سياسة عربية

السيسي عن أحداث غزة: مستعدون للوساطة.. وهناك شائعات ومغرضين (فيديو)

السيسي قال إن "كل صراع لا يؤول إلى السلام هو عبث لا يُعوّل عليه"- الأناضول
أعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، استعداد بلاده لتسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بـ "التنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط".

جاء ذلك في كلمة ألقاها السيسي، مساء الخميس، خلال حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية للعام الجاري.

وقال السيسي: "اتصالاتنا لا تنتهي؛ فنحن نتحدث مع الجميع، وهم أيضا يتحدثون معنا، ونحرص على وصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة. أقول ذلك لأن هناك شائعات ومغرضين"، وفق قوله.

وأضاف: "أنا أؤكد أننا لسنا في حالة صمت، بل نتحرك مع أشقائنا قادة الدول العربية، وأيضا مع أصدقائنا وحلفائنا من أجل إيجاد حل لهذا الموضوع"، مضيفا: "نحن متعاطفون، لكن ينبغي التعامل بعقولنا بخلاف التعاطف، حتى نصل إلى السلام والأمان بشكل غير مكلف".



وتابع السيسي: "نحن لم نُسبّب مشكلة لأحد، بل على العكس لدينا 9 مليون ضيف على أرض مصر. والخطورة بالنسبة لما يحدث في قطاع غزة فإنه يعني تصفية هذه القضية التي تعد قضية القضايا وقضية العرب جميعا".

وأكمل: "اليوم ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دؤوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ (أوسلو)، والمبادرة العربية للسلام، ومقـررات الشرعية الدولية، نتجه إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق".

سياسة منتصف العصا

ولم يدن رئيس النظام المصري، صراحة العدوان الإسرائيلي ضد أهالي غزة، بل حاول مسك العصا من المنتصف في إدانته لقتل المدنيين "من الجانبين"، بحسب ما يُفهم من تصريحاته.

وأضاف: "إدراكا مني، ويقينا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يُعوّل عليه؛ فإنني أدعو كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورا للمسار التفاوضي، تجنبا لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصيا أو دانيا إلا وأحرقته".

وتابع: "أؤكد بشكل واضح أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي، يُحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية".

وشدّد رئيس النظام المصري، على "ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد؛ فمن أجل السلام فليعمل العاملون".

عودة الحديث عن "الإرهاب"

واستدعى السيسي حديثه عما يصفه بـ"الإرهاب" الذي شهدته مصر في أعقاب انقلاب صيف 2013، حيث قال: "إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معا قوى الشر والظلام التي أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله أن يظل نور مصر باقيا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة، واجهنا الإرهاب والترويع، واستعدنا بناء المؤسسات، وواجهنا التحديات بالتنمية والبناء"، بحسب قوله.

وزاد السيسي: "سنظل نواجه كل التحديات بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطني عاقدين العزم أن تظل مصرنا في صدارة الأمم، وأن ينعم شعبها بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها وبالله من قبل ومن بعد".

وكرّر مُجددا ربطه ثورة يناير بالأزمات التي تشهده بلاده، قائلا: "الظروف صعبة منذ 2011، ونمر من أزمة إلى أزمة أخرى، لكن عزائنا أن الله سلّم بلدنا من كل شر وسوء، وهناك فارق كبير بين تكاليف حياة وإهدار حياة وخراب دول، وستظل مصر باقية وصادمة وقادرة بكم أنتم، ولن يستطيع أحد المساس بمصر إلا من خلالكم"، مضيفا: "أوعوا حد يفتنكم، وكفاية خراب الدول الأخرى"، على حد قوله.

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السادس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.