عرضت كل من مصر وجنوب السودان، وساطة
على الأطراف المتقاتلة في السودان، بعد يوم من الاشتباكات الدامية بين قوات الجيش
من جانب، وقوات الدعم السريع من جانب آخر.
ووفقا لبيان للرئاسة المصرية فقد ناشدت
جارتا السودان الأطراف السودانية "تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي"،
وذلك خلال اتصال هاتفي بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي ورئيس جنوب السودان
سلفا كير.
والسبت، رفضت القوات السودانية فكرة الحوار مع
قوات الدعم السريع، وقالت إنه لا بد من حل "المليشيا المتمردة".
على جانب آخر، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأحد، إن وزير الخارجية سامح شكري أبلغ نظيره السوداني علي الصادق في اتصال هاتفي قلق مصر البالغ من استمرار المواجهات المسلحة الحالية.
وأضاف البيان أن شكري أكد أن "الموقف المصري سيظل دائما يدافع عن وحدة وسلامة السودان".
وتطرق الاتصال أيضا إلى "أهمية الحفاظ على أمن وسلامة جميع المصريين المتواجدين في السودان في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة".
وساطة إسرائيلية
في سياق الوساطات، كشفت
أوساط إسرائيلية مطلعة أنها "باتت على قناعة متزايدة أن توقيع اتفاقية
التطبيع مع السودان بات غير ممكن في المناخ الحالي السائد في هذه الدولة الأفريقية،
فضلا عن ذلك فإن مندوبين إسرائيليين منخرطون في محاولات التوصل إلى تهدئة بين
الأطراف المتصارعة".
أريئيل
كهانا المراسل السياسي لصحيفة "
إسرائيل اليوم" ذكر أن "دولة الاحتلال شريكة في
جهود تهدئة الصراع العنيف الذي اندلع بين الفصيلين الحاكمين في السودان، وسط توقعات
بتأجيل التوقيع النهائي لاتفاق التطبيع بينهما".
وكشف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ممثلين عن طرفي القتال في السودان، على اتصال بإسرائيل، وقد حثّ المندوبون الإسرائيليون نظراءهم
السودانيين على وقف التدهور العنيف، وإعادة الهدوء، كما أن الولايات المتحدة
منخرطة بعمق في محاولة التهدئة".
ونقل
عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على التفاصيل أن "حرباً أهلية واسعة النطاق قد
تندلع في اليومين المقبلين، وتوصلت المؤسسة السياسية الإسرائيلية إلى استنتاج
مفاده أنه لا يمكن توقيع اتفاق التطبيع الكامل بين إسرائيل والسودان حتى نهاية
الحرب الأهلية، بعد أن كان التقييم السابق أنه حتى لو لم يتم الانتقال إلى الحكم
المدني الذي روج له القائد الحالي، فسيكون من الممكن توقيع مثل هذه الاتفاقية".
اجتماع أفريقي
على جانب آخر، عقد مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي، الأحد، اجتماعا طارئا بشأن "التطورات السياسية والأمنية الباعثة للقلق" في السودان.
وقال المجلس في تغريدة على "تويتر" إن "مجلس الأمن والسلم عقد جلسة طارئة بشأن التطورات الأمنية والسياسية في السودان.
ولفت إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد دعا للحوار ووقف إطلاق النار بشكل فوري وحماية المدنيين والسلام في السودان.
اجتماع عربي
في سياق متصل، بدأ ظهر اليوم اجتماع عربي طارئ بمقر الجامعة العربية في القاهرة؛ لبحث الوضع في السودان، وذلك بدعوة من مصر والسعودية، وفقا لوكالة الأناضول.
ووفقا للوكالة، فإن الاجتماع الطارئ يعقد على مستوى المندوبين الدائمين (21 دولة مع تجميد عضوية سوريا)، وفق بيان صدر عن الخارجية المصرية مساء أمس.
وخلال الاجتماع الطارئ، قال مندوب مصر لدى جامعة الدولة العربية إن بلاده تدعو طرفي الصراع في السودان لضمان سلامة كافة المصالح المصرية هناك.
وقال السفير محمد مصطفى عرفي "تؤكد جمهورية مصر العربية محورية الحفاظ على أمن وسلامة كافة المصالح المصرية في السودان. وتشدد على مسؤولية جمهورية السودان وأجهزتها المعنية في ضمان أمن وسلامة المصالح ذات الصلة".
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أودت بحياة 56 مدنيا وأصابت 595 آخرين، بينهم جنود.