تتجه أنظار العالم، الثلاثاء، إلى
الولايات المتحدة، التي تشهد انتخابات رئاسية تعد من الأكثر إثارة في تاريخ البلاد، مع صعوبة التنبؤ بالفائز المحتمل بين دونالد
ترامب وكامالا
هاريس.
وحاول الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي، استقطاب كافة فئات المجتمع الأمريكي في الانتخابات.
وخلال الأيام الماضية، سلطت وسائل إعلام أمريكية الضوء على اللاتينيين في الولايات المتحدة، أو مجتمع "الهسبان" كما يُطلق عليه.
ويشكل الأمريكيون من أصول لاتينية (دول أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي)، نحو 19 بالمئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
ويحق لنحو 36 مليون ناخب من أصول لاتينية التصويت في الانتخابات، من أصل 168 مليون ناخب مسجل.
وبالنظر إلى أن الرئاسة الأمريكية تحسم عبر النقاط، وليس إجمالي الأصوات، فإن كلا من ترامب وهاريس يعول على اللاتينيين في حسم الولايات المتأرجحة السبع.
أين يتواجدون؟
يتواجد اللاتينيون في مختلف الولايات الأمريكية، إلا أن تركزهم الأكبر في كاليفورنيا (15 مليونا)، وتكساس (11 مليونا)، وكلاهما يشكل اللاتينيون فيهما نسبة 39 بالمئة من إجمالي السكان.
كما يتواجد 5.7 مليون لاتيني في فلوريدا وهو ما يشكل نحو ربع السكان، إضافة إلى 4 ملايين في نيويورك.
وتعد ولاية أريزونا أكثر الولايات المتأرجحة تواجدا للاتينيين، الذين يمثلون نحو 30 بالمئة من إجمالي السكان.
وتتبعها ولاية نيفادا الذي يمثل اللاتينيون فيها نسبة 29 بالمئة، علما أن الانتخابات الماضية شهدت ميل أصوات اللاتينيين نحو الديمقراطيين، حيث صوتوا للرئيس جو بايدن.
ويتواجد في ولاية جورجيا المتأرجحة نحو 5 بالمئة فقط من اللاتينيين، وفي كارولينا الشمالية 9 بالمئة، ومن الممكن أن يؤثروا في حسم الفائز بالولاية بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ماذا حدث في 2020؟
تظهر أنماط تصويت اللاتينيين تاريخيًا ميلاً لدعم المرشحين الديمقراطيين، خصوصًا في الانتخابات الرئاسية.
ففي انتخابات 2020، صوت 60 بالمئة من اللاتينيين لصالح جو بايدن، مقارنة بـ 37 بالمئة لدونالد ترامب.
الاستطلاعات الحالية
أشارت أحدث استطلاعات الرأي، التي أجريت قبل أيام، أن كامالا هاريس تتقدم على ترامب في متوسط استطلاعات الرأي بين الناخبين اللاتينيين بنسبة 53 بالمئة. مقابل 41 بالمئة.
وعن أسباب الارتفاع الملحوظ في مؤيدي ترامب بين اللاتينيين مقارنة في السابق، أشارت مجلة "
ذا نيشن" إلى أن المكون اللاتيني بدأ منذ سنوات بالتحول تدريجيا في دوافعه الانتخابية من البعد الاثني ومصلحة المكون العرقي فقط، إلى الأسباب الاقتصادية كبقية الأمريكيين.
ولفتت إلى أن الجيل الثالث والرابع من اللاتينيين باتوا ينأون بنفسهم عن المهاجرين غير الشرعيين، ويعتقدون أن خطابات ترامب العنصرية تجاه القادمين عبر حدود المكسيك لا تمسهم، باعتبارهم "أمريكيين نموذجيين".
بم تتأثر أصواتهم؟
سياسة الهجرة: يولي العديد من الناخبين اللاتينيين أهمية كبيرة لإصلاح الهجرة والسياسات التي تؤثر على مجتمعاتهم بشكل مباشر.
القضايا الاقتصادية: تعتبر الفرص الاقتصادية والوصول إلى الرعاية الصحية من الدوافع المهمة للناخبين اللاتينيين.
تفاعل المرشحين: يمكن أن يؤثر مستوى تفاعل المرشحين مع المجتمعات اللاتينية ومعالجة مخاوفهم على نتائج التصويت.
بورتورريكو "المحرومة"
مكون أساسي من اللاتينيين الأمريكيين هم سكان إقليم بورتوريكو التابع لأمريكا، الذي يضم 3.3 مليون نسمة، لكن لا يحق لهم التصويت.
وتفسر الحكومة الأمريكية حرمانها مواطني بورتوريكو بأنهم يتبعون لإقليم وليس لولاية، وبالتالي يحق لهم التصويت في انتخابات فرعية لا رئاسية؛ حيث إن الرئاسيات تعتمد على نقاط الولايات فقط.
ومع ذلك، تشارك بورتوريكو في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، ما يسمح لهم بالتأثير على اختيار المرشحين.
وتفاعلت قضية بورتوريكو خلال الأيام الماضية مع تصريح عنصري أطلقه الكوميدي الداعم لترامب توني هنشكليف، الذي وصف الإقليم بأنه "جزيرة عائمة من القمامة".
ولاحقا، حاول ترامب كسب ود اللاتينيين مجددا بعد الجدل الذي أحدثه تصري هنشكليف، وقال في خطاب انتخابي: "سأجلب المستقبل الأفضل للبورتوريكيين والأمريكيين من أصل إسباني، سأعتني بأسرهم، وسأدافع عن الدين، وسأعيد الوظائف والثروات والمصانع".