الانفصالية، ما يؤدي في النهاية إلى تفكك النسيج الوطني".
وأكد جاد أن "تجارب دول الجوار تؤكد أن مثل هذه التحركات في ظل أزمات اقتصادية وديكتاتورية وفساد لا تقود إلا إلى صراعات أهلية وانقسامات عميقة".
وأوضح أن تأسيس الحزب القبلي الجديد يأتي في سياق استمرار النظام في تهميش الأحزاب المدنية التي تؤمن بالمواطنة والديمقراطية لصالح كيانات قائمة على الولاءات القبلية والعرقية.
بينما كتب حساب آخر على منصة إكس: "مجرد تحريك -بسبب الملل- من مستقبل وطن لاسم جديد وهو الجبهة الوطنية. نصيحة: لا تثق في أي كيان في اسمه اشتقاق لكلمة "وطن" فكلنا عارفين مين اللي يلجأ للوطنية ويعتبرها ملاذا وساترا للاختباء خلفها".
بينما كتب حساب آخر: "حزب النخانيخ يضم كوكبة من ألمع الشخصيات التي لا تمثل الشعب٬ فبعدما أفسدت هذه الشخصيات حياة المصريين أثناء وجودها في مناصبها٬ تقوم الآن بتشكيل حزب بأمر من الوالي لتستكمل من خلاله مسيرة إفساد حياة المصريين٬ ستظل هذه الوجوه أدوات لا تقرر مصير نفسها حتى٬ بل تتلقى الأوامر وتنفذ".