كشف مسؤولان أمريكيان، عن مطالبة الولايات المتحدة لدولة
الاحتلال الإسرائيلي بتقليص منطقة القتال في حال شنت هجوما على مناطق جنوب قطاع
غزة عقب استئنافها العدوان لمنع تكرر حدوث دمار هائل وسقوط عدد كبير من الضحايا على غرار ما جرى في الشمال.
ونقلت رويترز عن المسؤولين الأمريكيين، دون الكشف عن هويتهما، أن الولايات المتحدة طالبت الاحتلال أيضا بتوضيح الأماكن التي يمكن للمدنيين
الفلسطينيين اللجوء إليها خلال أي عملية عسكرية ضد جنوب قطاع غزة.
وأوضح المسؤولان، أن واشنطن تتفهم رغبة الاحتلال في القضاء على حركة حماس في جنوب غزة، لكنها تعتقد أن هناك حاجة لمزيد من الحذر في المنطقة المكتظة بالسكان.
وكان الاحتلال أجبر خلال عدوانه الوحشي على مدى نحو 50 يوما، نحو 1.7 مليون نسمة على النزوح نحو مناطق جنوب قطاع غزة، بزعم أنها آمنة من القصف الإسرائيلي، إلا أن آلة الموت الإسرائيلية واصلت استهدافها، ما أسفر عن مجازر مروعة بحق المدنيين.
وشن الاحتلال عدوانا واسعا على مناطق شمال غزة عقب إعلانه التوغل بريا في القطاع المحاصر، حيث استهدف المستشفيات والمرافق الصحية بشكل رئيسي، ما أسفر عن خروجها بشكل كامل عن الخدمة بسبب نفاد الوقود أو اقتحامها من قبل قوات الاحتلال عقب حصار خانق وقصف عنيف ضد مرافقها.
وتسببت المجازر الإسرائيلية المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين من مرضى ومصابين ونازحين في مستشفيات شمال قطاع غزة، في تصاعد حدة الانتقادات الدولية ضد الاحتلال وداعميه، على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته.
ولفت أحد المسؤولين، إلى أنه "بالنظر إلى أن مئات الآلاف من المدنيين فروا إلى الجنوب، بناء على طلب إسرائيل، فإننا نعتقد أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تمضي قدما إلا بعد أن يأخذ التخطيط العملياتي في الاعتبار وجود العديد من الأبرياء".
وأضاف أن على قوات الاحتلال استخلاص الدروس من العمليات التي أجرتها في الشمال خلال تخطيطها من أجل الحماية من تكرر سقوط ضحايا من المدنيين، "بما في ذلك أمور مثل تقليص منطقة القتال وتوضيح المناطق التي يمكن للمدنيين اللجوء إليها".
وفي 24 تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، دخلت الهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيام بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ بعد مفاوضات طويلة بوساطة قطرية ومصرية، وتلا ذلك على مدى الأيام الماضية تبادل للأسرى على دفعات بين الجانبين، قبل أن يتم الإعلان عن تمديد التهدئة يومين إضافيين.
وقبل انتهاء مدة التمديد الأول صباح اليوم الخميس بدقائق، تم الإعلان عن تمديد ثان للهدنة الإنسانية المؤقتة ليوم إضافي بنفس الشروط والمعايير المتفق عليها.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي على قطاع غزة إلى أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم نحو 6 آلاف طفل و4 آلاف سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على 35 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.