تتوالى مشاهد المأساة الإنسانية التي تبكي القلوب من
غزة، وتفضح بطش الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في رد وصف بـ"القاسي" على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس، من أجل الرد على سنوات طويلة من الظلم والمعاناة.
ومن بين مشاهد مروعة كثيرة، رصدتها "عربي21"، ما حلّ بعائلة فادي البابا، الذي رزق بأربعة توائم (ثلاثة ذكور وبنت) قبل شهر ونصف فقط، بعد 16 عاما من الزواج، بعد عملية تخصيب صناعية؛ استشهدوا جميعا إلى جانب والدتهم، وفاء السويركي، في غارة للاحتلال، أبادت 16 شخصا من العائلة.
وفي السياق نفسه، تداولت عدد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، صورا للتوائم الأربعة، معبرين عن أسفهم ممّا يعيشه أهالي غزة في الأيام الأخيرة من استبداد وظلم وحملات إبادة على أيادي الاحتلال الإسرائيلي.
وكتب عبد الكريم باسل، تدوينة على حسابه في "فيسبوك"، جاء فيها: "عمتي مها أم فادي وزوجها العم أبو فادي البابا، وبناتهم أزهار وآية وبيسان وابنهم محمد المحامي أبو أنس، وزوجة أخيهم حسن وأطفالها الثلاثة، وزوجة أخيهم فادي وأطفالها الأربعة بعد أن رزقه الله إياهم بعد انتظار 16 سنة".
وتابع باسل: "كلهم شهداء بإذنه تعالى في آن واحد بعد استهداف منزلهم في حي الشيخ رضوان ليلة أمس"؛ فيما كشفت وزارة الصحة
الفلسطينية في غزة، تجاوز عدد الشهداء الأطفال رقم 1500 منذ بداية القصف العشوائي على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
تجدر الإشارة إلى أنه في اليوم الخامس عشر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال طائرات الاحتلال تشن غارات كثيفة على القطاع، فيما تعقد الجارة مصر قمة سلام، وبدأت شاحنات المساعدات المكدسة على الجانب المصري بالدخول إلى القطاع المحاصر.
واستشهد عدد من الفلسطينيين، ليل الجمعة/ السبت، في قصف نفذه طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة. استهدف القصف منزل عائلة أبو أسد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة عدد آخر، وذلك في اليوم الخامس عشر للعدوان الإسرائيلي على القطاع.
كما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، السبت، أن إسرائيل اعتقلت ما يزيد عن 100 فلسطيني في الضفة الغربية خلال يوم واحد، بينهم قيادات من حركة "حماس"، ليرتفع عدد المعتقلين إلى 1050 منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.