تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مقطعا مصورا لحديث قاض
مصري في محكمة شبرا الخيمة بالقاهرة، متحدثا عن الأوضاع في الأراضي المحتلة، والعدوان على
غزة.
وطلب القاضي، من رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي والقوات المسلحة التضامن مع القضية الفلسطينية بالفعل وليس بالكلام فقط، والعمل على إيقاف المجازر التي يتعرض لها سكان غزة.
وأكد القاضي استعدادهم للمشاركة في رد
العدوان قائلا: "مستعدون لخلع وشاح وعباءات القضاة وارتداء البدلة العسكرية".
تزامن هذا مع
تظاهرات شبه يومية في عدة مدن بمصر، دعما للقضية الفلسطينية ونصرة لغزة واستنكارا للمجازر التي يرتكبها الاحتلال في القطاع.
والجمعة احتشد الآلاف في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة دعما لفلسطين وتأكيدا أن تلك التظاهرات خرجت من أجل غزة لا من أجل التفويض الذي يسعى أنصار السيسي لمنحه إياه.
واختتمت يوم أمس في مصر قمة القاهرة للسلام التي دعا إليها السيسي لمناقشة التطورات في غزة.
وقالت وسائل إعلام، مساء السبت، إن خلافات بين القادة والأطراف العربية والغربية التي شاركت في القمة حالت دون إصدار بيان ختامي عقب انتهاء أعمال القمة، التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر دبلوماسية قولها إن "الخلافات دبت بين المجموعة العربية المشاركة في قمة القاهرة، مع المسؤولين الأوروبيين الحاضرين، وذلك على خلفية وضع جملة (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وإدانة صريحة لحماس في البيان الختامي".
وظهرت تلك الخلافات داخل الجلسة المُغلقة الخاصة بإصدار البيان الختامي للقمة، طبقا لما أوردته المصادر ذاتها.
ولفتت المصادر إلى أن "هناك اختلافات بين المشاركين في القمة حول المفاهيم والموقف السياسي من أطراف النزاع، مثل الموقف من حركة حماس، لذا، فقد قام ممثلو الغرب المشاركون في القمة بعرقلة صدور البيان الختامي".
وبحسب المصادر، فقد سعى ممثلو الغرب إلى النص صراحة على "إدانة لحركة حماس في البيان الختامي، ورفض إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المُحاصر".
ونتيجة لهذه الخلافات، فقد أصدرت الرئاسة المصرية بيانا يُعبّر عن وجهة نظرها في الأحداث المتفاقمة في غزة، ويشير إلى ما كانت تتطلع إليه القاهرة عبر دعوتها لهذه القمة.
وذكر بيان الرئاسة المصرية أن "مصر لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات، مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته".