حالة عامّة من مشاعر الغضب الممزوج بالعتب الصارخ، بات ينشرها جل
الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الغزّاويين خاصة، تجاه الدول العربية، في إشارة إلى أنهم وجدوا أنفسهم مُنفردين في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وفي حماية المسجد الأقصى.
ورصدت "عربي21" جُملة من المنشورات ومقاطع فيديو، للفلسطينيين، ممّن عبّروا عن التخاذل الذي يكتنز جوفهم من العرب؛ حيث يشعر سكان
غزة البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة، بصدمة كبيرة وبغضب شديد جراء المواقف العربية الرسمية "المتخاذلة" تجاه عدوان الاحتلال الهمجي المدمر والمستمر منذ 31 يوما، ضد كل ما هو فلسطيني في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.
ألم وأنين لا يُسمع..
لا يزال القطاع المحاصر الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربعا، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، يعيش على إيقاع قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، الذي لم يرحم لا حجرا ولا بشرا، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الإنسانية، وكافة المواثيق الدولية، حيث اعتدى بأساليب ممنهجة على المدنيين، خاصة إثر قصفه على المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد وغيرها..
وفقا لبنود قانون منع الحرب أو القانون الدولي الإنساني فإنه يجب تقييد اللجوء إلى القوة، والحد من المعاناة الناجمة عن الحرب. بغض النظر عن مبرراتها أو أسبابها، أو منع نشوبها، ويحظر قصف كل من المساجد والكنائس، والمدارس، وهي الأماكن التي "لا يجوز مهاجمتها ما لم تُستغل لأغراض عسكرية"؛ غير أن الاحتلال الإسرائيلي، ومن يدعمه، ضربوا عرض الحائط كافة القوانين، وتجبّرو في غزة، بقصف انتقامي وعشوائي، طال كل شيء.
ويقول جُل المواطنين من غزة على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي: "إننّا نوثق لكم كل شيء، نستشهد بالصوت والصورة، تعرفون أننا حرمنا الماء والمؤونة والمأمن، نفترش الركام والقصف متواصل فوق رؤوسنا، ولم يتدخل أحد، لإيقاف هذا الإجرام المقترف علينا، نشعر بالخذلان..".
واختار آخرين بث عتابهم بالشكل المباشر، مثل الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة، الذي قال في إحدى المنشورات: "تعطّل الإنترنت مرة أخرى، وصدقني أو لا تصدق، كنت سعيدًا، لأن بعد ما قدَّمناه للعالم، لم يفعل أحد شيئًا سوى قول "نأسف جدًا"، ولا أحد فعل شيئًا"، مضيفا "الناس يشاركون قصصي وصوري، والمنشور الثاني لهم في قصصهم هو الاستمتاع بوقتهم.. لذا، ليس هناك حاجة لمشاركة أي شيء، ولا نريد شفقتكم!".
وفي الوقت الذي رجّت فيه منصات التواصل الاجتماعي، بصور وفيديوهات توثق لموجة غضب جُل الشعوب، في مظاهرات ومسيرات شعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، قالت سيدة من القطاع، في مقطع غاضب، اجتاح كالنار في الهشيم كافة الحسابات: "لا نريد منكم مظاهرات بل مساعدات ملموسة، نحن هنا نُباد".
وتدخل جُل المساعدات الإنسانية من "
معبر رفح"، وهو المعبر البري الوحيد الذي يفتح، لكن ما يمر منه لا يشكل سوى نقطة صغيرة في بحر ما باتت غزة في حاجة ماسّة إليه. ومنذ الانطلاق في إدخال المساعدات التي توصف بـ"المحدودة جدا"، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دخلت 450 شاحنة على الأقل للقطاع محملة بالأغذية والمياه ومستلزمات صحية.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد، عن إنزال القوات الجوية الأردنية مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج، على قطاع غزة المحاصر، دخل شهره الثاني، فيما يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر المروعة بحق المدنيين ما أسفر عن ارتقاء عشرات آلاف الشهداء والمصابين جلهم من الأطفال والنساء.
وشنت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي عدد من الغارات العنيفة على مختلف مناطق غزة، بالتزامن مع انقطاع كافة خدمات الاتصالات والإنترنت للمرة الثالثة عن القطاع وسط تحذيرات من مجازر جديدة بعد عزل الغزيين عن العالم.
وارتقى أكثر من 45 شهيدا جراء قصف الاحتلال منزلين في دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة. وفي قصف آخر استشهد 15 فلسطينيا في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.