صحيفة عبرية: الأوكرانيون لن يستقبلونا بكييف إذا لم يكن بأيدينا أسلحة

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، ما زال الموقف الإسرائيلي على حاله من عدم إمداد الأخيرة بالأسلحة المطلوبة، خاصة أن الأوكرانيين منذ بداية الغزو الروسي توسلوا للإسرائيليين للحصول على المساعدة العسكرية.

لكن مرور عام على الحرب يكشف أن الآمال التي رافقت إدارة الرئيس زيلينسكي للحصول على المساعدة تبددت منذ فترة طويلة، سواء بسبب تدهور الوضع الإسرائيلي في الداخل عقب الاحتجاجات المتصاعدة، أو الخشية من الغضب الروسي.

أريئيل كهانا1ن المراسل السياسي لصحيفة إسرائيل اليوم، ذكر أن "عاما كاملا مرّ تقريبًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ولا يوجد في كييف سوى أمل ضعيف في حدوث تغيير في السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالانخراط في الحرب، فإذا كان الأوكرانيون قبل حوالي عام يتوسلون لإسرائيل للحصول على المساعدة العسكرية، فإنهم الآن أصبحوا أقوى وأكثر رصانة، ومن الواضح لهم أنه في ضوء المصالح الإسرائيلية الخاصة تجاه روسيا، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي لن يوفر الذخيرة المطلوبة لهم".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الآمال التي رافقت بالفعل إدارة زيلينسكي ولّت منذ زمن بعيد، لأنه لم ينتظر وصول الأسلحة الإسرائيلية، بدليل أنه خلال الحرب تلقى مساعدات عسكرية من دول أخرى، من خلال استمرار توريد الطائرات المقاتلة من الغرب إلى أوكرانيا، بعد حملة طويلة وناجحة من قبله لإجبار الغرب على إرسال الدبابات إليه، وفي هذا الوقت يحتفظ بمكانته كبطل دولي للغرب، ويستغل التعاطف الهائل في الرأي العام مع الضغط السياسي الداخلي على قادة الدول الغربية، وهو ضغط يؤتي ثماره".


وأشار أنه "بناءً على ذلك، تراجعت أهمية إسرائيل كمصدر لتوريد الذخيرة العسكرية بالنسبة للأوكرانيين، بجانب ذلك انهار التعاطف مع الدولة اليهودية الذي كان منتشرًا في أوكرانيا قبل الحرب، ففي عام 2019 زار نتنياهو زيلينسكي بعد فترة وجيزة من انتخابه، وفي ذلك الاجتماع تلقى معاملة معلّم يقوم بتعليم تلميذه الشاب، لكنه الآن انقلب الوضع تقريبًا: زيلينسكي معروف في العالم أكثر من نتنياهو، ولم يعد يحسب لإسرائيل حسابا، فقد زار دولًا أوروبية، وتحدث عبر الوسائل التقنية في الكونغرس الأمريكي، ولم تعد تل أبيب عنوانا بالنسبة له؛ لأنها لم تف حتى بالوعود التي قطعتها، وهو نظام الإنذار ضد الصواريخ".

وأوضح أنه "مضى نصف عام منذ أن وعد النظام الأمني الإسرائيلي بتزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية، لكنه لم يفِ بعد بكلمته، كما تم الإعراب عن نفس الموقف فيما يتعلق بالقرض الذي طلبته أوكرانيا، ليس الأمر أن إسرائيل ردت بالنفي، فهي ببساطة لم تجب، وهو موقف مهين إلى حد ما بشكل عام، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة في حالة حرب، وعلى خلفية كل هذا، وبالنظر للسياسات شبه المحايدة لجميع الحكومات الإسرائيلية التي قادها نفتالي بينيت ويائير لابيد وبنيامين نتنياهو، فإن المشاعر في أوكرانيا تجاه إسرائيل في أدنى مستوياتها على الإطلاق".

وتكشف هذه الانطباعات السلبية عن تراجع مكانة الاحتلال، ليس فقط في كييف، ولكن في العواصم الغربية، صحيح أن أصدقاءه قد يتفهمون أسباب الهروب من اتخاذ موقف، خشية الغضب الروسي، لكن هذا التفهم لا يبرر الموقف الإسرائيلي، مع توقع أن تتصاعد هذه الانتقادات مرة أخرى في الأيام المقبلة.

مع العلم أنه في الذكرى السنوية الأولى للحرب، يفكر مسؤولون إسرائيليون كبار في القيام بزيارات تضامنية مع أوكرانيا، رغم اعتقادهم بأن سياسة الدولة تجاه الحرب كانت خاطئة، وبحسب التلميحات القادمة من كييف، فيجب ألا يأتوا إلى ساحة المعركة وأيديهم فارغة، فالأوكرانيون لا يحتاجون للتعاطف الإسرائيلي، بل إلى أسلحتهم.