وقع
المغرب وإسبانيا، 19 مذكرة تفاهم ثنائي في عدة مجالات تعزيزا "لشراكتهما
الاستراتيجية"، وذلك بعدما طوى البلدان أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية "الصحراء
الغربية".
وجاء توقيع اتفاقيات التعاون على هامش الدورة
الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في العاصمة
الرباط، والذي
لم ينعقد منذ ثماني سنوات بسبب توترات في الفترة الأخيرة.
وشملت الاتفاقيات الـ19 الجديدة مجالات
مختلفة منها الهجرة والضمان الاجتماعي والماء والنقل، والبيئة والسكان والطاقة
والتنمية المستدامة والزراعة والرياضة والتربية والتعليم والتكوين المهني
والمقاولات الصغرى والمجال العلمي والثقافي والتشغيل والصحة والسياحة.
وغادر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، المغرب دون لقاء الملك محمد السادس، فيما أعلنت وكالة الأنباء المغربية عن اتصال هاتفي أجراه العاهل مع سانشيز أشاد خلاله بالتطور الذي تشهده
المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية، في سياق من التشاور والثقة والاحترام المتبادل.
ورحب الملك المغربي بانعقاد الدورة
الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، بعد ثماني سنوات على عقد آخر
دورة لهذه الآلية، وفق وكالة الأنباء المغربية "ماب".
وقال العاهل المغربي، إن الزيارة ستشكل
مناسبة سانحة لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من خلال اعتماد مبادرات ملموسة
تتميز بالنجاعة، وبمشاريع فعلية في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات المنفعة
المشتركة.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو
سانتشيث، عن التوقيع على بروتوكول اتفاق "مالي هام بقيمة 800 مليون يورو
لتحفيز الاستثمار في القطاعات الاستراتجية بالمغرب" مثل الصناعات الغذائية
والسكك الحديد والسياحة وتدبير المياه، مؤكدا رغبة بلاده في أن تصبح "مستثمرا
مرجعيا بالمغرب".
من جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية
عزيز أخنوش بتصريحات صحفية، إن "المشاركة الوازنة للوفد الإسباني في هذه
الدورة تعبير صغير عن مدى قوة أواصر الصداقة والتعاون التي تجمع المغرب وإسبانيا
وتجسيد للإرادة القوية والالتزام الراسخ للبلدين للعمل سويا من أجل شراكة متميزة
متجهة بثبات نحو المستقبل".
وأضاف: "لقد كانت غايتنا هي إرساء
معالم استراتيجية لبناء علاقة متكافئة أساسها الإرادة والحزم المشترك لبناء
المستقبل".
وقال سانتشيث: "اليوم نفتح مرحلة
جديدة في العلاقات الإسبانية المغربية".
وتابع: "نحن نلتزم بالاحترام
المتبادل وسنتفادى في خطاباتنا وممارستنا العملية والسياسية كل ما يمكن أن يزعج
الجانب الآخر ولا سيما فيما يخص سيادتنا".
وأضاف سانتشيث: "من جانب آخر هناك
شراكة اقتصادية... مشاريع لاستثمارات جديدة وذلك لمرافقة المسيرة الرائعة للتطوير
والتحديث التي تقوم بها المملكة المغربية".
ويكرس
الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية المصالحة التي توصّلتا
إليها في آذار/مارس الماضي، عندما أعلن سانشيث تأييد إسبانيا لاقتراح الحكم الذاتي
الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا للنزاع في
الصحراء الغربية.
كما يأتي هذا التقارب بين البلدين في
أجواء توتر في العلاقات بين الرباط وباريس، الشريك التاريخي الآخر للمغرب.
وتتّهم الطبقة السياسية والإعلام
المحلي باريس بالوقوف وراء توصية تبناها البرلمان الأوروبي مؤخرا حول حرية الصحافة
في المغرب، واتهامات برشوة برلمانيين أوروبيين.