اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومئات المستوطنين، المسجد
الأقصى صباح الأحد من جهة باب المغاربة.
ورافقت شرطة الاحتلال مئات المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى لإقامة طقوس خلال احتفالات "عيد
الفصح اليهودي" التي بدأت قبل أربعة أيام.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن "مجموعات المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى من باب المغاربة صباح اليوم، قامت بجولات استفزازية في ساحات الأقصى، و بلغ عددهم بعد إغلاق باب المغاربة في الساعة الحادية عشرة والنصف نحو 912 متطرفا".
ونبهت في حديثها لـ"عربي21"، أن "قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية ومنعت دخول الشباب، وسمحت لكبار السن بعد التدقيق في هوياتهم، وذلك من أجل السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، والذي يستمر حتى الساعة الحادية عشر والنصف".
وأكدت إدارة الأقصى، أن "ما يجري من قبل المتطرفين واقتحامهم المسجد الأقصى بهذا العدد الكبير في شهر رمضان المبارك، هو ظاهرة خطيرة"، منوهة إلى أن أعداد المعتكفين والمرابطين داخل الأقصى بالتزامن مع اقتحام المتطرفين قليلة، بسبب منع سلطات الاحتلال دخول المصلين وخاصة فئة الشباب.
وأفادت بأن "مجموعات المتطرفين قامت بأداء طقوسهم التلمودية بحماية شرطة الاحتلال المدججة بالسلاح التي ترافقهم خلال جولاتهم الاستفزازية"، معربة عن أملها في "زوال الاحتلال قريبا عن المسجد الأقصى المبارك".
بركات الكهنة
نفذت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة واستثنائية السبت، لمنع وصول المقدسيين إلى باحات المسجد الأقصى، اليوم الأحد.
وتأتي هذه الإجراءات لتمهيد الطريق أمام المستوطنين اليهود من أجل التجمع في ساحة حائط البراق غرب المسجد الأقصى، لأداء ما يسمى طقوس "بركات الكهنة" التلمودية، بمناسبة "الفصح اليهودي"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
و"بركات الكهنة" طقس يختص في الأصل بطبقة "كهنة الهيكل" بحسب الرؤية التوراتية، وهو "يؤدى برفع الأيدي المبسوطة مع قراءة مقاطع من التوراة ليمنح بها الكاهن البركة الموعودة على لسان النبي هارون للمصلين اليهود بحسب التوراة".
تحذير أردني وفلسطيني
حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، من التبعات الكارثية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاته لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في شهر رمضان.
وقالت الخارجية الأردنية إنها رفضت استلام رسائل حاولت إسرائيل إرسالها عبر أطراف وسيطة حول ما يجري في المسجد الأقصى.
وأبلغت وزارة الخارجية هذه الأطراف بأنها "ترفض ادعاءات إسرائيل ومحاولاتها تزييف الحقائق عبر اتهام دائرة الأوقاف بالمسؤولية عن التوتر في الحرم القدسي".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين
الفلسطينية بـ"أشد العبارات، استهداف الاحتلال المتواصل للمسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين فيه".
وأضافت في بيان: أنها "تدين حملات التحريض المستمرة التي يطلقها غلاة المتطرفين وعلى رأسهم الوزير الفاشي بن غفير والتي تدعو لتغيير الوضع الراهن للمسجد، وكذلك عمليات التحريض على الوجود الفلسطيني برمته، وتكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها، الأمر الذي يظهر بوضوح من خلال الازدياد الملحوظ في أعداد المقتحمين".
واعتبرت الوزارة أن "هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا".
احتفالات للمسيحيين
بدورهم، احتفل المسيحيون اليوم الأحد بـ"عيد القيامة - (الفصح)"، فيما شهدت كنيسة القيامة بالقدس قداسا احتفاليا بالمناسبة.
ويقيم مسيحيو القدس وبيت لحم، ومناطق فلسطينية أخرى، بشكل سنوي احتفالا بعيد الفصح، يؤكدون من خلاله على رفضهم المساس بالمقدسات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويتمسك مسيحيو فلسطين بالمقدسات، رغم تراجع أعدادهم بشكل كبير، جراء الهجرة للخارج، حيث تفيد معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) أنه، وفقا لآخر تعداد رسمي فلسطيني أجري عام 2017، فإنها لا تتجاوز نسبة المسيحيين في الأراضي المحتلة (الضفة وغزة بدون المناطق العربية بالداخل)، الـ1 في المئة، من بين عدد الفلسطينيين المقدر في حينه بنحو 4 ملايين و733 ألفا.
وعند بدء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 بلغت نسبة المسيحيين في المناطق المحتلة 6%.
وفي حديث سابق لوكالة الأناضول قال وديع أبو نصار، المتحدث باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية بالأراضي المقدسة، إن مسيحيي القدس شكلوا نحو 25 بالمئة من عدد سكان القدس عام 1922، أما اليوم فنسبتهم لا تزيد على الـ1 بالمئة من عدد سكان المدينة.
ويقول باحثون إن أسباب تضاؤل أعداد المسيحيين، يرجع إلى "الضغوط الاقتصادية، وانعدام الأفق السياسي، والإجراءات الإسرائيلية".