أثارت الأنباء المتداولة عن
خطة أمريكية جديدة لاستهداف مرتزقة "
فاغنر" الروس في
ليبيا وأفريقيا بعض الأسئلة حول الجهة الليبية التي تتعاون معها واشنطن في هذا الملف.
وأوردت جريدة "بوليتيكو" الأمريكية أن "هناك استراتيجية أمريكية جديدة لاستهداف مرتزقة فاغنر الروسية في
أفريقيا خاصة في ليبيا، مؤكدة أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صاغوا خارطة طريق جديدة لإخراج فاغنر من ليبيا وعدة بلدان أفريقية من المنطقة تحت مسمى الاستراتيجية الثمينة".
"استهداف التمركزات"
وذكرت الجريدة الأمريكية أن "واشنطن بدأت بتوسيع مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة في أفريقيا لثني الدول عن عقد شراكات مع فاغنر، مشيرة إلى أن العلاقات القوية بين الكرملين ودول أفريقية مثل ليبيا سببها تأمين المواقع النفطية المهمة"، وفق الجريدة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض حول ما كشفته الجريدة الأمريكية ولا تصريحات من قبل الجانب الليبي، سواء السياسي أو العسكري.
والسؤال: هل بدأت أمريكا فعليا بالتحرك عسكريا ضد مرتزقة فاغنر، ومع من ستتعاون في ليبيا؟
"قوة مشتركة"
من جهته قال الكاتب والمستشار السياسي السابق لحفتر والمقيم في أمريكا، محمد بويصير إن "ما يتوفر لدي من معلومات وما أعرفه عن ترتيبات واشنطن أن هناك رغبة أمريكية في تكوين قوة ليبية مشتركة من كافة المناطق لكنها مازالت فى طور الرغبة لا التنفيذ".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الأمريكان ربما يتعاونون مع المجموعات المسلحة فى الغرب الليبي، بخصوص مرتزقة فاغنر الروسية، وسيكون التركيز على المرتزقة في ليبيا وهنا سيتلاشى دور الحدود وتفتح الصحراء على مصراعيها في خطة تشارك فيها دول تشاد ومصر والسعودية برعاية أمريكية"، وفق معلوماته.
وأضاف: "ستوفر تشاد القوات، وتوفر مصر التسليح وتوفر السعودية المال، وستقوم أمريكا بتوفير المعلومات والغطاء السياسي للصحراء من غرب دارفور إلى منطقة الجفرة وسرت شمالا وستكون الأخيرة ميدان المعركة، وهذا سيصعد تشاد كقوه كبرى في إقليم الصحراء وستكون فزان (جنوب ليبيا) التى يقطنها الآن أغلبية من تبو تشاد هى الجائزه بنفطها ومائها"، بحسب كلامه.
"تحضير لمرحلة قادمة"
في حين رأى المحلل السياسي الليبي، وسام الكبير أن "الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تضع استراتيجية سياسية واضحة تجاة الملف الليبي بعد حرب أوكرانيا ضمن ما يعرف بالاستراتيجية العشرية، والهدف الحقيقي هو وضع حد للتمدد وانتشار روسيا في أفريقيا".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه "وفق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فإن إخراج فاغنر من ليبيا ووقف انتشارها في دول أفريقيا سيتطلب حكومة منتخبة قوية مع توحيد المؤسسة العسكرية، إضافة إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة لتأمين وحماية الحدود الجنوبية التي تحد دول: النيجر وتشاد والسودان"، بحسب قوله.
وتابع: "الخطة الأمريكية الآن في المرحلة التمهيدية وانطلاقتها الحقيقية ستكون بحكومة منتخبة موحدة ومؤسسة عسكرية تخضع لهذه الحكومة وكل ما يحدث الآن من لقاءات وتشاور هو جزء من التحضير لمرحلة قادمة"، كما قال.
"روسيا سترد بقوة"
الصحفي والناشط من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة قال من جانبه إن "الحديث عن نوايا أمريكية حقيقية لمواجهة فاغنر والعمل على إخراجهم من دول شمال أفريقيا بشكل مباشر أمر مستبعد الآن، وستتجه الولايات المتحدة لتكوين جبهات أو قوات محلية في داخل تلك الدول تعمل على تنفيذ هذا المخطط، وهذه هي سياسة واشنطن لمواجهة النفوذ الروسي سواء في أوكرانيا أو السودان".
وأكد أن "الضريبة ستكون كبيرة جدا على مواطني تلك الدول في حال انجرار القيادات المحلية وراء تلك السياسات لتحقيق مصالح خاصة، الأمر الأهم هو أن الروس لن يبقوا مكتوفي الأيدي وسيعملون على استخدام أوراقهم، لذا فإن ما حدث في السودان من صراع الآن كان قد حدث في ليبيا أيضا"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".