سلطت صحف
الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على تبني مجلس
الأمن الدولي مشروع قرار يدعم خطة وقف إطلاق النار في قطاع
غزة، قدمته الولايات المتحدة الحليفة الأولى للاحتلال في حرب الإبادة التي يرتكبها ضد
الشعب الفلسطيني.
وتستعرض "
عربي21" أبرز ما ورد في تغطية
صحف الاحتلال لقرار
مجلس الأمن، والذي حظي بموافقة كامل أعضاء المجلس على المقترح
الأمريكي لوقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل للأسرى، وقد خلا من أي فيتو روسي أو صيني.
وأشارت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية
إلى أن حركة
حماس سارعت إلى الترحيب بالقرار، لكن السفارة الأمريكية اتهمتها بعدم
التوصل إلى اتفاق، معتبرة أن "هذه رسالة واضحة لحماس، أن إسرائيل وافقت
والقتال يمكن أن يتوقف اليوم".
ولفتت الصحيفة إلى أن النسخة الأصلية من الاقتراح
الأمريكي كانت تدعو "حماس" إلى قبول الصفقة بالكامل، وتنفيذ شروطها دون تأخير ودون
شروط، لكن الدعوة الآن أصبحت موجهة إلى إسرائيل لتنفيذ الصفقة كما هي.
وبيّنت أن عدم استخدام الصين وروسيا لحق النقض، يشير
إلى أن الولايات المتحدة غيرت التفاصيل بالتنسيق مع أعضاء مجلس الأمن، حتى يتم
تمرير الاقتراح بأكبر قدر ممكن من الاتفاق.
وأضافت أن "قرار مجلس الأمن يضع إسرائيل وحماس
في المعادلة نفسها"، مؤكدة أن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة قبل التصويت بأن
الصياغة الحالية للاقتراح تتضمن إشكالية ولا تعكس الخطوط العريضة الإسرائيلية
للصفقة.
وتابعت: "في النسخة السابقة أكدت أن إسرائيل
وافقت على أنه مقابل عودة جميع المختطفين تنتهي
الحرب، وتنسحب القوات الإسرائيلية
بشكل كامل من قطاع غزة، إلا أن تل أبيب تؤكد أن اتفاق إنهاء الحرب كان فقط بشرط
ألا تعود حماس القوة الحاكمة في غزة".
واهتمت الصحيفة بتصريحات السفير الأمريكي لدى الأمم
المتحدة الذي أكد أن مجلس الأمن أرسل رسالة واضحة إلى "حماس": "اقبلوا المقترح
المطروح على الطاولة، فإن إسرائيل وافقت عليه بالفعل، ويمكن وقف القتال اليوم إذا
قبلت حركة حماس".
تجنب الخلافات بين واشنطن و"تل أبيب"
وتطرقت "يديعوت" إلى قرار السفير
الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، عدم التحدث في الجلسة، من أجل التركيز
على الضغط على حماس، وليس لتسليط الضوء على الاختلافات بين تل أبيب وواشنطن، منوهة
إلى أن التي تكلمت بدلا عنه هي ريوت شابير بن نفتالي المنسقة السياسية في البعثة الإسرائيلية الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وأضافت أن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لم
يتحدث أيضا في الجلسة، مشددة على أن قرار مجلس الأمن هو خطوة جديدة تشهد على
الضغوط الشديدة التي يمارسها الرئيس الأمريكي جو بايدن للترويج للصفقة، والتي يأمل
من خلالها إنهاء الحرب في غزة بشكل كامل.
أما صحيفة "
إسرائيل هيوم" العبرية فأوردت
خبر موافقة أعضاء مجلس الأمن على المقترح الأمريكي، ومن ثم ترحيب حركة حماس
بالقرار، مؤكدة أن معنى القرار هو الحد من حرية إسرائيل في العمل، وخلق المزيد من
النفوذ لإنهاء الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن المقترح يدعو "حماس" إلى قبول
الخطوط العريضة التي قدمها بايدن في خطابه بوقت سابق من هذا الشهر، مع الإشارة إلى
أن إسرائيل وافقت عليه بالفعل، مشيرة إلى أنه في المسودة السابقة، تم استخدام صيغة
مختلفة قليلا، وقد ذكر أن الاقتراح "مقبول" لإسرائيل فقط.
ونقلت عن المندوب الأمريكي قوله: "الاقتراح
الذي وافقت عليه إسرائيل يكاد يكون مطابقا لمطالب حماس، وهذا هو الاقتراح المطروح
على الطاولة والذي وافقت عليه إسرائيل، ولا يمكن لحماس أن تنفذ هجوم 7 أكتوبر مرة
أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الناحية التاريخية، فإن
موافقة مجلس الأمن على وقف إطلاق النار له أهمية كبيرة، وهو ما تجسد حينما دخل وقف
إطلاق النار في حرب لبنان الثانية حيز التنفيذ، بعد يومين فقط من صدور القرار 1701
من مجلس الأمن.
وتطرقت "إسرائيل هيوم" إلى الموقف المؤيد
للسلطة الفلسطينية للقرار وكذلك الموقف المرحب من حركة حماس، إلى جانب ترحيب
الخارجية الأمريكية بالقرار الذي يقضي بوقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة.
وفي الإطار ذاته، ذكرت صحيفة "
معاريف"
العبرية أن موافقة مجلس الأمن على المقترح الأمريكي، يمثل إنجازا للولايات
المتحدة، وهو ما يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للمشاركة الأمريكية في وقف إطلاق النار،
وذلك أيضا لأنه يحدث عندما يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تل أبيب.
مشاورات محمومة
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات السفيرة الأمريكية لدى
الأمم المتحدة والتي قالت بعد التصويت إن "حماس يمكنها الآن أن ترى أن
المجتمع الدولي متحد خلفها، ويوافق على الاقتراح نفسه"، مضيفة أن "حماس" سارعت
إلى الترحيب بقرار مجلس الأمن.
ونوهت إلى أن المقترح الأمريكي تم تداوله بين أعضاء
مجلس الأمن قبل بضعة أيام، وكان بمثابة نقطة محورية للمناقشات والمشاورات
المحمومة، التي جرت بين أعضاء المجلس، وكبار المسؤولين من الأعضاء الخمسة
الدائمين.
وبيّنت أن روسيا والصين لم تفشلا المقترح الأمريكي،
وجاءت موافقتهما بعد جهود وطلبات من كبار ممثلي الدول العربية، مضيفة أن
"الجهود الناجحة التي بذلها العرب لإقناع روسيا والصين بتجنب استخدام حق
النقض، هي قصة دبلوماسية رائعة"، على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أن تل أبيب تعارض البند الثالث في
المقترح الأمريكي، والمتعلق بأنه إذا استمرت المفاوضات للإفراج عن الأسرى أكثر من
ستة أسابيع، فإن وقف إطلاق النار سيستمر، وهو البند الذي يعطي "حماس" فرصة لتأجيل
المفاوضات وتأخير الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى.
وتابعت: "الأرجح أن القرار والموافقة عليه
سيطرحان للنقاش في المحادثات التي سيعقدها بلينكن في إسرائيل".