اقتحم عشرات
المستوطنين، الاثنين، ساحات المسجد
الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال
الإسرائيلي حاملين معهم أعلام الاحتلال.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، واستمعوا لشروحات عن "الهيكل" المزعوم، وقام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وفرضت قوات الاحتلال قيودا على دخول المصلين
الفلسطينيين الوافدين للمسجد من القدس وأراضي الـ48 ودققت في هوياتهم الشخصية واحتجزت بعضها.
إلى ذلك اعتقل الجيش
الإسرائيلي 27 فلسطينيا خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ مطلع العام
الجاري إلى نحو 300، حسب مصدر فلسطيني الاثنين.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي،
حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، شملت 27 فلسطينيا.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال
اعتقل 27 فلسطينيا، وكانت الاعتقالات موزعة بين غالبية المحافظات الفلسطينية، وطالت
طفلا وأسرى سابقين.
وأشار إلى أن عدد المعتقلين منذ بداية العام،
وحتى هذه الحملة، وصل إلى أكثر من 300 فلسطيني، يمارس الاحتلال معهم سياسة
الاعتقال الإداري، بالسجن لمدة 6 أشهر بالحد الأدنى، وفقا لقرار من الحاكم العسكري
للاحتلال في الضفة، وفي بعض الحالات تمدد قرارات الاعتقال الإداري، بصورة تلقائية،
بذرائع وجود ملف سري لدى المخابرات الإسرائيلية عن المعتقل.
حماية الخان الأحمر
من جانب آخر، تداعت
فعاليات شعبية وفصائلية بالضفة الغربية، لمواجهة تهديدات المستوطنين وأعضاء كنيست،
لاقتحام وتهجير أهالي قرية الخان الأحمر، شرقي القدس المحتلة.
وكان أعضاء كنيست دعوا
إلى اقتحام قرية الخان الأحمر، للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من
أجل إخلائها بالقوة وتهجير سكانها.
ويأتي اقتحام أعضاء الكنيست، قبل تقديم رد
الحكومة الإسرائيلية، أمام المحكمة العليا على قضية إخلاء القرية من عدمه في الأول
من الشهر المقبل.
ويقود عضو الكنيست عن حزب "الليكود"
داني دانون، الذي قدم الاثنين الماضي، طلبا بتفعيل قرار المحكمة العليا بهدم الخان
الأحمر، اقتحام أعضاء الكنيست للقرية.
وأعلن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال
المتطرف إيتمار بن غفير، أنه سيطلب من الحكومة إخلاء قرية الخان الأحمر، بشكل فوري.
وتوعد بن غفير بإخلاء الخان الأحمر عقب إخلاء
بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون بينهم حفيد الحاخام دروكمان على أراضي قرية
"جوريش" جنوب شرقي نابلس.
ويقطن في القرية قرابة الـ200 فلسطيني، أكثر من
نصفهم من الأطفال، ويواجهون خطر هدم مساكنهم وترحيلهم عن أرضهم ومصدر رزقهم، التي
تبعد 15 كيلومترا عن القدس المحتلة شرقا.
وتعود أصول السكان إلى قبيلة الجهالين البدوية،
التي هجرها الاحتلال عن أراضيها الأصلية في النقب المحتل عام 1952.
وخلال السنوات الماضية، واجه سكان القرية
والمتضامنون معهم، اعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، في محاولاته لإخلائهم بالقوة،
وقام بهدم مسكانهم بصورة مستمرة.
وصدر في 2018، قرار من المحكمة الجنائية
الدولية، يحذر الاحتلال، من هدم أو تهجير سكان القرية أو المناطق المحيطة بهم،
واعتبرتها جريمة حرب.
اعتراف بالقتل
إلى ذلك اعترفت قوات الاحتلال، بقتل الشهيد
أحمد حسن كحلة، 45 عاما، من رمون شرقي رام الله، في الـ25 من الشهر الجاري قرب سلواد،
"دون أن يشكل خطرا أو تهديدا"، ما ينسف المزاعم السابقة التي روجها
الاحتلال.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية
"مكان"، أن جيش الاحتلال خلص في تحقيق أجراه إلى أن كحلة الذي أصيب برصاصة
في عنقه من مسافة الصفر، قتل دون أن يشكل أي تهديد للجنود، و"ما كان ينبغي أن
ينتهي الحادث بموت".
وكان جيش الاحتلال قد زعم أن الشهيد كحلة كان
يحمل سكينا بيده، وخرج من سيارته صوب الجنود قبل أن يطلقوا النار عليه، وخلص تحقيق
الجيش إلى أنه لم يكن ينوي تنفيذ عملية طعن.
لكن نجل الشهيد قصي (20 عاما) الذي كان برفقته، أكد أنه ووالده كانا في طريقهما إلى العمل صباحا، فأوقف مركبتهما حاجز جنود الاحتلال،
الذين أطلقوا قنبلة صوت ارتطمت بسقف السيارة، وحينها عاجله الجنود برش غاز
الفلفل صوب وجهه، وأنزلوه من المركبة ثم غاب عن الوعي.
وأظهر شريط مصور التقطه أحد المواطنين المتوقفين
على الحاجز، أن مشادة كلامية دارت بين الشهيد كحلة وجنود الحاجز، فقام أحدهم
بإطلاق النار عليه من مسافة صفر دون أن يشكل أي خطورة عليهم.
وحادثة استشهاد المواطن أحمد كحلة تعيد إلى
الأذهان، كيف ارتقى الشهيد عمار مفلح، الذي أعدمه جنود الاحتلال على شارع حوارة
الرئيس جنوبي نابلس، في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر المنصرم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تخلص فيها تحقيقات
جيش الاحتلال إلى تسبب الجنود بقتل فلسطينيين، ودون محاسبة المرتكبين.
ويقع الخان الأحمر ضمن الأراضي التي تستهدفها
سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى"E1"، عبر الاستيلاء على
الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت، والهادف إلى تفريغ
المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها،
وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة.