لا يحتاج السفير الأردني، ولا أي مواطن فلسطيني، لإذنِ دخول أو التنسيق المسبق، في حال قرر زيارة المسجد الأقصى، وإلا ما قيمة الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى إذا كان ممثل الحكومة الأردنية يحتاج إلى موافقةٍ رسمية إسرائيلية قبيل دخوله الأقصى؟آلية المنع، من حيث أن من قام بالجريمة شرطي إسرائيلي بمعنى أنه يمثل جهة أمنية رسمية، ثم إظهار ذلك عبر الإعلام، والدخول في مشادة كلامية مع الطاقم المرافق للسفير، وبأسلوبٍ مستفز رافقه العديد من عبارات التهديد والوعيد، ليس أقلها قول الشرطي للسفير الأردني: "لن تخرج من هنا على قدميك"! وهي بصيغة أو بأخرى رسالة تهديد واضحة.. كل ذلك يعطي مؤشراً جدياً على أن كرة النار بدأت تكبر مع مرور الوقت، وبأن طريق الدبلوماسية بات مغلقاً ما بين الجانبين الأردني، والإسرائيلي.
الحادثة التي نشرتها وسائل الإعلام للسفير الأردني المجالي والشرطي الإسرائيلي؛ جاءت بتوجيهات مباشرة من حكومة بنيامين نتنياهو لاستهداف السفير، وفق مراقبين إسرائيليينالخديعة الكبرى، تكمن في التصريحات المتلاحقة لحكومة نتنياهو بأن لا تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وهو مطلوب أردني بالمناسبة، إلا أن الوقائع على الأرض دائماً ما تكون بعكس ذلك، فالتغيير الزماني والمكاني حصل، واقتحام المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى تم، وكلها تعبيرات سوداوية عن واقع مأزوم، وتغيرٍ خطير حصل في المسجد الأقصى، وصولاً إلى كتابة الأحرف الأخيرة من مذكرةٍ معروضةٍ أمام الكنيست بشطب الوصاية الأردنية على القدس، لتصبح الوصاية إسرائيلية خالصة.
أبعد من تسلل إيتمار بن غفير إلى المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف
العقوبات على السلطة الفلسطينية وحماية الاحتلال