بلا انقطاع، تواصل حكومة
الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الدموي ضد قطاع
غزة لليوم الـ28 على التوالي، وهي تحاول بشتى الطرق مضاعفة معاناة السكان والتضييق عليهم، وحتى إخفاء ما تقوم به من عشرات المجازر اليومية بحق الإنسان
الفلسطيني.
وفي سبيل تحقيق ما تسعى له "تل أبيب" ضد غزة، قامت بتدمير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات والإنترنت والكهرباء في العديد من مناطق القطاع منذ أول يوم لعدوانها المستمر، وهو ما وثقته "عربي21"، من خلال تدمير ما ذكر سابقا بالصواريخ شديد الانفجار في منطقة الرمال وسط غزة، التي تعد مركزا لخدمات الاتصالات والانترنت.
التعتيم على المجازر
ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام أكثر من مرة بعزل القطاع كاملا عن العالم، بعد فصل الاتصالات وخدمات الإنترنت بالكامل على مناطق قطاع غزة كافة، وهو ما تسبب بكوارث إنسانية، عبر عدم مقدرة المواطنين عن التبليغ عن أماكن المجازر التي ارتكبها من أجل انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى، وكذلك غياب كبير للتغطية الإعلامية لتلك الجرائم.
وفي قراءته لتكرار قطع الاحتلال الاتصالات والإنترنت بالكامل وعزل قطاع غزة المحاصر عن العالم، أكد السياسي الفلسطيني والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، أن "قطع إسرائيل للاتصالات والإنترنت عن القطاع، يأتي ضمن سياسة تضييق الخناق على أهلنا في غزة".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذه طريقة أخرى لزيادة معاناة السكان، عدا عن منع تزويد القطاع بالوقود وما يكفي السكان من الماء والغذاء والأدوية، فجاء موضوع الاتصالات كخطوة إضافية".
ونبه زحالقة إلى أن "الجزء الأهم في هذا الجانب بالنسبة لإسرائيل، أن قطع الاتصالات هو جزء من المعركة العسكرية والتعتيم على ما تقوم به، فالهدف مزدوج هنا؛ تعتيم على العمليات العسكرية ذاتها، والأهم هو التعتيم على الجرائم الكبرى والمجازر التي ترتكبها القوات والطائرات الإسرائيلية، والتي يتم تغطيتها في كثير من الأحيان بشكل فوري، ولكن تبقى تغطية هذه الجرائم والمجازر شبه مستحيلة في ظل قطع الاتصالات والإنترنت".
وأكد أن "قطع الاتصالات هو جزء من الجريمة العسكرية الإسرائيلية في تضييق الخناق على غزة، وهي مكملة للمجازر ضد المواطنين، وأيضا جزء من عملية التمويه وإخفاء ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة"، مؤكدا أن "قطع الاتصالات والإنترنت، تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد أهلنا في غزة".
انتهاك جسيم للحقوق
من جانبه، أوضح الكاتب حسام الدجني، أن "قطع الاتصالات بالكامل والإنترنت من قبل الاحتلال، يأتي في سياق العدوان على القطاع ومحاولة طمس الحقيقية في ظل حرب الرواية في الإعلام الدولي، ونجاح الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين في نقل معاناة غزة، والمساهمة في التحول الكبير في الرأي العام".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "طمس حقيقة ما يجري في القطاع من مجازر وجرائم حرب، يمكن أن يساعد إسرائيل في ارتكاب المزيد من المجازر مع قلة عدد الصور والأخبار التي قد تنشر".
بدوره، أوضح رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن "قطع الاتصالات والإنترنت، يعد جريمة من جرائم الحرب المقترفة بحق الفلسطينيين المدنيين، حيث تمنع تواصل السكان مع الخدمات المنقذة للحياة، وتعيق تواصلهم للاطمئنان بعضهم على بعض، كما تجعل من قطاع غزة سجنا كبيرا معزولا عن العالم الخارجي".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "قطع الاتصالات والإنترنت، هو أيضا انتهاك للحريات العامة ولحق الرأي والتعبير وللوصول والتواصل مع القطاعات الخدمية المختلفة، مثل الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني والمستشفيات وغيرها، وذلك في ظل هذه العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، الذي يحتاج فيه السكان إلي التواصل".
وأضاف عبد العاطي: "لذلك؛ يعد هذا الإجراء انتهاكا جسيما للحقوق، عدا منع الفلسطينيين والعالم من مشاهدة الجرائم والفظائع والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد المواطنين".
وطالب الحقوقي الفلسطيني بـ"تدخل دولي لوقف جرائم الحرب ضد الإنسانية والإبادة، وبما في ذلك رفع العقوبات الجماعية وضمان تمكين المواطنين من الحد الأدنى من الاتصالات، وإمكانية التواصل وإعادة الكهرباء والمياه، ورفع الإجراءات العقابية كافة على السكان المدنيين".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 9061 شهيدا؛ بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة، والجرحى لأكثر من 32 ألف إصابة بجروح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، حيث ارتكب 965 مجزرة بحق العائلات.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "
حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى؛ ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".