بالتزامن مع بدء
مصر في قبول أعداد
محدودة من الجرحى عبر حدودها مع
غزة، كشف السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا أن
إسرائيل طلبت من الدول الأجنبية إرسال مستشفيات عائمة لتقديم المساعدة في علاج
الجرحى الفلسطينيين الذين يُسمح لهم بمغادرة
قطاع غزة الذي تمزقه الحرب إلى
مصر.
يضاف
ذلك إلى جانب نوايا فرنسية بإرسال السفينة "تونير" إلى شرق البحر المتوسط فيما
وصفتها بمهمة لدعم مستشفيات غزة، معطيات تطرح علامات استفهام حول السيناريوهات المحتملة من غاية إسرائيل
من تلك المطالب؟
تمهيد لقصف مستشفيات غزة
مدير الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد
شنيكات قال لـ"عربي21"، إن إسرائيل طيلة الفترة الماضية تزعم أن فصائل المقاومة
الفلسطينية تستخدم المستشفيات للاختباء بها، اليوم وفي ظل مطالباتها
بسحب المرضى والجرحى إلى المستشفيات
العائمة في مصر، سيسهل عليها قصف تلك المستشفيات.
وأضاف شنيكات: "إسرائيل تمنع دخول الوقود، وتسمح بعدد محدود من المعدات
الطبية، وتواجه ضغطا من المجتمع الدولي يتعلق بقصفها للمستشفيات، وقد
يكون إنشاء مستشفيات عائمة طريقة للخروج من ذلك الضغط".
وأشار إلى أن "كل المؤشرات تقول إن إسرائيل ترغب بالاستمرار في الحرب في نفس الوقت تأخذ بعين الاعتبار الاعتراضات التي يتحدث بها
المجتمع الدولي، فيما يتعلق بالوضع الإنساني".
وكانت إسرائيل طلبت من
فرنسا ودول أوروبية أخرى إرسال سفن مستشفيات عائمة لاستقبال جرحى غزة في ميناء العريش المصري القريب من القطاع الفلسطيني.
ونقلت رويترز عن مسؤول رفض الكشف عن هويته، أن المستشفى الفرنسي العائم "تونير" يضم 70 سريرا بالإضافة إلى غرفتي عمليات، مضيفا أن إسرائيل طلبت أيضا من إيطاليا إرسال سفينة عائمة لكنها لم تتلق ردا حتى الآن.
تهجير قسري مبطن
أستاذ العلوم السياسية محمد القطاطشة قال إن "
الاحتلال الذي قتل عشرات الآلاف لن يكون خائفا على الجرحى والمصابين بإنشاء مستشفيات عائمة لعلاجهم، مخطط تهجير أهالي غزة بات واضحا، وإذا نجح سيتبعه تهجير لأهالي الضفة الغربية إلى الأردن".
وأضاف: "بناء مستشفيات عائمة يعني أن أهالي غزة سيكونون في المياه الدولية، بالتالي فإسرائيل ستمنع إرجاعهم أو استقبالهم، لأنها تعتبرهم من عائلات حماس التي تصنفها على أنها داعشية
والعالم سيرضخ حينها، بالتالي إسرائيل تعمل على مخطط خطير ولكن العالم تماهى معها في هذا الموضوع".
ويرى شنيكات أن "سيناريو التهجير مرتبط بعدد الجرحى وعدد من سيدخل لمصر، بالتالي فازدياد العدد والتوسع في إنشاء المستشفيات، قد يكون نذيرا بمخطط تهجير قسري".