في تصعيد متواصل لاعتداءات المستوطنين
الإسرائيليين على المقدسات
الفلسطينية والأراضي الزراعية، اقتحم
مستوطنون، صباح الخميس،
المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، في وقتٍ هاجم فيه آخرون
مزارعي الزيتون
في قرية جالود جنوبي نابلس، وذلك في سياق الممارسات التعسفية المستمرة التي تستهدف
الفلسطينيين.
وبحسب
وكالة الأنباء الفلسطينية
وفا فقد أفاد شهود عيان بأن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، وقاموا
بأداء طقوس تلمودية استفزازية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الشهود أن الاقتحامات
تمت في شكل مجموعات صغيرة، حيث كانت تستمر لفترات طويلة، وهو ما أثار حالة من
التوتر والقلق بين المصلين والمتواجدين في الأقصى. هذا، وتُعد هذه الاقتحامات
جزءاً من سلسلة من التعديات المتواصلة على المسجد الأقصى بهدف تغيير الوضع القائم
في المسجد وتنفيذ مخططات تهويدية فيه.
وفي وقتٍ لاحق من اليوم،
أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، هاجموا
مزارعي الزيتون في
الجهة الجنوبية الغربية من قرية جالود التابعة لمحافظة نابلس، وأطلقوا الرصاص الحي
على المواطنين، ما أدى إلى إصابات بالهلع والخوف في صفوفهم. وأضافت المصادر أن المستوطنين قاموا بسرقة كميات كبيرة من ثمار الزيتون، في محاولة لتعطيل موسم قطف
الزيتون، الذي يشكل أحد المصادر الاقتصادية الأساسية للفلسطينيين.
وقالت هيئة مقاومة الجدار
والاستيطان إن موسم قطف الزيتون هذا العام شهد تصاعدًا ملحوظًا في الاعتداءات
الإسرائيلية، حيث تم توثيق أكثر من 253 اعتداءً على المزارعين الفلسطينيين منذ
بداية الموسم.
من هذه الاعتداءات، وقع أكثر
من 184 اعتداء في شمال الضفة الغربية، وتحديدًا في مناطق نابلس، وهو ما يعكس
استمرار سياسة الاحتلال في التضييق على الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم
الزراعية.
وتتعمد قوات الاحتلال فرض
غرامات مالية باهظة على المواطنين الفلسطينيين في القدس، حيث طالت العديد من
المركبات في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، وذلك في سياق سياسة إسرائيلية تهدف إلى
تحميل الفلسطينيين المزيد من الأعباء المالية كجزء من مخططاتها لإحداث تغييرات ديموغرافية
في المدينة المقدسة.
وقد حذر مراقبون من أن هذه الإجراءات تعتبر جزءًا من
استراتيجية أوسع تهدف إلى ترحيل السكان الفلسطينيين وفرض المزيد من القيود عليهم.
وفيما يواجه المزارعون
الفلسطينيون تحديات ضخمة من خلال الاعتداءات المستمرة من المستعمرين والقيود
العسكرية المفروضة عليهم، فإنهم يجدون أنفسهم أيضًا ضحايا لمحاولات الاحتلال تدمير
صمودهم الزراعي. فموسم الزيتون الذي يعد بمثابة مصدر رزق أساسي للمئات من العائلات
الفلسطينية أصبح مهددًا، في ظل الاعتداءات المستمرة وغياب الأمن على الأراضي
الزراعية. وهذه الاعتداءات، التي تتضمن قطع الأشجار، وحرق المحاصيل، ومنع المزارعين
من الوصول إلى أراضيهم، تزيد من معاناة الفلسطينيين وتجعلهم يواجهون صعوبة في
تأمين سبل عيشهم تحت الاحتلال.