صحافة إسرائيلية

كوهين يعد زيلينسكي بنظام إنذار إسرائيلي مبكر.. حديث عن "وضع معقد"

كوهين خلال لقائه زيلينسكي في كييف- حسابه عبر تويتر
أنهى إيلي كوهين وزير خارجية الاحتلال أول زيارة رسمية علنية لمسؤول إسرائيلي الى أوكرانيا، التي رفعت طلبات للمساعدة العسكرية، لكن كييف لم تطالب بأسلحة هجومية، فيما أعلن الضيف أن الاحتلال سيوفر نظام إنذار ذكيا في غضون أشهر، كاشفا "نحن في وضع معقد".

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، الذي رافق كوهين إلى كييف، أكد أن "ذروة الزيارة التي استمرت 12 ساعة تمثلت بلقاء كوهين ورئيس أوكرانيا، الملقب بأنه أشهر يهودي في العالم، فولوديمير زيلينسكي، حيث اصطحب الوزير العديد من حراس الأمن المسلحين، وقادوه عبر زنزانات مظلمة أضاءوها بالمصابيح الكهربائية إلى مكان إقامة الرئيس المهدد، الذي بدا قلقا للغاية، وقد جاءت الزيارة لتحقيق ثلاثة أهداف، أولها إظهار أن إسرائيل تدعم أوكرانيا مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وثانيها وضع الملف الإيراني في المقدمة، وثالثها زيادة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية لأوكرانيا".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "كوهين وصل إلى كييف ولديه تقدير بأن الحرب فيها لها تأثير مهم على إسرائيل من وجهة النظر الإيرانية، فقد غدت أوكرانيا اليوم دولة مؤثرة على الساحة الدولية، وإسرائيل تراها مهمة جدّا، وتريد تسخيرها في محاربة إيران، التي تمثل عدوا مشتركا لهما، وقد طرح كوهين أمام زيلينسكي ونظيره دميترو كوليفا كيفية التعامل مع تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار التي تحلق فوق بلادهم، واتفقا على تعميق التعاون لمحاربة إيران على الساحة الدولية".

وكشف أن "دولة الاحتلال تعتبر أكبر متبرع لأوكرانيا في المساعدات الإنسانية بثمانين مليون شيكل، وقد أبلغ كوهين الأوكرانيين أن إسرائيل ستدعم خطة زيلينسكي للسلام التي ستعرض الأسبوع المقبل كقرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أثار في محادثة مع الرئيس الانزعاج من التصويت الأوكراني ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وتتوقع تغييرا في نمط التصويت، كما ناقشا جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا بعد عام على الحرب، ومشاركة إسرائيل فيها، وأبلغ كوهين مضيفيه أن سفارة الاحتلال في كييف ستعود للعمل المتواصل لأول مرة منذ بداية الحرب".


وأكد أن "الزيارة تخللها طلب أوكراني مساعدات أمنية وعسكرية، مع التركيز على الإجراءات الدفاعية؛ لأن زيلينسكي يتفهم التعقيد الذي تجد إسرائيل نفسها فيه، ولم يطلب منها أسلحة هجومية، وأكد كوهين أن نظام الإنذار الذكي سيصل إلى أوكرانيا في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر، وسيبذل جهدًا لدفع الجداول الزمنية للأمام، موضحا لمضيفيه أن إسرائيل في وضع معقد، فهي ليست البرتغال ولا كندا، لدينا حدود مشتركة مع روسيا في سوريا، ولدينا التهديد الإيراني".

ونقل عن كوهين أنه "وعد نظيره بمنح بلاده ضمانا لبناء مركز طبي بتكلفة 200 مليون دولار، لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا أكد أنه يشعر بخيبة أمل لأن كوهين لم يذكر في بيانه اتهام روسيا في مذبحة بوتشا، مكتفيا بوصفها بمأساة إنسانية، زاعما أن إسرائيل قدمت مساعدات إنسانية كبيرة لأوكرانيا، بما فيها إقامة مشفى ميداني الذي عالج سبعة آلاف مريض، وإسرائيل ملتزمة بمواصلة دعمها لأوكرانيا في الأشهر والسنوات المقبلة، متهما إيران بتنفيذ أنشطة تخريبية في أوكرانيا، وهذا تذكير آخر بـحقيقة أنها لا تشكل تهديدا على أوكرانيا فحسب، بل على أوروبا كلها".

تكشف تفاصيل زيارة كوهين إلى أوكرانيا عن تغير معالم السياسية الإسرائيلية الجديدة تجاه الحرب فيها، واختلافها التدريجي عن سياسة الحكومتين السابقتين، باتجاه أخذ موقف أكثر قربا من أحد طرفي الحرب، دون الانحياز الكامل معه، ما قد يعني تراكم ملفات الاختلاف والتناقض بين تل أبيب والطرف الآخر، مع العلم أن هذه الزيارة المتزامنة مع مرور عام كامل على الحرب الروسية الأوكرانية، كفيلة بكشف المزيد من معالم التوجهات الإسرائيلية الجديدة تجاه هذا التطور الدولي المهم.