شدد المؤرخ الأمريكي من أصول
فلسطينية، والأستاذ في جامعة كولومبيا، رشيد خالدي، على استحالة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قبل
الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حربا مدمرة على قطاع
غزة.
وقال خالدي في مداخلة عبر البرنامج الحواري الأمريكي "الديمقراطية الآن": "لن يتم القضاء على حماس مهما فعلت إسرائيل في غزة. وحتى لو هزمت إسرائيل شبكة حماس العسكرية بأكملها، وحتى لو قتلت كل مقاتل من حماس، فإن حماس ستستمر كحركة سياسية، وستستمر حماس في الحصول على الدعم".
وأضاف أن "فكرة أن ما فعلته حماس في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، استبعدها من الحكم الفلسطيني، هي فكرة خيالية إسرائيلية وأوروبية وأمريكية"، بحسب تعبيره.
وشدد خلال توجهه بالحديث إلى الإدارة الأمريكية، على أن "المفاوضات لا تجري مع الأشخاص الذين وافقوا بالفعل على شروطها"، في إشارة إلى المساعي الرامية للتوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.
وتابع خالدي بالقول: "لم يكن بإمكانك فعل ذلك في أيرلندا، وكان عليك إحضار الجيش الجمهوري الأيرلندي، ولم يكن بإمكانك فعل ذلك في جنوب أفريقيا، وكان عليك إحضار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولم يكن بإمكانك فعل ذلك في الجزائر، وكان عليك إحضار جبهة التحرير الوطني. هذه المجموعات التي نفذت هجمات مروعة ضد المدنيين، تم وصفها بالإرهابيين أو قطاع الطرق، لكن الأشخاص الوحيدين الذين تحتاج حقا للتفاوض معهم هم الأشخاص الذين يحملون الأسلحة".
وأردف: "إلى أن تصل هذه الحقيقة إلى جماجم الناس السميكة في واشنطن ولندن وباريس، فلن نذهب إلى أي مكان".
وأشار إلى أن قادة الولايات المتحدة يثيرون غضب "أجيال بأكملها" في العالم العربي وخارجه، وذلك بسبب الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.
كما شدد المؤرخ الأمريكي خلال حديثه على أن "الوضع في غزة لا يوصف"، مشيرا إلى أن ما يحصل من أحداث مؤلمة "ستترك أثرا على الأجيال القادمة".
ولليوم الـ81 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفا مجازر مروعة بحق المدنيين، خصوصا الأطفال والنساء منهم.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 20 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ54 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.