عبر
جنرال
إسرائيلي بارز عن خيبة أمله بعد نجاح جندي
مصري في اختراق الحدود والاشتباك مع
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، وتمكنه من قتل 3 منهم وإصابة رابع، معتبرا أنها
ضربة قوية للإنجازات الأمنية المبهرة التي حققتها تل أبيب خلال عشرات السنوات الماضية.
حدث
شاذ وخطير
وأوضح
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، في مقال بصحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "الحدث الأليم السبت على الحدود المصرية،
يخيم على الإنجازات المبهرة في كل ما يتعلق بالأمن الإسرائيلي مع مصر".
وأضاف:
"بعد 50 عاما، ومنذ حرب أكتوبر 1973، و44 سنة منذ اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل،
نتمتع بجبهة هادئة نسبيا، في الـ25 سنة الأولى من حياة إسرائيل، حاربت 4 مرات ضد مصر،
بينما منذ نحو 50 سنة يوجد هدوء".
وقال:
"لقد خلقت حدود السلام مع مصر أيضا إغراءً كبيرا لمهاجري العمل ومهربي السلاح
والمقاومين وغيرهم، وأغلقت إسرائيل هذه الثغرة في 2013، بإقامة عائق ناجع على طول
240 كيلو مترا، ومنذئذ بقيت أساسا مشكلة واحدة؛ تهريب السلاح والمخدرات، في السنوات
الأخيرة، تعلم الجيش والشرطة كيف يتعاونا ضد هذه الظاهرة".
ونبه
الجنرال إلى أن "عملية أمس خطيرة وشاذة، حتى نجاح منفذ واحد لعملية في اجتياز
العائق دون أن يلاحظه أحد، وكذا كونه جنديا مصريا، وكذا جسارته؛ الموضوع لا بد أنه سيحقق
فيه بما، في ذلك سلوك الجيش المصري، الذي أصدر الناطق بلسانه بيانا منكرا، ومن المهم
المطالبة بردود حقيقية من مصر، مهم أن نعرف إذا كان الجندي تلقى مساعدة من قادته، مهم
التأكد انه لا يوجد غيره من الجنود مع نية مشابهة".
وفي
ظل كل هذه الأسئلة المحرجة لتل أبيب، حذر بشدة من خطورة "الانجرار إلى أزمة ثقة
بين القاهرة وتل أبيب"، مضيفا: "رغم أن هذا حدث شاذ، ورغم أن عمل الكتائب
المشتركة (أولاد وبنات) على طول الحدود، ورغم الهدوء النسبي منذ عقد وأكثر، يجب أن
نتسلل إلى الأسئلة بالنسبة للمستوى التكتيكي".
قاعدة
حديدية
والنقطة
الأولى، بحسب آيلند، تتناول "موقع المقاتل والمقاتلة اللذين قتلا في ساعات الصباح
الباكر، إذا كانا في الموقع إياه، وإذا كان نعم، فلماذا؟ من يدرس عشرات المرات العمليات
المعادية التي كانت في الضفة الغربية والقدس، وعلى طول السياج مع غزة، سيكتشف أن أحداثا
قاسية وقعت حين كان جنديان في الموقع إياه، بينما الأحداث التي انتهت بتصفية سريعة
للمنفذ وقعت عندما كان الجنديان يتواجدان في مواقع بعيدة نسبيا".
وذكر
أن هناك "قاعدة حديدية في الدفاع والحراسة، هي "المساعدة المتبادلة"؛
وهذه لا يمكن الحصول عليها عندما يصطف جنديان في موقع واحد، وبالتأكيد إذا لم يكن هذا
الموقع يشرف عليه موقع آخر".
ونبه بأن هناك "مسألة تكتيكية ثانية تتعلق بملابسات سقوط الجندي الثالث، بقدر ما هو
معروف، فقد عثر على الجندي المصري وقوة عسكرية هاجمته وقتلته، ليس قبل أن يقتل المخرب
واحدا من جنود القوة ويصيب آخر، وهذا يذكرنا بسقوط نائب قائد كتيبة الدورية من الناحل
في شمال جنين في ملابسات مشابهة".
وبين
الجنرال أن "الجيش يدرب قادته على "السعي إلى الاشتباك"، وهذا جيد،
غير أنه من المهم بقدر لا يقل عن ذلك، أن نفهم على نحو صحيح شكل المعركة الذي نعلق فيها،
وفي هذه الحالة يدور الحديث عن مطاردة، وفي المطاردة، حين تكون طريق انسحاب المنفذ
إلى مصر مسدودة بستار، ومن اللحظة التي يعثر فيها عليه مرغوب فيه عدم الإسراع، بل التطلع
إلى جلب أقصى حد من القوة (بما في ذلك القوة الجوية)، والوصول إلى تصفيته بالطريقة الأكثر
أمانا، وليس الأكثر سرعة".