بعد أن واجهت سلطات
الاحتلال قبل السابع من أكتوبر جبهة واحدة
متمثلة بقوى المقاومة في الضفة الغربية، فإنها اليوم بعد الحرب بات عليها أن تواجه
جبهات عسكرية وسياسية عديدة، والوضع يزداد سوءاً، ولا نستطيع تحقيق أهداف الحرب في
الشمال والجنوب.
داني ياتوم، الرئيس السابق لجهاز الموساد،
أكد أنه "بعد ثمانية أشهر، لا يزال العديد من المختطفين في أنفاق
غزة، وآلاف النازحين
بعيدون عن العودة لمنازلهم، حيث يتم تدمير المستوطنات في الشمال بنيران حزب الله، وتسمع
أصوات الإنذار الأحمر في المستوطنات المحيطة، رغم أن الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي
في جميع أنحاء القطاع لن يهزم
حماس بالتحركات العسكرية، ولن يعود المختطفون وسكان المستوطنات
في الشمال والجنوب بسلام إلى بيوتهم بسبب الضغط العسكري، دون ترتيبات سياسية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
معاريف"،
وترجمته "عربي21" أن "اللافت في التطورات السياسية المحيطة بالاحتلال
أن دول العالم تكثف ضغوطها على إسرائيل، رغم أنها دعمته في بداية الحرب، بل إن دولا
حليفة لنا مثل فرنسا وألمانيا تؤيد قرار المدعي العام للمحكمة الدولية في لاهاي بإصدار
مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الحرب، وهذا أمر شنيع، لا يمكن تصوره، وفاضح
وغير مقبول".
وأوضح ياتوم، الذي أشرف على حادثة الاغتيال
الفاشلة لخالد مشعل قائد "حماس" في التسعينيات، أنه "في كل الفوضى والانقسام الكبير
الذي يعيشه الاحتلال، فإن من الأهمية بمكان تسليط الضوء على العمل اليومي الصعب والمرهق
الذي تقوم به قوات الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة في المدن
الرئيسية: جنين ونابلس وطولكرم والخليل، وينفذ الجيش هجماته بناء على المعلومات الدقيقة
التي يتلقاها من جهاز الأمن العام - الشاباك، بجانب معلومات تأتي من استجوابات الأسرى،
ويقدم رجال التكنولوجيا والإنترنت مساهمتهم المهمة في إنشاء شبكة استخباراتية".
وختم بالقول إنه "رغم كل ذلك، فإن
الجهود العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة، لا تملك القدرة على منع جميع الهجمات المعادية،
والقضاء عليها، أو هزيمة قوى المقاومة العاملة في هاتين المنطقتين.. ما هو ممكن فقط
هو إحباط بعض العمليات، وإلحاق أضرار كبيرة بتنظيماتها، دون القضاء المبرم عليها، لأن
ذلك بحاجة إلى عملية سياسية أوسع".