كشف موقع
"
نيوز.ري" الروسي تفاصيل عن الساعات الأخيرة للرئيس السوري المخلوع بشار
الأسد قبل فراره من
سوريا.
واستعرض الموقع، في
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، الأنشطة التي قام بها الأسد قبل
مغادرته البلاد، وكيف تمكن من الفرار إلى
روسيا، والتحضيرات التي قام بها للأسابيع
الأخيرة في منصبه، بما في ذلك الإجراءات التي اتخذها لمساعدة مساعديه وقادة جيشه،
وتفاصيل حول مصير أفراد عائلته واحتمالية مقتلهم.
أشار صحفيون إلى أن بشار
الأسد لم يفصح تقريبا لأحد عن خططه للفرار من سوريا عندما انهارت سلطته، حيث إنه خدع
المساعدين والمسؤولين وحتى الأقارب.
فقبل ساعات قليلة من
فراره إلى موسكو، أكد الأسد في اجتماع يوم السبت حضره نحو 30 من قادة الجيش
والأجهزة الأمنية في وزارة الدفاع، أن الدعم العسكري الروسي في طريقه، ودعا القوات
البرية إلى الثبات، وذلك وفقا لأحد القادة الذين حضروا الاجتماع. كما أن الموظفين
المدنيين لم يكونوا على علم بالأمر.
وبحسب أحد المساعدين
المقربين من الأسد، فإنه بعد انتهاء العمل يوم السبت، أخبر الأسد مدير مكتبه
الرئاسي بأنه سيعود إلى منزله، لكنه بدلا من ذلك توجه إلى المطار، وذلك بحسب ما
ذكرته وكالة رويترز.
وذكر المساعد أيضا أن
"الأسد اتصل بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله
لكتابة خطاب، لكنها عندما وصلت وجدت أن المنزل كان خاليا. ولم يتخذ الأسد حتى الخطوة
الأخيرة. فلم يقم حتى بحشد قواته، كما أكد نديم خوري، المدير التنفيذي لمركز
التحليل الإقليمي "المبادرة العربية للإصلاح".
وقال الموقع إن الأسد
ترك أنصاره يواجهون مصيرهم بأنفسهم. وتصف مقابلات مع شهود عديدين زعيما سعى للحصول
على دعم خارجي لتمديد حكمه الذي دام 24 عاما، ثم استخدم الخداع والتكتم لتنظيم
رحيله من سوريا في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وأشار صحفيون بريطانيون
إلى أن الأسد، بحسب مساعديه، لم يبلغ حتى شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة المدرعة
الرابعة النخبة، بخطة رحيله. وذكر أحد المساعدين أن ماهر استقل طائرة هليكوبتر إلى
العراق ثم إلى روسيا.
وترك أبناء خال
الأسد، إيهاب وإياد مخلوف، في الظل عندما سقطت دمشق في أيدي
المعارضة، وإن الأخوين
حاولا الفرار بالسيارة إلى لبنان، لكنهما وقعا في كمين نصب على الطريق، حيث قتل
إيهاب وأصيب إياد. ولم يصدر تأكيد رسمي للوفاة. أما الأسد نفسه، فقد غادر دمشق على
متن طائرة يوم الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، وقد حلق دون أن يلاحظه أحد مع إيقاف
تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال، وذلك بحسب ما ذكره دبلوماسيان إقليميان.
وبحسب "رويترز"، فقد وصل
الأسد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، ومن
هناك إلى موسكو. وأشار الصحفيون إلى أنه "في العاصمة الروسية، كانت أسرة الأسد في انتظاره بالفعل، زوجته أسماء وأبناؤه الثلاثة. وتظهر تسجيلات الفيديو
لمنزل الأسد التي التقطتها المعارضة والمواطنون الذين اقتحموا المجمع الرئاسي بعد
رحيله، أنه غادر على عجل: حيث يرى في التسجيلات طعام مطبوخ على الموقد وبعض
الأغراض الشخصية مثل ألبومات الصور العائلية".
وذكرت مصادر "رويترز" أن
الأسد أدرك حينها أنه لن تكون هناك أي مساعدة عسكرية، وأن إيران وروسيا لم تتمكنا
من تغيير الوضع. وبحسب الصحفيين فإن "هذا كان واضحا للزعيم السوري في الأيام التي
سبقت رحيله، عندما كان يسعى للحصول على المساعدة من أماكن مختلفة، في محاولة يائسة
للحفاظ على السلطة وضمان سلامته".
وقال رئيس المعارضة
السورية الرئيسية في الخارج، هادي البحرة، إن "الأسد لم ينقل الوضع الحقيقي إلى
مساعديه. وبعد رحلته إلى موسكو، قال لقادته ورفاقه إن الدعم العسكري سيأتي".