ملفات وتقارير

أزمة دبلوماسية بين طرابلس والقاهرة.. ما القصة؟

غضب ليبي رسمي من استقبال رئيس الحكومة المصرية لرئيس الحكومة الليبية الموازية أسامة حماد.. فيسبوك
أكد مصدر من حكومة الوحدة الوطنية، أن الحكومة أبلغت مسؤولين بالمخابرات المصرية ضمن العاملين في السفارة بطرابلس بمغادرة الأراضي الليبية فورا.

وذكرت قناة "ليبيا الأحرار" التي نقلت الخبر، أن هذا الإبلاغ يأتي بعد ساعات من استقبال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، رفقة مدير "صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا" بلقاسم حفتر، لبحث دور الشركات المصرية في إعادة إعمار ليبيا.

وكانت وزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية قد أعربت في بيان مساء اليوم عن استيائها الشديد، ورفضها القاطع لهذه الخطوة، واصفة أنها تمثل "خروجا عن وحدة الموقف الدولي الرافض لعودة البلاد إلى حالة الانقسام والاحتراب".

وشددت حكومة الوحدة الوطنية في بيانها على أنها منذ بداية عملها، سعت جاهدة إلى تجاوز حالة الاستقطاب الدولي والتعامل بتوازن مع جميع الدول ذات الصلة بالملف الليبي، وخاصة مع جمهورية مصر العربية.



من جهتها، أعربت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب عن استغرابها من بيان حكومة الوحدة الوطنية، واصفة إياها بمخالفة القوانين والقرارات الصادرة عن مجلس النواب المنتخب.

وأعربت خارجية حماد عن تقديرها لما وصفته موقف مصر الداعم للعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيدة بالاستقبال الرسمي لرئيسها أسامة حماد والوفد المرافق له.

ووصفت خارجية حماد الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس بـ "غير المستقرة"، داعية جميع الدول إلى نقل سفاراتها إلى مدينة بنغازي، التي وصفتها بالمنطقة "الآمنة والمستقرة".



وفي الجزائر، أعرب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، عن "القلق" من الحشود العسكرية غربي وجنوبي ليبيا.

وناشد عطاف، الفرقاء الليبيين "ضبط النفس والحفاظ على وقف الاقتتال" بين الإخوة الفرقاء.

جاء ذلك خلال استقباله سفير ليبيا لدى بلاده صالح همه محمد بكده، بناء على طلب الأخير، وفق بيان للخارجية الجزائرية.

وأوضح بيان الخارجية، أن اللقاء "شكّل فرصة للإحاطة بما يجري على الساحة الليبية من مستجدات مقلقة لا تبعث على الارتياح".

وأردف: "لا سيما عمليات الحشد العسكري تجاه المناطق الغربية والجنوبية للبلاد، وما تحمله هذه التطورات من أخطار محدقة بتجدد الاشتباكات والمواجهات بين الأطراف الليبية".

وجدد عطاف، تأكيد موقف الجزائر "ومناشدتها الأشقاء الليبيين التحلي بالحكمة وضبط النفس، وإعلاء المصالح الحيوية للشعب الليبي فوق أي اعتبارات أخرى".

وبحسب البيان، أبرز عطاف "ضرورة تضافر جهود الجميع للحفاظ على أهم مكسب تم تحقيقه عبر العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، ألا وهو مكسب وقف الاقتتال بين الإخوة الفرقاء في ليبيا، الذي يتوجب تثمينه وتعزيزه والبناء عليه".

وشدد على "ضرورة تسخير كل ما تملكه ليبيا من مقدرات ومقومات للإسراع في إنجاح العملية السياسية، الهادفة إلى توحيد المؤسسات الليبية عن طريق انتخابات حرة وشفافة ونزيهة".

ورأى عطاف أن "الطابع الحيوي والمفصلي لهذه الانتخابات، يفرض احتكام الجميع إلى إفرازات صندوق الاقتراع، عوض التعويل على منطق القوة والعنف الذي لا طائل منه سوى المزيد من تصدع استقرار ليبيا، وإطالة أمد الأزمة فيها وتوسيع هوة الخلافات بين أبناء الوطن الواحد".



ويأتي اللقاء بعد يوم واحد من بيان أصدرته الجزائر، أكدت من خلاله "تقاسمها التام والكلي للانشغالات التي أعربت عنها الأمم المتحدة بشأن الحشد والتعبئة الأخيرة للقوات في مختلف مناطق ليبيا، لا سيما تجاه مناطقها الجنوبية والغربية".

وبشكل مثير للقلق، تحركت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، الثلاثاء الماضي، نحو جنوب غربي البلاد، وقابلها تحشيدات من قوات في غرب البلاد تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها أمميًا، وسط مخاوف أممية ودولية من عودة البلاد نحو مربع العنف المسلح.

وكان القيادي في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، قد كشف النقاب في حديث سابق لـ "عربي21"، أن تحرك قوات حفتر باتجاه الجنوب الليبي هو قرار جاء بدعم روسي، وأنه رسالة روسية إماراتية إلى الجزائر. 

وأوضح زيتوت، أن عودة حفتر للتصعيد ضد غرب ليبيا من الجنوب هذه المرة، بقدر ما يحقق أهدافا يسعى لها حفتر، بقدر ما يحقق أهدافا روسية وإماراتية في الضغط على النظام الجزائري بسبب موقفه في مالي مؤخرا، ودعمه للأزواد في مواجهة الجيش المالي المدعوم من مليشيات فاغنر.

اقرأ أيضا: قوات حفتر تتحرك نحو الجنوب الليبي.. ما علاقة روسيا والإمارات والجزائر؟