لا يعد قيام الاحتلال الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، إسماعيل هنية، الأربعاء، أمرا استثنائيا في سياسات
الاغتيال، سواء للقادة
الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة أو خارجها. فقائمة الشهداء الذي استهدفهم الاحتلال طويلة بطول تاريخ احتلال فلسطين. وتنوّعت سياسة الاغتيال لدى الاحتلال لتشمل قادة وساسة ومقاومين وكتاب وصحفيين.
الاغتيالات الخارجية
محمود المبحوح
في 19 من كانون الثاني/ يناير 2010 اغتال الاحتلال الإسرائيلي محمود المبحوح، وهو أحد أعضاء كتائب عز الدين
القسام، بفندق في مدينة دبي، عن عمر ناهز 50 عاما.
وقد تم اغتياله بعد صعقه كهربائيًا داخل غرفته، ومن ثم جرى خنقه حتى لفظ أنفاسه دون أن تظهر أي إصابات على جسده، لكن تشريح الجثة كشف عن آثار للسم في جسده. ويذكر أن المبحوح تعرض لأربع محاولات اغتيال قبل هذه العملية.
وبعد 5 سنوات من تنفيذ العملية، نشرت "القناة الثانية" العبرية فيلما قصيرا يوضّح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، أشارت خلاله إلى وقوف "الموساد" ورائها.
وحسب الرواية الإسرائيلية، كان المبحوح المطلوب الأول لجيش الاحتلال، وبيّنت أن الموساد حاول في أكثر من مرة اغتياله.
صالح العاروري
في الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي اغتال الاحتلال الإسرائيلي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري٬ بهجوم طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت. وأدّت الحادثة إلى استهداف اثنين من قادة كتائب القسام استشهدا أيضا في الهجوم.
ووجّه سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، التهنئة لجيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي الشاباك وجهاز الاستخبارات الخارجية الموساد على اغتيال العاروري، في حين قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد طالب الوزراء بعدم التعليق على الأمر.
وفي عام 2015 أدرج العاروري على القائمة الأميركية لـ"الإرهابيين الدوليين"، فيما عرضت وزارة الخارجية الأميركية ما يبلغ 5 ملايين دولار عام 2018 مقابل من يُدلي بمعلومات عنه عبر برنامجها "مكافآت من أجل العدالة".
محمد الزواري
وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر 2016٬ اغتال الاحتلال محمد الزواري٬ "وهو مهندس طيران ومخترع تونسي وأحد القادة الذين أشرفوا على مشروع "طائرات الأبابيل القسامية".
وقد أطلق مجهولان، من مسدسين كاتمين للصوت، 20 رصاصة على الزواري، وهو في سيارته أمام منزله بمنطقة العين في محافظة صفاقس، وسط شرق تونس. واستشهد الزواري بعد أن استقرت 8 رصاصات في جسده، 5 رصاصات منها في جمجمته. وأعلنت السلطات التونسية توقيف 5 أشخاص مشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال.
ناجي العلي
في ظهيرة 22 تموز/ يوليو 1987 اغتال الاحتلال الإسرائيلي الفنان الفلسطيني، ناجي سليم العلي، وهو يمشي في شارع آيفز، في منطقة نايتس بريدج، وسط لندن، متّجها إلى مكتب جريدة "القبس" الكويتية، حين تلقى عدة رصاصات أصابت إحداها عنقه، في حين أصابت أخرى أسفل عينه اليمنى، وغاب عن الوعي، واستمر في غيبوبته نحو 37 يوما، حتى أُعلنت وفاته رسميا في 29 آب/ أغسطس 1987.
والعلي هو أشهر رسام كاريكاتير فلسطيني وعربي٬ جسّد بشخصية "حنظلة" التي أبدعها الحال الفلسطيني، فأصبحت توقيعا في نقده للاحتلال والحكام العرب، كما أنها كانت سببا في تصاعد شهرته حتى اغتياله.
وحنظلة طفل فلسطيني يتّخذ وضعية الشّاهد على الحدث الذي تصوره لوحات العلي، وقال عنه العلي إنه "وُلد في سن العاشرة ولن يكبر أو يدير وجهه إلا عندما يحين استرداد الكرامة العربية".
غسان كنفاني
في 8 تموز/ يوليو 1972 اغتيل الكاتب والصحفي الفلسطيني، غسان كنفاني، من قبل الموساد الإسرائيلي، بانفجار سيارة مفخخة في العاصمة اللبنانية، بيروت، وبحسب نتائج لجنة التحقيق التي شكلتها الجبهة الشعبية فقد نتج الانفجار عن عبوة ناسفة قدرت زنتها بتسعة كيلوغرامات وضعت تحت مقعد السيارة وانفجرت عند تشغيلها.
ويعد كنفاني أحد أبرز أعلام الأدب والثورة الفلسطينية، عاش النكبة وهو في سن الطفولة، وعايش معاناتها بكل وقائعها السياسية والاجتماعية، رسّخ فكرة المقاومة في أدبه، وواكب حياة الفلسطينيين وكتب عن مآسيهم من منطلق إخلاصه لقضيته الإنسانية الكبرى فلسطين وللقضايا الإنسانية الأخرى.
الاغتيالات الداخلية
أيمن نوفل
في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ اغتال الاحتلال القيادي في القسام أيمن نوفل بغارة إسرائيلية جوّية، استهدفت مخيم البريج وسط مدينة غزة، خلال معركة طوفان الأقصى.
ونوفل كان قياديا أمنيا واستخباريا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان عضوا في المجلس العسكري العام لكتائب القسام، وقائد "لواء المحافظة الوسطى"، وكان أحد أبرز قادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة ومن المقربين للقائد مروان عيسى نائب رئيس أركان كتائب القسام.
أحمد الجعبري
في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، اغتال الاحتلال الإسرائيلي، أحمد الجعبري، بغارة جوية استهدفت سيارته قرب مجمع الخدمة العامة في قطاع غزة. وكان اغتياله مقدمة للعدوان الإسرائيلي عامود السحاب/ حجارة السجيل على القطاع، والذي دام حوالي 10 أيام.
ونجا الجعبري من محاولة اغتيال سابقة عام 2004 عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله في حي الشجاعية، وأصيب فيها بجروح بينما استشهد نجله الأكبر وشقيقاه وبعض أقاربه.
أحمد ياسين
في 22 آذار/ مارس 2004 اغتال الاحتلال الإسرائيلي، الشيخ أحمد ياسين، وهو أحد مؤسسي حركة حماس حين كان عائدا من صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في حي صبرا، في غزة.
فقد أطلقت مروحية أباتشي إسرائيلية صواريخ عليه وهو على كرسيه المتحرك، فاستشهد مع 7 من مرافقيه وجرح اثنان من أبنائه، وكان عمره حينها 68 عاما. وجاء الاغتيال بعد محاولات عدة فاشلة قام بها الاحتلال.
اعتقل الاحتلال الإسرائيلي الشيخ ياسين عدة مرات، كان آخرها عام 1989 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة و15 عاما، وخرج بصفقة التبادل التي أبرمت بين الأردن والاحتلال عقب محاولة اغتيال مشعل عام 1997.
عبد العزيز الرنتيسي
في 17 نيسان/ أبريل 2004 اغتال الاحتلال الإسرائيلي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، في غارة على سيارة كان يستقلها أثناء المرور من شارع الجلاء شمال مدينة غزة، واستشهد معه اثنان من مرافقيه. وأتى اغتيال الرنتيسي بعد أن أعلن شارون وقادته العسكريون أن "جميع قادة حماس ضمن قائمة المستهدفين".
واعتقل الرنتيسي عدة مرات، وأبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع مجموعة من القادة والنشطاء الفلسطينيين عام 1992، وفور عودته اعتقلته مجددا وبقي في السجون حتى عام 1997.
وحاول الاحتلال الإسرائيلي اغتياله عام 2003 حين أطلقت صاروخا على سيارته في قطاع غزة، إلا أنه نجا وأصيب بجروح فحسب.
صلاح شحادة
في 23 تموز/ يوليو 2002 ٬ اغتالت قوات الاحتلال المؤسس وقائد جهاز حماس العسكري الأول، صلاح شحادة٬ وتمت عملية الاغتيال بصاروخ أطلقته مقاتلة من طراز "إف-16" واستشهد مع شحادة 12 فلسطينيا آخرين من بينهم زوجته وإحدى بناته، وأصيب أكثر من 140، فضلا عن تدمير مربع سكني بالكامل.
واستخدمت قوات الاحتلال أكثر من طن من المتفجرات في العملية، التي عرفت بمجزرة "حي الدرج" وهو اسم أحد أحياء غزة المكتظة بالسكان.
وأكد بيان لجيش الاحتلال أن "الغارة الجوية استهدفت القائد العسكري لحركة حماس صلاح شحادة وأصابته" وأضاف أن "شحادة كان وراء مئات من الهجمات التي شنت على مدى عامين على الجيش الإسرائيلي ومدنيين في إسرائيل".
عدنان الغول
في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2004، استهدفت طائرة إسرائيلية بصاروخ سيارة كان عدنان الغول يستقلها مع الشهيد عماد عباس أحد خبراء المتفجرات في كتائب القسام؛ وهو ما أدى إلى استشهادهما وإصابة عدد من المارة.
وخرج مئات الآلاف من سكان غزة لوداعه وتشييعه تقدمتهم قيادات من حركة حماس وعشرات المسلحين من كتائب القسام. أطلقت كتائب القسام اسمه على بندقية القنص "غول"، التي كشفت عنها في آب/ أغسطس 2014 خلال الحرب على غزة، ووصل مداها إلى كيلومترين.
والغول هو قائد وحدة التصنيع العسكري في كتائب عز الدين القسام في غزة في الفترة ما بين 1994 و2004، أطلق عليه لقب "أبو الصواريخ القسامية" و"رائد التصنيع العسكري" بالنظر لدوره المهم في تطوير ترسانة أسلحة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
محمود أبو هنود
في مساء 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2001 وأثناء قيام الناس بأداء صلاة التراويح من شهر رمضان المبارك، قامت طائرات الاحتلال بقصف السيارة التي كان يستقلها أبو الهنود ورفيقا دربه مأمون وأيمن حشايكة وليرتقيَ ثلاثتهم شهداء.
وتعرَّض أبو الهنود لمحاولة اغتيال فاشلة في 26 اب/ أغسطس 2000، حيث إنه خاض اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه. وأدّى الاشتباك إلى وقوع ثلاثة قتلى من جنود الاحتلال، وإصابته بجراح، قبل أن يتمكن من الانسحاب باتجاه مدينة نابلس، ويُقدَّم له العلاج، ولتقومَ بعدها أجهزة أمن السلطة باعتقاله، والحكم عليه لمدة 12 عامًا.
يحيى عياش
في 5 كانون الثاني/ يناير 1996٬ اغتال جهاز الشاباك الإسرائيلي القيادي في كتائب القسام يحيى عياش وبمساعدة عميل، وضع الاحتلال مواد متفجرة في جهاز هاتف محمول كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية.
وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 نشرت القناة 13 الإسرائيلية تسجيلا صوتيا للحظة اغتيال عياش في مكالمته الأخيرة مع والده. وأعلنت السلطة الفلسطينية أن كمال حماد (خال أسامة حماد أحد رفاق عياش وزميله بالجامعة) هو من تعاون مع إسرائيل في عملية الاغتيال.
عماد عقل
في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993 ٬ استشهد عماد عقل في حي الشجاعية, شمال قطاع غزة, وعمره آنذاك لم يتجاوز 22 عاما. وحاصرته وعددا من رفاقه قوات الاحتلال الإسرائيلي مُكونة من 60 مدرعة، ولم يستسلموا وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الاحتلال.
واستشهد عماد ومن كان معه، بعد إصابته في وجهه بقذيفة مضادة للدروع. وحاول الاحتلال اغتياله عدة مرات لأكثر من عامين لكنه فشل في ذلك، واستطاع عقل الإفلات من قبضة الاحتلال وحواجزه الأمنية مرات عديدة، لذا اعتبر الاحتلال اغتياله إنجازا.